استأنف السفير دايفيد ساترفيلد مساعد وزير الخارجية الأميركية بالإنابة امس، مسعاه لمعالجة الخلاف اللبناني- الإسرائيلي على الحدود البحرية وفي شأن مباشرة إسرائيل بناء الجدار الإسمنتي على الخط الأزرق البري في الجنوب، والذي يعترض لبنان على شموله 13 نقطة يعتبرها ضمن أراضيه. وقال مصدر لبناني بارز معني بالمفاوضات ل «الحياة» مساء أمس بعد لقاءات ساترفيلد في بيروت، إن «الأمور تسير بالاتجاه المعقول، سواء على صعيد الحدود البحرية أو البرية». وقال السفير بيار دوكين المكلف من الرئاسة الفرنسية التحضير لمؤتمر «سيدر» لدعم لبنان اقتصادياً في باريس في 6 نيسان (أبريل) بعد لقائه رئيس الحكومة سعد الحريري أمس، إن «لا شروط على لبنان لعقد المؤتمر بل مؤشرات يجب إعطاؤها قبل الانتخابات النيابية وهي ليست معقدة». وبدأ ساترفيلد لقاءاته في بيروت، بعد عودته من إسرائيل حيث اجتمع إلى وزير الطاقة الإسرائيلي ومسؤولين آخرين، باجتماع مع قائد الجيش العماد جوزيف عون في حضور المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم والسفيرة الأميركية لدى لبنان إليزابيت ريتشارد، «وتناول البحث التطورات المتعلقة بالحدود الجنوبية، وموقف الجيش المتمسك بسيادة لبنان الكاملة على أراضيه ومياهه الإقليمية»، وفق بيان صادر عن قيادة الجيش. وقالت مصادر مطلعة إن قيادة الجيش استمعت إلى الوسيط الأميركي على أن يستكمل جولته على سائر المسؤولين. كما اجتمع إلى وزير الخارجية جبران باسيل في حضور السفيرة ريتشارد «وتناول البحث الأوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة»، كما أفادت الخارجية اللبنانية. والتقى ساترفيلد مساءً الحريري. ولم يدل الوسيط الأميركي بأي تصريح، فيما تكتمت الخارجية وأوساط رئاسة الحكومة على الأفكار التي حملها من إسرائيل، واكتفت مصادر الخارجية بالقول إن البحث «تم على أساس الحفاظ على حقوق لبنان ولم يطرح على وزارة الخارجية أي تنازل خلال اللقاء». وأضافت المصادر: «بالنسبة إلى الحدود البرية، المطروح هو أن يتم حل الخلاف لمصلحة وجهة نظر لبنان. وتناول الحديث ما يحفظ حقوق لبنان وحرصه بألا تتأثر عمليات التنقيب». وفيما ترددت معلومات بأن إسرائيل عادت فطالبت بحصة من البلوك 9 وهو ما يرفضه لبنان، أوضحت مصادر الخارجية أنه في ما خص البلوك 9، أكد لبنان موقفه الثابت بألا تنازل أو إعادة نظر فيه وأن لا نقاش على هذا البلوك، بل إن البحث يتناول المنطقة التي سبق أن حصل عليها الخلاف (المقصود بها مساحة ال860 كلم مربع التي لا يقع البلوك 9 ضمنها وفق الخرائط اللبنانية). وأوضحت المصادر أن لبنان لا يريد أن يتأثر التنقيب في «البلوك 9» بالخلاف، مشيرة إلى أن إسرائيل ستتضرر أيضاً في حال تضرر لبنان. وقالت مصادر أخرى ل «الحياة» ان بالنسبة إلى المنطقة المتنازع عليها سيحاول لبنان تحصيل أكبر قدر من المكتسبات مع التمسك بالإحداثيات التي قدمها والتي تؤكد ملكيته لمساحة ال860 كيلومتراً مربعاً في المنطقة الاقتصادية الخالصة في البحر. وعلمت «الحياة» أن «خط هوف» الذي كان رسمه الوسيط الأميركي فريدريك هوف عام 2012 كان أعطى لبنان الحق في استثمار 500 كلم مربع وترك ال360 كلم الباقية للتفاوض عليها، ولم يسلّم بأنها تعود لإسرائيل. ويفترض أن يدور التفاوض على المساحة المتبقية التي اعتبر لبنان أنها تعود إليه بكاملها. وكان ساترفيلد اقترح قبل زيارته تل أبيب إعطاء إسرائيل جزءاً من مساحة ال360 كلم المتبقية، إلا أن لبنان رفض التنازل عن جزء من هذه المساحة. وفي السياق ذاته، اجتمع اللواء إبراهيم أمس إلى رئيس البرلمان نبيه بري ونقل إليه آخر المعطيات حول جهود ساترفيلد، وتلك التي تبذلها قيادة قوات الأممالمتحدة في الجنوب (يونيفيل) مع الجانب الإسرائيلي لئلا يشمل بناء الكتل الإسمنتية التي يقيمها الجيش الإسرائيلي النقاط التي تعود ملكيتها إلى لبنان، خصوصاً أنه كان اجتمع أول من أمس إلى قائد «يونيفيل» اللواء مايكل بيري. وينتظر أن يواصل ساترفيلد جولته فيلتقي الرئيس بري اليوم.