اندلعت اشتباكات عنيفة أمس، في مدينة سبها الليبية، غداة إعلان قائد «الجيش الوطني» المشير خليفة حفتر عمليات «فرض القانون» في جنوب البلاد. وأكد الناطق باسم مركز سبها الطبي، أسامة الوافي، مقتل طفلة (6 سنوات)، مضيفاً أن المركز استقبل 6 جرحى، هم طفلتان ومدنيان وعسكريان. وأعلن الناطق باسم أعيان سبها، حسن الرقيق أمس، أن النزاع الحالي في المنطقة ليس قبلياً، بل أنه ضد «ميليشيات تشادية مسلحة». وأضاف الرقيق أن «سبها آخر معاقل الجنوب وإذا سقطت سقطت ليبيا». وكانت اشتباكات استُخدمت فيها أسلحة ثقيلة تجددت بين «الجيش الوطني» وجماعات مسلحة تشادية قرب المدخل الجنوبي لمدينة سبها، وطوّقت دبابات أحياءً سكنية قريبة من مركز الاشتباك. وحاولت مجموعة مسلحة يعتقد أنها مدعومة من قوات المعارضة التشادية تنفيذ عملية اقتحام وسيطرة على مقر «كتيبة شهداء سبها» التي كانت ضمن الكتائب المساندة لقوات البنيان المرصوص التي قاتلت تنظيم «داعش» في سرت. وكان كل من آمر غرفة عمليات القوات الجوية بالجيش اللواء طيار محمد المنفور، وآمر اللواء 12 مجحفل محمد بن نايل عقدا سلسلة اجتماعات مساء أول من أمس، مع أعيان وحكماء قبائل الجنوب الليبي. وأفاد المكتب الإعلامي للقيادة العامة للجيش بأنه تمّ خلال الاجتماعات، «الاتفاق على وقف فوري للنار وتنحية الخلافات جانباً ورفع الغطاء الاجتماعي عن أي أجسام قبلية تحتكم إلى السلاح وتهدد أمن الوطن والمواطن ومقدراته تنفيذاً لعمليات حفظ الأمن وفرض القانون». إلى ذلك، أكد المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان قبائل التبو دعمه «للقيادة العامة للقوات المسلحة وتأييد عملية فرض القانون بالجنوب الليبي التي أمر بها قائد الجيش خليفة حفتر». وأضاف المجلس في بيان أنه يطمئن الليبيين إلى أن «ثرواتهم من الموارد الطبيعية الموجودة في الجنوب بأيدٍ أمينة». في غضون ذلك، واصلت قوات حفتر، قصفها المدفعي على مدينة درنة، لليوم الثالث على التوالي أمس، ما أسفر عن خسائر مادية وسقوط جرحى مدنيين، من بينهم 3 نساء. وأكد مسؤول الشؤون الأمنية في مجلس درنة المحلي يحيى الأسطى عمر، أن القصف المدفعي لم يتوقف، منذ ليل أول من أمس، وحتى صباح أمس، مستهدفاً مواقع قريبة من المدخل الغربي للمدينة. وتشهد درنة اشتباكات متقطعة بين «الجيش الوطني» الذي يحاصرها، ومتشددي «مجلس شورى درنة»، منذ قرابة الشهر. في موازاة ذلك، أكد شهود في مدينة بنغازي أن مسلحين يُعتقد بأنهم تابعون لكتيبة «الصاعقة» أغلقوا مفترق المساكن على طريق المطار جنوببنغازي وجزيرة دوران الطائرة شرق المدينة، وأحرقوا إطارات في بعض شوارع المدينة المغلقة، مساء أول من أمس، بينما تضاربت الأنباء حول أسباب الاحتجاج. إلى ذلك، التقى الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة أمس، في مقر بعثة الدعم في طرابلس السفراء والديبلوماسيين المقيمين في العاصمة الليبية وأحاطهم بمجريات لقاءاته الأخيرة مع الفرقاء المحليين والتقدم المحرز في تنفيذ خطة عمل الأممالمتحدة من أجل ليبيا.