تعودنا دائماً أن الفوز في المباراة يتم داخل الملعب، لكن للأسف الآن كي يفوز منتخبنا، لا بد من عمل جبار خارج الملعب قبل داخله! عندما قُدم المدرب ريكارد استبشرنا خيراً، وتوقعنا أن يصحب قدومه تغيراً شاملاً في كرتنا، لكن للأسف الأمور تسوء أكثر بسبب الفراغ الإداري الكبير، الذي يحيط بالرياضة السعودية منذ الخروج من تصفيات كأس العالم! أول كنا نحسب ألف حساب للصفحات الرياضية، ونطلب منها العقل، وعدم المبالغة، ومن ثم دخلت القنوات التلفزيونية، فخرج الكل عن النص، وجاء الآن «التويتر» ليفقد كل شيء احترامه، ويصبح كل من «هب ودب» يدلي بدلوه، ويقول ما لا يقال. ما «يحز في النفس» أن لا ضابط أخلاقي، ولا قانوني يحكم المسألة، بل للأسف أصبح بعض اللاعبين المعتزلين يمارسون «الغمز واللمز» على زملائهم ليلة المباراة، ويدخلون في تحديات سخيفة تفسد كل المشهد عندنا! ويأتي بعض المعدين والمذيعين السعوديين أبناء هذا الوطن، ويمارسون «عربدة» فضائية في قنوات شقيقة هدفها الأول زعزعة رياضتنا السعودية، وكأن رياضتنا تحتاج لزعزعة أكبر! لا أدري لم يُسمح لبعض القنوات بأن تمارس تلك «الهرطقات»، ولا يتخذ ضدها أي إجراء أو تحرم من شيء، لتشعر بأن هناك خطاً أحمر؟ هناك منتخب وطن يجب أن يحترم، وأن لا يتعدى على ثوابته. ماذا لوعملنا مثلهم وفتحنا الفضاء على عوراتهم، وسمحنا للمتردية والنطيحة من أبنائهم أن يتطاولوا على رموزهم، ولاعبيهم هل سيكون ذلك الحل. استغرب من رقي بعض هذه القنوات في تعاملها مع الدوريات الأوروبية التي تنقلها، وموضوعية طرحها، وحسن انتقاء من يتحدث أو يحلل، وعندما نأتي للشأن الرياضي السعودي تسقط كل القيم، والحدود، ويفتح الباب على مصراعيه. رياضتنا ينقصها الرجل الكبير... الذي يضرب بيد من حديد، الذي يعاقب بحزم وينتصر بسرعة، ويوقف كل متجاوز عند حده، أو يرمي به خارج المنظومة. أول يفرح اللاعب بانضمامه للمنتخب، ويجد فيه تتويجاً لمشواره، الآن انضمامك للمنتخب يعني استباحة كل شيء فيك ووضعك أمام الكل، والبدء في مسرحيات الهزل والسخرية، التي تجعل اللاعب يعود من المنتخب، وهو في أسوأ صورة فنية ونفسية! كلنا أمل برئيس اتحاد القدم الجديد أن يضع حداً لكل هذا العبث، ويبشر بديكتاتورية جديدة تحفظ الحقوق حتى يتعلم البعض الاحترام والمسؤولية. [email protected]