جدد ميشال بارنييه، كبير المفاوضين الأوروبيين في ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تحذيره بريطانيا من أن استمرار الخلافات «الجوهرية» بين الطرفين سيُضطر بروكسيل إلى إعادة النظر في المرحلة الإنتقالية التي تطلبها لندن، فيما رد رجل الأعمال جورج سورسوس على منتقديه الذين يتهمونه ب «لا سامية» والتعامل مع روسيا، ويأخذون عليه دعم مجموعة «الأفضل لبريطانيا» المؤيدة للإتحاد الأوروبي عبر التبرع لها بمبلغ مئة ألف جنيه اضافية، واكد أنه يعمل من «أجل الديموقراطية». وقال بارنييه في مؤتمر صحافي عقده في بروكسيل في ختام مفاوضات تقنية مع وفد «بريكزيت» البريطاني ان المرحلة الانتقالية «ليست امراً محسوماً». تلح المملكة المتحدة على التوصل الى اتفاق على هذه المرحلة في آذار (مارس) المقبل، لكننا أبلغنا محاورينا أن الخلافات بيننا جوهرية». وفيما تريد بروكسيل مواصلة تنفيذ القرارات الأوروبية في بريطانيا خلال المرحلة الانتقالية التي تبدأ بعد «بركزيت» المقرر في نهاية آذار (مارس) 2019 وتنتهي عام 2020، رغم أن لندن لن تشارك في اتخاذ هذه القرارات، رد وزير «بريكزيت» البريطاني ديفيد ديفيس بأن مقاربة المفوضية الاوروبية «تنطوي على تناقض اساسي، إذ يعترفون بضرورة توافر وسيلة لحل الخلافات والمخالفات، لكن يستبعدون في الوقت ذاته المملكة المتحدة من محاولة إيجاد ضمانات معقولة للحفاظ على مصالحها». واكد ديفيس ان لندن تخوض المفاوضات «من اجل هدف نهائي يتمثل في تأسيس شراكة شاملة بين المملكة المتحدة والاتحاد الاوروبي، كي نبقى الصديقين والحليفين الأقرب». وعلّق بارنييه على تصريح ديفيس بأنه «يرفض الدخول في هذه اللعبة»، مشدداً على مواقف الأوروبيين «منطقية جداً، ويجب ان تقبل المملكة المتحدة التداعيات الحتمية لخروجها من الاتحاد. اما اذا استمرت الخلافات فسنواجه مشكلة بالتأكيد لكن آمل في ان نتجاوز هذا الوضع خلال الجولات المقبلة». وشملت الخلافات التي برزت خلال اسبوع من المفاوضات ثلاث نقاط، اولها حقوق المواطنين الأوروبيين المقيمين في المملكة المتحدة خلال المرحلة الإنتقالية، واعتراف لندن بحرية تنقل الأفراد خلال هذه المرحلة، ومنحها الحقوق ذاتها للمواطنين القادمين اليها. وتمثلت نقطة الخلاف الثانية الثاني في رغبة لندن في التمتع بحق الاعتراض على تشريعات وقرارات اوروبية جديدة يجري التصويت عليها اثناء الفترة الانتقالية. أما النقطة الثالثة فتعلقت بالقضاء والشؤون الداخلية، إذ تريد لندن الاستمرار في المشاركة في النظر ببعض ملفات الاتحاد. على صعيد آخر، تحدى جورج سوروس منتقدي تبرعه باجمالي 400 مئة ألف جنيه إسترليني لمجموعة «الأفضل لبريطانيا» المؤيدة للاتحاد الأوروبي، بعدما تعهد اضافة مئة ألف جنيه إسترليني الى مبلغ التبرع، وقال: «تبرعاتي رد مباشر على حملة الصحافة اليمينية ضدي»، بعدما اتهمته صحيفة «ديلي تلغراف» ب «تدبير مؤامرة سرية لعرقلة خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي»، ووصفته بأنه «غني مقامر، يتدخل في شؤوننا الوطنية».