وجوه فنية اختفت وأخرى ظهرت لتسيطر على فضاء الإعلام المصري في مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير. وقد نجح عدد من الوجوه الفنية الشابة في استغلال التقدم الكبير في تكنولوجيا الإنترنت والتواصل الاجتماعي غير المحدود الذي تتيحه شبكات التواصل الاجتماعي، حيث زاد عدد المصريين المشتركين في موقع "فيس بوك" بعد الثورة على مليون شخص. ومن بين هؤلاء الدكتور باسم يوسف، الذي نجح برنامجه "باسم يوسف شو" في اجتذاب نحو مليون مشاهد مع بدء عرض حلقاته على موقع يوتيوب، حيث تحول برنامجه إلى وسيلة سهلة للتعبير عن الرأي من خلال فيديو يتم تحميله على الموقع بعد تصويره داخل غرفة مكتبه "بمنزل الزوجية" حسب قوله. ويضيف باسم أنه استوحى فكرة البرنامج من برامج أميركية هدفها السخرية السياسية من الأحداث في أميركا وانتقادها مثل برنامج "جون ستيوارت". مشيرا إلى أن "هدفه هو التوثيق". وقال "الناس لا يجب أن تنسى، ويجب كشف كل من يغير موقفه من الثورة، فمن كان ضدها، لا يجب أن يدعي أنه كان معها". ومن الشخصيات التي احتلت مكانة بارزة في عالم الإعلام الجديد، في مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير هي الفنانة منى هلا. حيث نجحت في اجتذاب أكثر من مليون مشاهد لحلقات برنامجها "منى توف" من خلال موقعي "يوتيوب" و"فيس بوك". وتزايدت شهرة منى بصورة كبيرة مقارنة بحجم الشهرة الذي حققته من خلال تقديمها العديد من الأدوار في حلقات "الست كوم" مثل حلقات "ربع مشكل" الذي ارتبط في عقول المصريين بالسخرية من "الموساد الإسرائيلي". حيث صعد نجم منى هلا بسرعة الصاروخ منذ اللحظة الأولى لعرض حلقات "منى توف" التي تضمنت سخرية لاذعة من رموز النظام السابق مثل جمال مبارك وأحمد فتحي سرور وأحمد عز وأحمد نظيف وغيرهم. إضافة إلى حلقتها التي سخرت فيها من تذبذب مواقف كبار مشاهير الفن والإعلام في مصر تجاه الثورة المصرية، ومنهم المطرب عمرو دياب الذي اتهمته بالهرب إلى الخارج خوفا من الثورة، وعمرو أديب الذي أذاعت له لقاءين يحملان وجهات نظر متناقضة تماما تجاه رموز النظام السابق. ولم يكن غريبا أن تجد منى نفسها عرضة لسهام التجريح، وهي السهام التي امتدت إلى حد الهجوم عليها في صفحتها الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك". حيث هاجمها أنصار المطرب عمرو دياب ووصفوها بأنها "باحثة عن الشهرة".