أعلن القصر الملكي البريطاني أنه سيعرض مجموعة من رسوم ليوناردو دافينشي النادرة للمرة الأولى أمام الجمهور عام 2019، لمناسبة مرور 500 سنة على وفاته. وستوزَّع الرسوم على 12 معرضاً في أنحاء المملكة المتحدة في شباط (فبراير) المقبل. وفي أيار (مايو) هذا العام، سيعرض أكثر من 200 رسم في قصر باكنغهام، وسيكون الأكبر خلال 60 عاماً. وتوقع المسؤول عن المطبوعات والرسوم في القصر مارتن كلايتون، أن يزور المعرض ما بين 800 ألف ومليون شخص. وقال: «لا أعتقد أن هناك معرضاً على هذا المستوى في كل بريطانيا». ولدى الملكة أكثر من 550 رسماً لدافينشي، ويعتقد أن عددها أكبر من عدد رسومه في مكتبة أمبروزيانا في ميلانو. وأضاف كلايتون: «نعرف عبقرية دافينشي غير العادية من خلال أعماله، ويمكن التأكيد أن 80 في المئة مما نعرفه يأتي بفضل رسومه المحفوظة في قصر وندسور( أحد القصور الملكية)، إذ تعكس رؤيته في شكل مذهل، وهي متنوعة بين الرسم والنحت والهندسة المعمارية والموسيقى والتشريح وعلم النبات والتكتيكات العسكرية والخرائط والجيولوجيا، وتصاميم بنادق وقذائف هاون. وواحد منها دراسة عن أنواع القطط والأسود والتنانين وتحركاتها بأربع أقدام، وبينها رجل في المهد يزحف. وسيفتتح المعرض الأول في متحف بريستول. وبين ما سيعرض رسم لأيد تتلاشى إلى حد الاختفاء». وأوضح أن «التلاشي اكتشف حديثاً فى مختبر للعلوم في أوكسفورد. وسببه استخدام قلم من النحاس بدلاً من الفضة». والرسوم موجودة ضمن المجموعة الملكية منذ أواخر القرن السابع عشر. ولا يمكن عرضها إلا بعد التحكم بالضوء بسبب حساسيتها. لكنها ليست الأكثر شهرة، إذ تبقى التماثيل التي نحتها الفنان العبقري ولوحاته، خصوصاً موناليزا، رمزاً لعصر النهضة في أوروبا. وبفضل مبادرة المكتبة الوطنية (British Library ) في لندن، يمكن تصفّح دفتر مذكرات دافينشي مجاناً عبر موقع المكتبة، ويعرف باسم «دستور أروندل» (The Codex Arundel) وهو من 570 صفحة بخط يده. ويرجع تاريخ المخطوطات إلى أعوام ما بين 1480 و1518، ولم يحاول دافينشي نشرها طوال حياته، وهي تصوّر لابتكارات يمكن تنفيذها. وبعد وفاته، عُهد بتلك المخطوطات الثمينة إلى تلميذه فرانشيسكو ميلزي، وبمرور الزمن تناقلتها أيدي جامعي التحف الأثرياء واستقر معظمها في المتاحف العامة حول العالم. وسُميت المخطوطات ب «دستور أوروندل» نسبة إلى إيرل (أحد ألقاب النبلاء في إنكلترا) آرونديل الذي حصل عليها عندما كان في إسبانيا عام 1630، وعاد بها إلى لندن لتصبح من ممتلكات المتحف البريطاني.