تشارك المملكة، خلال حضورها اليوم (السبت) المؤتمر الثالث للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة، في حضور الأمين العام لجامعة الدول العربية، ورئيس الاتحاد البرلماني الدولي، ورئيس الجمعية البرلمانية لدول حلف الناتو، ورئيس الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط، في إصدار وثيقة عربية شاملة لمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف. وأوضح رئيس وفد المملكة المشارك في المؤتمر رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله آل الشيخ أن الإرهاب أصبح ظاهرة مقيتة وخطراً داهماً يهدد الدول والمجتمعات العربية في حاضرها ومستقبلها، مؤكداً أمس (الجمعة) أن المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تحرص على تعزيز العمل العربي المشترك في شتى جوانبه، بما يمكن مختلف المؤسسات العربية المشتركة، سواءً على مستوى الحكومات أم المجالس البرلمانية، لتطوير منظومة متكاملة للعمل العربي المشترك. وقال: «إن الاجتماع يعد من أكبر التجمعات على مستوى المجالس البرلمانية العربية ذات التأثير في مجالها، وسيصدر عنه وثيقة عربية شاملة لمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وستُرفع الوثيقة، بعد المصادقة عليها من رؤساء المجالس والبرلمانات العربية، إلى مجلس جامعة الدول العربية ال29 على مستوى القمة». وأشاد آل الشيخ بجهود البرلمان العربي، برئاسة عضو مجلس الشورى السعودي الدكتور مشعل بن فهم السلمي، في توحيد الصف البرلماني العربي لخدمة القضايا العربية، وتقوية العلاقات العربية - العربية في مواجهة التحديات التي تمر بها الأمة، مؤكداً أن البرلمان العربي منبر حي للحوار البناء بين ممثلي المجالس العربية يعكس ودية العلاقات العربية وطبيعة شعوبها. من جهته، شدد رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى الدكتور زهير الحارثي على «اهتمام المملكة الفاعل بالقضاء على الإرهاب»، مؤكداً في اتصال مع «الحياة» أمس (الجمعة) أن «مبادرة البرلمان العربي، خلال اجتماعه اليوم في القاهرة، مبادرة مهمة ومطلوبة، ووضعه تصوراً لهذه الوثيقة نحو مواجهة التطرف والإرهاب أمر مطلوب، والكرة الآن في ملعب البرلمانات العربية كافة، ليس فقط بالتوقيع على هذه الوثيقة وإنما بتنفيذها على أرض الواقع، من خلال آليات وأنظمة محلية لكل قطر عربي، لتفعيل مثل هذه الوثيقة». وأضاف: «ما لم تكن هناك إرادة سياسية حقيقية لدى كثير من الدول العربية، وإرادة نحو تفعيل مثل هذه الوثائق على الأرض فلن نصل إلى نتيجة». وقال الحارثي: «خطوة البرلمان العربي مهمة، وتعكس اهتماماً فاعلاً وحقيقياً نحو مواجهة التطرف والإرهاب، وأيضاً المزاج العالمي يتفق مع هذا التوجه، وهناك توجه دولي لمحاربة الإرهاب، وأعتقد أن الدول العربية يجب أن يكون لها صوت من خلال هذه المؤتمر، ومن خلال هذه الوثيقة نحو إعطاء رسائل للغرب للاستشعار بخطورة الإرهاب والتطرف، وأن هناك رغبة عربية جادة في مواجهته، عبر وضع مثل هذه الوثائق، وبالتالي نحن نتطلع إلى وجود آليات تقوم بها هذه المؤسسات التشريعية على إيجادها ضمن دولها، وضمن أنظمتها».