أول شيء يلفت نظرك وأنت تتفرج على مباراة في الدوريات الأجنبية هو شكل الجماهير في الملعب وتفاعلها مع الحدث. الجمهور الغربي يجد في الملاعب مؤسسة اجتماعية يسعى من خلالها لتحقيق شيء كبر أم صغر، وتحرص المؤسسات الرياضية هناك على توفير كل ما يكفل لهذه الجماهير الراحة ويضمن لها الاستمرارية. لذا نجد الملاعب مكتظة بها وتمارس فنوناً من التشجيع وتصبح مشاهدة المباراة برنامجاً في روزنامة الأسرة في الأسبوع وتتحول لمكافأة للصغار على إنجاز لهم وتألق، ما يمنح حضور المباراة أبعاداً اجتماعية كبرى، وتحرص الجهات المعنية على بث روح اللعب النظيف والنزعة الأخلاقية داخل الملعب وتقديم التنافسية في قالب من احترام وإبداع لا يخدش حياء الحاضرين. وما إن تحدث حادثة ويخرج فيها لاعب عن النص حتى يبادر هو أو ناديه للاعتذار وتصحيح الخطأ في حينه للحفاظ على صورة اللاعب والرياضة عند فئات المجتمع المختلفة. الاهتمام بالجماهير جعل الجهات المعنية هناك تقيم الدراسات والأبحاث التي تحافظ على زيادة الحضور وتضمن دخلاً للأندية والشركات الراعية وتسهم في عجلة الاقتصاد بشتى الطرق. حتى النقل التلفزيوني أصبح يراعي الوقت للجماهير لأنهم هم اللاعب رقم واحد في الملعب الرياضي. الملاعب عندنا مهما قدمنا لها من منشآت ومرافق تظل بلا طعم ولا لون إذا خلت من الجماهير! ومع كل مناسبة تتعالى الصيحات وتتوالى الدعوات طلباً لوقفة الجماهير إما مع ناديها. وفي المقابل نفعل كل شيء لنقول للجماهير لا تحضري للمباراة، اذ ما زال الجمهور يتكبد العناء لأجل معشوقته والمسوؤل يحرص على تجفيف منابع هذا العشق، فمن سوء وسائل النقل للملاعب ومن سوء تنظيم الحضور وشراء التذاكر إلى سوء الاستقبال والعناية داخل الملاعب قائمة طويلة تحتاج أحياناً لتدخل جمعية حقوق الإنسان للنصرة وطلب العون والكرامة. والمعني بالأمر لا يعرف حجم هذه المعاناة لأنه يأتي في موكب ويخرج في موكب ويجد ضيافة خمس نجوم لذا لن يشعر بالفرق أبداً. تصريح الأمير نواف الأخير أنه حضر المباراة كمواطن وليس كمسؤول ليته كان واقعاً وحضر بسيارته الخاصة ومن دون البشت وجلس مع الجماهير وبحث له عن شيء يشربه وتفقد دورات المياه حينها سنتأكد أنه حضر كمواطن فقط! هذا الموسم بعض المباريات لم يتجاوز حضورها ال 100 مشجع، وللأسف لا يحرك هذا الرقم ساكناً لدى المسؤولين لأن العائد المادي لا يشغلهم وليست هناك جهة تقول لماذا؟ لن تصلح حال رياضتنا وليس هناك أحد يقول لأهل الشأن... لماذا؟ [email protected]