قال رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النائب اللبناني ميشال عون: «سنلوي ذراع اميركا في لبنان كما لوينا ذراع اسرائيل»، و«لن تكون هناك حرب اهلية او مذهبية ولا حرب سنية شيعية في لبنان، ومستقبل بلدنا سيكون بخير». كلام عون جاء لدى وصوله الى «معلم مليتا السياحي الجهادي» في منطقة إقليم التفاح على رأس وفد من «التيار الوطني الحر» في زيارة للجنوب هي الثانية له بعد زيارة سابقة ل «معرض القائد عماد مغنية» في النبطية عام 2008. وكان في استقباله رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد وقياديون من «حزب الله»، ورئيس اتحاد بلديات إقليم التفاح محمد دهيني ووفد من الهيئات النسائية في الحزب. وعزفت الفرقة الموسيقية المركزية في «كشافة الامام المهدي» تحية الاستقبال، ثم سار عون ورعد على السجاد الأحمر الذي فرش احتفاء، من مدخل المعلم وحتى ساحته في ظل الاعلام اللبنانية ورايات «حزب الله» التي رفعت على الجانبين، وصافح عون عدداً من مستقبليه بينهم رؤوساء بلديات ومخاتير وفاعليات وحشد كبير من المواطنين، وسط زغاريد النسوة، ونثر الورود والرز والتلويح برايات المقاومة والتيار الحر. وبعد استراحة في قاعة المعلم، قال عون: «انا اليوم سعيد أن أكون معكم، في هذا المعلم الذي يخلد أعمال المقاومة، هذه القلعة التي كانت من أركان القلاع العديدة في الجنوب، التي قاومت سنوات عدة منذ 1982 وبعدها وما زالت، وخَلدت مجد شعبها، وخلدت مجد أمتها، وكانت النموذج الحي، الصلب لكل الشعوب العربية المجاروة، التي وللأسف لم تتذوق النصر النهائي حتى الآن». لن نسمح بحرب مذهبية وأضاف: «كما قلنا في السابق سنلوي ذراع اسرائيل، سنلوي اليوم ذراع أميركا التي عادت إلينا بأيدٍ مختلفة»، معتبراً أن «ما يحصل في سورية، وأبعد في بعض الدول العربية، ما هو الا احداث تدل على ضرب الشعوب العربية وضرب الوحدة العربية، وكأنه يراد الإنتقال من صراع عربي - إسرائيلي إلى صراع عربي - عربي». وتابع: «نحن قاومنا وانتصرنا، ونتمنى ذلك للأشقاء ان يقاوموا ويثبتوا ويربحوا، ونحن عطلنا إنطلاقة هذه الحرب في لبنان، ولن نسمح بانطلاق شرارة الحرب المذهبية من بيروت تجاه الوطن العربي، أو أن تنطلق أي شرارة من هذه الدول العربية باتجاهنا». وزاد: «نحن اليوم أقوياء جداً حتى في صراعاتنا السياسية نتخطى الصعوبات، ولكن لن يكون في لبنان لا حرب أهلية لا سنية ولا شيعية، ولا طائفية مسيحية – اسلامية، وصراعاتنا السياسية نستطيع أن نتخطاها، ولن تكون هناك حرب سنية - شيعية في لبنان وإن كان بعض الهامشيين يتمنونها لتعطيهم السيطرة على الحكم ولكنهم أقلية ولن ترى أحلامهم النور وإن أحدثوا بعض العرقلة في سير الأمور في لبنان». ثم توجه عون ورعد الى منطقة «المطل» التي تشرف على المعلم ومنطقة الاقليم، حيث أطلعه النائب رعد على جغرافية المنطقة، والمواقع الاسرائيلية السابقة التي كانت تعتدي على القرى والبلدات الجنوبية بالقصف والقنص، وانتقل بعد ذلك لمشاهدة فيلم مصور تضمن نشيداً خاصاً أعد له يروي تاريخ ورقة التفاهم بين «حزب الله» والتيار الحر. وكانت بعد ذلك جولة في معرض المعلم الذي يتضمن اسلحة ومعدات عسكرية غنمها المقاومون من جيش الاحتلال الاسرائيلي اثناء اندحاره عن المناطق الجنوبية عام 2000، وتولى أحد القيمين على المعرض إطلاع عون على بنك الاهداف العسكرية الإسرائيلية والخرائط الحربية وتشكيلة جيش العدو بالكامل من خلال لوحات ضخمة رفعت في المعرض. ثم كانت جولة في منطقة الهاوية التي تحتوي على عدد من الدبابات والآليات التي غنمتها المقاومة من الاسرائيليين اثناء المواجهات والعمليات ابان احتلالهم للمنطقة الحدودية. كما تفقد عون «دشمة الامين العام السابق ل «حزب الله» السيد عباس الموسوي «التي كان يرابط فيها ويلتقي المقاومين أثناء توجههم للقيام بعمليات ضد مواقع العدو». ثم سلك المسار الجهادي وهو عبارة عن ممرات حرجية كان يسلكها المجاهدون في محيط مليتا، مروراً بالنفق الذي حفره المقاومون بأدوات بدائية ويمتد بطول مئتي متر وبعمق 70 متراً عن سطح التلة. وتخللت الجولة استراحات عدة ابدى خلالها عون «تقديره للعمل الجبار الذي كان يقوم به رجال المقاومة». وانتهت الجولة في المسار في دشمة سجد، وحتى ساحة التحرير حيث غرس شجرة أرز الى جانب شجرة مماثلة زرعها الرئيس اميل لحود قبل اسبوعين خلال زيارة للمعلم. نتذكر المقاومة وإثر الجولة تحدث عون الى الصحافيين رافضاً تناول تشكيل الحكومة وقال: «أتينا لنتذكر المقاومة فقط ولا نريد إفساد الفكرة بالحديث عن الحكومة». وأضاف: «ذاكرة المقاومين مشحونة بذكريات الوجع والألم لخسارة واستشهاد رفاقهم على هذه الأرض، وتعبهم المضني وخوفهم وتغلبهم على هذا الخوف»، وقال: «نحن نفتخر بانجازاتهم المسجلة لكل الشعب اللبناني، بتفاوت طبعاً، ونفتخر بالذين دعموهم وسهروا عليهم من البعيد وصلّوا لأجلهم». واعتبر ان هذا «المكان يوقظ الشعور لمجرد الزيارة، وهو سيكون نموذجاً للأجيال الآتية، وهذه الأرزة ستكون شاهدة على هذه الزيارة لأن عمرها طويل». وتسلم عون درعاً تقديرية من رعد تضمن بقايا قطع من مروحية «يسعور» الاسرائيلية التي أسقطتها المقاومة في وادي مريمين أثناء عدوان تموز (يوليو) 2006.