صدت قوات الجيش الليبي في سبها (جنوب) هجوماً على المدينة شنه مسلحون من قبائل التبو أمس. ودارت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين المسلحين وقوات الجيش التي يساندها عدد من أبناء المدينة. وأسفرت الاشتباكات عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المسلحين. وأبلغت مصادر عسكرية ليبية «الحياة» أن مرتزقة تشاديين شاركوا في الهجوم على سبها، عاصمة الجنوب الليبي، وذلك بعدما حشد المهاجمون عناصرهم على مدى أيام، على مشارف المدينة. واتهمت المصادر أنصار العقيد معمر القذافي بالوقوف وراء أحداث سبها. واستخدمت قوات الجيش المرابطة في معسكر اللواء السادس مشاة (فارس سابقاً) في سبها قاذفات صواريخ ومدفعية الدبابات لقصف مواقع التبو الذين نقلوا جرحاهم الى مستشفى مدينة مرزق المجاورة التي يسيطرون عليها. وأفيد أن المستشفى استقبل 13 جريحاً من التبو، بينهم تشاديو الجنسية. وتحدثت المصادر العسكرية الليبية عن تدمير آليات للمهاجمين وضبط عدد آخر منها، واعتقال مسلحين بينهم «مرتزقة». وأكدت المصادر أن الجيش احتفظ بسيطرته على كل أماكن تواجده. وخلت شوارع سبها من المارة والسيارات، فيما تعرضت أماكن سكنية فيها لقصف من جهة الجنوب والشرق، ما أثار حالاً من الرعب في صفوف السكان. وتأتي هذه التطورات ذلك غداة قيام مسلحي التبو بإحراق فندق «الجبل» في سبها، ومحاصرتهم مقر آمر المنطقة العسكرية العقيد محمد البوسيفي أول من امس، منتهكين بذلك هدنة معلنة بوساطة من أعيان المنطقة. وادت الاشتباكات بين الجانبين أول من امس، إلى سقوط قتيلين و13 جريحاً. وأكد حسن العياط معاون آمر المنطقة العسكرية في سبها أن قوات الجيش صدت هجوماً على المقر الذين تعرض لرصاص قناصة. وقال العياط إن مسلحي التبو أطلقوا النار على صهاريج كانت تنقل الوقود إلى نقاط الجيش الذي رد على مصادر النار لإسكاتها. وأشار العياط إلى أن هجمات التبو تأتي بعد انتشار قوات الجيش في شوارع سبها، في عملية لتأمين المدينة وأهم المراكز الحيوية فيها كالمطار والمصارف ومحطات الوقود. واتهمت مصادر الجيش الليبي مسلحي التبو بالتخطيط لهجوم واسع على سبها، سبقه نقل مدنيين من التبو من منطقة وادي الشاطئ إلى أوباري ومنها إلى مرزق (جنوب غربي)، وذلك بالتعاون مع أفراد من قبيلة المقارحة وأبناء تنيري (الطوارق) وبعض القذاذفة وآخرين من الذين ما زالوا محسوبين على أنصار العقيد معمر القذافي.