ما أجمل ألا يسقط الجمل وقد هب الجميع لحد شفرات سكاكينهم في انتظار سقوطه، وكان هؤلاء الغيورين على الحرف المتردي وأنصاف المهنيين قد تعاطوا مع أمر تكليف الأسطورة (الحقيقية) جابر عثرات الهلال صاحب الصولات والجولات داخل المستطيل الأخضر وخارجه بكثير من الأمنيات المبطنة داخل جوف أحرفهم الرديئة فمن كاتب يخصص له عموداً يومياً وهو لا يستحق (ولا حتى عمود خيمة) إلى منظري الغفلة أصحاب (الدال - هشك بشك) مروراً بإعلاميي المدرجات، فجميعهم نجحوا في إعداد الوصفة لطبختهم التي لا يأكلها سوى من خيّر بينها وبين جيفةٍ يستنشق عفنها قبل مئات الكيلوات، ولكن كعادة ابن الهلال البار وزميله الجنرال الأسبق وهم يهدونهم المثل العامي الشهير (حوقك يالرفلا وكليه) من خلال ما قدماه في مباراة الكلاسيكو مساء الأحد الماضي حيث عملا كل شيء، ويكفي أن نقرأ تفاصيل ذلك من خلال رد فعل الجماهير الاتحادية وترديد أهزوجة البليد (الذي لم يجد سبورة ليمسحها) رئيس الرابطة (أبو أهازيج جنان) في محاولة للضغط على رجالٍ كانت قاب قوسين أو أدنى (لو كان الحكم في مستوى الحدث) من إحداث الكارثة في ملعب المباراة وقلب الموازين تلك الأولى أما الثانية فكشفتها فرحة (العجوز) الذي أعاده ابناء الهلال البارون شابّاً يجيد الحركات البهلوانية، ولنا في هدف التعادل لهزازي الاتحاد مع النصر في المسابقة ذاتها والملعب ذاته، دليل قاطع على حجم الضغط الذي كان يعيشه (العجوز) في مباراة الكلاسيكو. يجب أن تقول الأمة الهلالية لهذين الابنين البارين شكراً من القلب على وقفتكم وتجليكم في تلك الليلة وحضوركم الرائع وأنتم تمنحوننا فرصة العودة لأيامكم الجميلة يوم أن كان الملعب وتراً وأقدامكم ريشة الجوهري عبادي.. إجماع الأغلبية من (العقلاء) على وجود بصمة الذئب والجنرال وأنهما قدما وفق المتاح كل ما يمكن تقديمه لم تكن مجاملة بقدر ما هي حقيقة فرضتها الأحداث في المباراة ولكن خرج النشاز كالعادة من جحورهم وبعد المباراة لينثروا في الفضاء عصارة حصادهم العلمي الذي سمح لحرف الدال أن يضطهد عنوةً ليسبق أسمائهم فأحدهم يقول (الهلال زي اللي جايب واحد مو مهندس ويقول له هندس) والآخر يخرج بإرث معلوماتي ومعرفي ليقول (سامي خبرته كلاعب وعمله مع كبار المدربين لا يخول له أن يكون مدرباً فهل نقول بما أن المعلم يمر عليه عشرات المدراء يعني نحطه مدير) ونسي أن المدير ليس سوى معلم خاض سنيين من الانخراط في العمل التربوي ثم أصبح مديراً ولكن..! للأسف ليس العتب على هؤلاء المتطفلين أصحاب الأحرف المتردية وإنما العتب كل العتب على البرامج التي تحتوي سخفهم وترعاه عبر أثيرها. ألجمتما بحجر أفواههم بعد المباراة فهرب الأغلبية منهم في مقالات اليوم التالي للمباراة لمناقشة أمور أنديتهم وهم نفسهم الذين قد أعدوا مقالاتهم الاحتفائية للنشر أملاً منهم أن يكون الاتحاد قد رد ما عليه من دين سابق وهي الخمسة التي ما تزال فرقة النمور وجماهيرها يأملون ولو في المنام أن يردوها ولأنهم دائماً ما اعتادوا على أن يأكلوا بأيدي غيرهم ففريقهم لا يفوز بواحد ناهيك أن يرد الخمسة.. أي جمال رسمت يا سامي.. وأي حب ذاك الذي تفجر يا فيصل.. زرعتما حقل ورد.. واستنشقنا منه أزكى الروائح.. أوصلتما رسالةً مهمة بحجم ثقلكما.. وتركتما بين سطورها عنواناً لمن تاه عن خريطة الوفاء.. فشكراً بحجم السماء لقلبيكما المحبين بصدق.. أنتما نبض الهلال الصادق الوفي.. أما أنت أيها الزعيم المهيب فقد قالها الفارس: الزعيم .. أن تفرح أكثر [email protected]