في حفل مبسط، ومن دون عناصر الإبهار السابقة في حفلات الافتتاح، ينطلق مهرجان خريف صلالة السياحي 2011 في الأول من تموز (يوليو) المقبل، مستبقاً مواعيده السابقة التي اعتادها سنوياً في منتصف الشهر، مراعياً الظروف الأخيرة التي مرت على السلطنة، ودخول شهر رمضان على الموسم السياحي الذي تعرفه محافظة ظفار خلال حزيران وتموز وآب (يونيو ويوليو وأغسطس)، إذ تتحول الجبال الجرداء إلى بقعة خضراء تهبط فيها الحرارة إلى أقل من 20 درجة مئوية. وقال رئيس بلدية ظفار سالم بن عوفيت الشنفري، إن الإطار العام للمهرجان هذا العام يتضمن العديد من الفعاليات الدينية والثقافية والفكرية التي تتناسب وشهر رمضان، بالإضافة إلى فعاليات اقتصادية ورياضية، مشيراً إلى معرض عن عمان، وفكرة السلام تتضمن مجموعة من الصور للسلطان قابوس، ومبادرات السلام التي قامت بها السلطنة على مستوى العالم، بجانب صور أخرى للسفن التي جسدت معاني الصداقة والسلام، مثل سفينة صحار وسفينة فلك السلامة وجوهرة مسقط. وتسعى إدارة المهرجان الى الخروج من الركود الذي أدى إلى تراجع عدد الزوار العام الماضي، ساعية للاستفادة من ظروف ثورات الربيع العربي في أماكن التصييف التي يركز عليها السائح الخليجي على وجه الخصوص، فيما تبقى مشاكل ضعف القدرة الإيوائية المشكلةَ الأكبر، رغم وجود تقدم في عدد الغرف الفندقية التي تم الإعلان عنها. لكن غالبية الأسر العمانية تفضل سكنى الشقق، لرخصها مقارنة بالفنادق، وكذلك استيعابها لعدد أفراد الأسر. وركز الشنفري على عناية المهرجان بشعاره الدائم «ملتقى الأسرة»، في عمله لاحتضان العائلات العمانية والخليجية التي تجد في صلالة قرباً جغرافياً، حيث يمكن الوصول بالسيارة من سائر الدول الخليجية، وكذلك تقارب العادات والتقاليد، مشيراً إلى فعاليات ومسابقات وبرامج احترافية ومحلية للأطفال، وذلك بتشغيل المسرح طوال فترة المهرجان بمعدل خمس ساعات يومياً، وكذلك الفعاليات الموجَّهة للمرأة العمانية التي تقام في قرية (اللبانة) المختصة بالمرأة والطفل. وأضاف أن المهرجان سيقدم عروضاً مسرحية عديدة بموازاة الحفلات الغنائية التي تستقطب فنانين عمانيين وخليجيين. وتقدَّم داخل القرية كافة الفعاليات الاجتماعية والارشادية والثقافية والحوارية ذات العلاقة بالطفل والأسرة، وهي مبنية من الخشب مساحة 1500 متر مربع، بمحاذاة مسرح الطفل، وبفترة تشغيل طوال فترة المهرجان لمدة ست ساعات يومياً، وتعنى بتعليم صنع الأقنعة والمجسمات وثقافة الطفل والقراءة والرسم والتقنية والابتكار واهتمامات المرأة وصحة الأسرة وتصميم الأزياء. وهناك ركن للحوارات المفتوحة (ثقافية وفنية وفكرية) وغيرها من الأركان. ويتضمن مهرجان هذا العام، الذي يقام في مركز البلدية الترفيهي في سهل إيتين، الواصل بين المدينة وبداية الجمال الأخضر على جبال ظفار، معرضاً استهلاكياً تشارك فيه مجموعة من الشركات من السلطنة ودول الخليج العربية والدول الصديقة. وهو من الفعاليات الرئيسية في المهرجان، نظراً الى الإقبال الكبير التي تشهده معارض الاستهلاك، وكذلك معارض الترويج ومعارض خاصة بالسفارات والجاليات المقيمة في السلطنة ومعارض المنتجات العمانية، إضافة إلى معارض متخصصة لجهات حكومية وخاصة، وأفراد مثل معرض اللوحات الطبيعية ومعرض متحف قوات السلطان المسلحة ومعرض هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية والمعرض الزراعي ومعرض الهيئة العامة للصناعات الحِرَفِيّة ومعرض مركز صلالة للحرفيات ومعرض الجمعية العمانية للفنون التشكيلية ومعرض الملتقى الخليجي الثاني لرعاية الموهوبين ومعرض شرطة عمان السلطانية ومعرض جمعيات المرأة العمانية ومراكز الوفاء الاجتماعي بمحافظة ظفار. وستقدم القرية التراثية نماذج تمثل بيئات محافظة ظفار الساحلية والحضرية والريفية والبدوية وقرية المرأة والطفل، التي ستشهد كثيراً من الفعاليات والعروض والمسابقات المتنوعة، ومدينة الألعاب الكهربائية، التي ستزود بكثير من الألعاب الكهربائية وألعاب التسلية لمختلف الأعمار وعروض فرق الفنون التقليدية. ولم ينس المهرجان الجانب الفكري والثقافي، إذ يستضيف مجموعة من العلماء والمفكرين والأدباء والشعراء والفنانين من دول مجلس التعاون الخليجي ومن العالم العربي، بجوار مجموعة أخرى من السلطنة لتقديم ندوات ومحاضرات تعكس التنوع الذي يريده المهرجان وعنايته بسائر اهتمامات الأسرة.