لا يختلف اثنان على أن منصور البلوي في فترة توليه رئاسة نادي الاتحاد كان واحداً من أكثر رؤساء الأندية جدلاً في تاريخ الرياضة السعودية، حتى أن طريقة رحيله جاءت استثنائية، انقسم أمامها الشارع الرياضي ما بين معارض بشدة، ومؤيد بشدة، فهناك من يرفض مجرد فكرة غياب البلوي، وهناك من يرفض فكرة وجوده في الوسط الرياضي، ومهما اختلفنا حول هذا الرجل إلا أن منعه من خوض انتخابات رئاسة نادي الاتحاد يعتبر تعدياً على حق من حقوقه، خصوصاً أن إبعاده عن منصبه قبل نحو ثلاثة أعوام تلاه العديد من أوامر العفو التي شملت الرياضيين السعوديين، ومن المنطقي ألا يحرم رياضي من العفو وإلا ما قيمة هذا العفو إن كان انتقائياً؟ نتفق جميعاً أن للبلوي سقطات لا يمكن أن تنسى، أساء بها لسمعة نادي الاتحاد وربما لكرة القدم السعودية.. ونتفق أن الرجل في فترات كثيرة لم يكن صادقاً مع نفسه، ولا مع الاتحاديين، ولا حتى مع الوسط الرياضي، حتى باتت الصحف والقنوات التلفزيونية تتبارى في تقصي الحقائق لإثبات عدم صحة ما يقوله، ولكن نتفق أيضاً أن الرجل ازداد نضجاً، وبات أكثر حذراً بعد تجربته الأولى في رئاسة النادي، وكثير من الرؤساء تركوا أنديتهم ثم عادوا بطريقة أكثر ايجابية.. البلوي وخلال تصريحات صحافية أكد أنه سيترشح لرئاسة نادي الاتحاد، وأن عدم ترشحه يعني إبعاده بقرار رسمي عن دخوله الانتخابات. لا نطالب بعودة منصور البلوي لرئاسة نادي الاتحاد فهذا شأن الاتحاديين ولا يجب التدخل فيه، ولكن نطالب بعدم مصادرة حقه في خوض الانتخابات، في ظل عدم وجود قرار رسمي معلن بمنعه من الترشح، فضلاً عن وجود عفو شامل صدر غير مرة عن الرياضيين الموقوفين، ما يعني زوال العقوبة عنه أياً كانت، وبالتالي زوال موانع دخوله إلى انتخابات رئاسة نادي الاتحاد.. وحقيقة يجب أن نؤسس لحوار هادئ وعقلاني في الوسط الرياضي، فإبعاد منصور البلوي عن نادي الاتحاد لم يكن معلناً ولم تكن أسبابه محددة، ما زاد من شعبية هذا الرجل الذي ظهر أمام الجميع مظلوما،ً وهو يتحدث عن إقالته، وربما انقلبت الآية وأصبح البلوي شخصاً لا يجد قبولاً من الجميع لو كانت هناك شفافية في قضية إقالته وتم الإفصاح عن مسببات إبعاده بقرار معلن وحيثيات واضحة. عموماً يبقى لمنصور البلوي الحق في دخول انتخابات نادي الاتحاد المقبلة، طالما ليس هناك قرار رسمي معلن ومسبب يدعو إلى منعه من خوض الانتخابات، ولا أعتقد أن القرارت السرية أو التوجيهات الشفهية يمكن أن تواكب السباق العالمي المحموم نحو تطوير الرياضة، وآلية العمل الإداري في الأندية والاتحادات، ما يجعلنا نطالب بالسماح للبلوي بترشيح نفسه لرئاسة نادي الاتحاد، أو إصدار قرار صريح بمنعه من خوض الانتخابات يتضمن السبب في عدم أهليته لرئاسة النادي. [email protected]