يواجه كثير من الإعلاميين الذين أفرزتهم «ثورة يناير» مشاكل وأزمات متكررة، بعدما باتوا علامة بارزة في الإعلام المصري بفضل برامجهم التي تحقق نسبة مشاهدة كبيرة. ويأتي في مقدم هؤلاء الشيخ مظهر شاهين، إمام مسجد عمر مكرم، الذي أتى من رحم الثورة المصرية ليقدم برنامج «ناس وناس» على قناة «سي بي سي»، ليصبح أحد أصوات الثورة البارزين. وكان الشيخ استُدعي أخيراً من وزارة الأوقاف للتحقيق معه في قضيتين، الأولى تتعلق باستدعائه من قبل قضاة التحقيق المنتدبين من وزارة العدل لمباشرة التحقيق في أحداث مجلس الوزراء، والثانية تدور حول اتهامه بالدعاية الانتخابية لعمرو موسى كمرشح لرئاسة الجمهورية في إحدى خطب الجمعة. وأكد شاهين أنه فوجئ بقرار وزارة الأوقاف، مشيراً إلى أنه ليس مذنباً أو مجرماً حتى يخاف من التحقيق، معتبراً أن الأمر برمته مدبر للقضاء على رموز الثورة المصرية، وأضاف: «في ما يتعلق بالنقطة الأولى من نقاط التحقيق، يجب ألا تستدعيني وزارة الأوقاف للاستفسار عن التحقيق القضائي إلا بعد وقوعه، أما في ما يتعلق بترحيبي بعمرو موسى، فأنا أرحب به كمصري أصيل مثلما أفعل مع أي مرشح للرئاسة يأتي إلى ميدان التحرير للمطالبة بالقصاص من قتلة الشهداء». وكان مظهر قبل احترافه العمل الإعلامي خطيب مسجد عمر مكرم وأُطلق عليه لقب «خطيب الثورة»، ونال شهرة لدعمه الثوار وهجومه على النظام السابق. وبعدما ذاع صيته اتفقت معه قناة «سي بي سي» على تقديم برنامج «ناس وناس» الذي يبث الخميس من كل أسبوع. وفي السياق ذاته، يواجه الإعلامي باسم يوسف الذي يقدم برنامج «البرنامج» على قناة «أون تي في» حملة ضده في بعض المواقع الإلكترونية وأيضا بعض الصفحات على موقع «فايسبوك»، لهجومه الشديد على تصريحات بعض الإسلاميين والسلفيين والإعلاميين الموالين للنظام السابق. لكنّ يوسف أوضح أنه يقدم برنامجاً ساخراً ينتقد أقوال بعض الناس ولا يهاجم شخصيات أو مرجعيات. وكتب على صفحته الخاصة في موقع «فايسبوك»: «انتقلنا من عصر «مبارك» خط أحمر إلى عصر «لحوم العلماء المسمومة وتقديس المشايخ» حتى لو كان الانتقاد لكلامهم «مش شخصهم». وباسم طبيب وجراح متخصص في القلب، بدأ مشواره الإعلامي تزامناً مع الأيام الأولى للثورة، ونشر عدداً من الفيديوات الساخرة على موقع «يوتيوب»، انتقد فيها الفنانين والإعلاميين المناهضين للثورة، كما انتقد النظام السابق. وبعد انتشار تلك الفيديوات على «يوتيوب» وموقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» ونجاحها بين الشباب والثوار، تعاقدت قناة «أون تي في» معه ليقدم الحلقات ذاتها بالأسلوب الساخر ذاته أسبوعياً على قناتها من خلال برنامج «البرنامج». وبات يوسف من أشهر مقدمي البرامج في مصر على رغم أن مشواره الإعلامي لم يتخط العام، لكنه استطاع إثبات نفسه بقوة. ومن الإعلاميات اللواتي يتعرضن لهجوم أيضاً، دعاء سلطان التي كانت تقدم برنامجاً بعنوان «توك شوز» على قناة «التحرير»، تنتقد فيه أداء مقدمي برامج ال «توك شو» في مصر والأخطاء التي يقعون فيها، كما تنتقد نفاق بعض الإعلاميين وتملقهم للسلطة. وعرف عنها تأييدها الثوار في ميدان التحرير بقوة وتبنيها قضاياهم، ما دفع بعض منتقديها إلى تدشين صفحات على موقع «فايسبوك» بعنوان «كارهو دعاء سلطان» ينتقدونها فيه. كما تلقت عدداً من عبارات السبّ على صفحتها الخاصة في موقع «فايسبوك». وسرعان ما توقف برنامجها على قناة «التحرير»، ما دفعها إلى عرضه على موقع «يوتيوب» فقط. ويعد «توك شوز» التجربة الأولى لدعاء سلطان في مجال تقديم البرامج التلفزيونية، علماً انه أبصر النور في أعقاب ثورة يناير، وحقق قبولاً ونجاحاً لدى المشاهد.