«باسم يوسف شو» هو اسم برنامج بدأ يحظى باهتمام الكثيرين في فترة ما بعد الثورة في مصر. فالبرنامج لا يبث على أي محطة تلفزيونية وإنما عبر قنوات موقع «يوتيوب»، وهو ما يجعله يخلو من توجه سياسي أو فكري محدد. كما أن مقدمه ليس إعلامياً شهيراً أو متمرساً، بل طبيب جراح لديه اهتمامات إعلامية قرر تفجيرها في مرحلة ما بعد «25 يناير». أما السبب الأخير والأهم، فهو اعتماد البرنامج على السخرية والانتقاد المباشر، أي من دون حاجز الخوف من الإساءة، وفي الوقت ذاته من دون القذف والذم بأي من الأطراف المذكورة أسمائها في الحلقة. وللتعريف بالبرنامج، كتب القائمون عليه في موقع «فايسبوك» إن «باسم يوسف شو» هو «برنامج مالوش أي لازمة، لرصد التغطية الإعلامية الأمينة والمحترمة لأيام الثورة. نحن نؤمن بالديموقراطية والتعبير عن الرأي. فمن حقك أن تقول رأيك، ومن حقنا إن إحنا نتريق عليك. ولأننا نؤمن بالتسامح وإعطاء فرصة أخرى لكل من أخطأ ولعب في دماغ الشعب، فنحن بدورنا على استعداد للتسامح معكم بس بعد ما نلعب في دماغكم إحنا كمان. ولذلك، إلى كل من أخطأ في حق الشعب المصري، بتضليله والضحك عليه، نهدي لكم هذا البرنامج ونتمنى أن يحوز غضبكم، وعلى الله تحسوا على دمكم». وحتى كتابة هذا التقرير الذي نشره موقع «سي أن أن» الإلكتروني العربي، تم إنتاج سبع حلقات من هذا البرنامج، تناول بعضها تصريحات الفنانين المصريين في شأن ما كان يحدث في ميدان التحرير، كحلقة عفاف شعيب وحلقة أخرى عن تصريحات لطلعت زكريا. ففي حلقة الفنانة عفاف شعيب، استكمل باسم يوسف مسلسل السخرية من بعض الفنانين المصريين الذين كان لهم باع طويل في السينما المصرية، والضحية في هذه الحلقة هي الفنانة عفاف شعيب التي أدلت بتصريحات غريبة أيام الثورة يعتقد بأنها أساءت وبشكل واضح للشباب الذين بقوا 18 يوماً يطالبون بحقوقهم في ميدان التحرير. ومع اقتراب الحلقة من نهايتها، يعرض باسم يوسف مقطعاً لشعيب وهي تتأسف على دفعها الضرائب المترتبة عليها لهذا العام، وتضيف بالقول إنها لو كانت تدري أن الثورة ستقوم، لما كانت ستدفعها. فينتقدها باسم يوسف بالقول: «هو ده كل اللي هامك؟ خلاص، السنة المقبلة لما نقرر نعمل ثورة، حنبكرها شوية، علشان ما تدفعيش الضرايب». وفي الحلقة الأخيرة من البرنامج، نزل باسم يوسف وطاقمه إلى ميدان التحرير لاستطلاع آراء الجماهير في شأن مرحلة ما بعد الثورة. وخلال فترة قصيرة، لمع نجم باسم يوسف إذ أصبح واحداً من وجوه الثورة، فإلى جانب نجاحه في تقديم حلقات ساخرة من وحي الثورة والثوار، كان هذا الطبيب أيضاً حاضراً بصورة دائمة في ميدان التحرير كطبيب متطوع، لإسعاف ضحايا العنف المتكرر في ذلك الوقت، ولذلك ألفه الجميع، وهو أمر ساهم في زيادة شعبيته الجماهيرية.