اليوم ال «26» من الشهر الجاري «جمادى الآخرة» من كل عام، يوم غير عادي، يتذكره أبناء هذا الوطن الغالي، يتذكرون فيه لحظة مبايعة الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وفي هذا اليوم نفسه من عامنا الحالي 1432ه، يصادف الذكرى السادسة لتولى الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في البلاد، ليواصل المسيرة التي بدأها والده المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، رحمه الله، بوضع أسس هذه الدولة الفتية المباركة، حرسها الله، وسار على دربه أبناؤه البررة (سعود وفيصل وخالد وفهد) رحمهم الله. كل مواطن صالح على تراب هذه البلاد الطيبة، يشعر بالفخر والاعتزاز، إزاء ما حققته المملكة من إنجازات على مختلف الأصعدة، منذ تولي الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم، وهي بلا شك إنجازات تنطلق من حرصه على تلمس حاجات المواطنين ورفاهيتهم، وتحقيق إنجازات مهمة في مختلف الجوانب التعليمية والصحية والاقتصادية والثقافية والإعلامية والاجتماعية والعمرانية، توجها بحزمة الأوامر الملكية الأخيرة في هذا العام، التي استبشر بها المواطنون، على مختلف طبقاتهم واحتفل بها الجميع. اليوم تشهد المملكة العربية السعودية بفخر، نهضة شاملة غير مسبوقة، تسابق الزمن بوتيرتها الخيرة، تحفها عناية الباري جل شأنه، ولعل قطاع الثقافة والإعلام هو الآخر شهد في هذ العهد الميمون حراكاً لافتاً وتطوراً ملحوظاً في قنواته وآلياته ومناشطه، قاده بحق، رجل الإعلام والديبلوماسية والأكاديمية، الوزير الشاعر الدكتور عبدالعزيز خوجة. على صعيد السياسة الخارجية، استطاع المليك المفدى أن يدير الكثير من الملفات الساخنة والمهمة عربياً وإسلامياً ودولياً بحنكة ودهاء، كما كانت جهوده مميزة في دعم العملين العربي والخليجي المشترك، والعمل الجاد لتحقيق الوفاق بين الدول العربية، والمحافظة على كياناتها من التدخلات المريضة، والكل شاهد على موقفه الشجاع إزاء محاولة التدخل الأجنبي في إحدى دول المنطقة أخيراً، وقد أعاد للأذهان القرار الحكيم والشجاع لأخيه الملك فهد - رحمه الله - إزاء أزمة الخليج الثانية! ويثمن الجميع للملك عبدالله، سعيه الدؤوب لتقديم الدعم والمساندة للشعوب المحتاجة في العالم، ودعمه لقضايا أمته المصيرية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، القضية الأساس للعرب والمسلمين، ما أكسبه التقدير والمحبة. لقد جاءت زيارات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله الكثيرة للدول العربية والإسلامية والصديقة؛ لتشكل رافداً آخر من روافد اتزان السياسة الخارجية للمملكة وحرصها على السلام والأمن الدوليين. احتفاء المملكة العربية السعودية اليوم بمرور ست سنوات على تولي الملك الصالح عبدالله مقاليد الحكم، فرصة عظيمة، يتذكر فيها من يتذكر، ما أنعم الله به على هذه البلاد من أمن وأمان ورخاء وتطور يسابق الزمن في مختلف الميادين والمجالات، وهذه بفضل الله ثم بفضل جهود حكومتنا الرشيدة الموفقة، منذ تأسيسها حتى هذه اللحظة المباركة. والمملكة وهي ترفل بالخير والأمن والاستقرار؛ ترى أن ذلك نابع من الأسس السليمة التي قامت عليها الدولة، يدعمها المواطن الصالح، وفي مقدمها التمسك بتعاليم الدين الحنيف، والعض عليها بالنواجذ، وإقامة أحكام الشريعة بالعدل، بما يحقق الأمن والاستقرار والسعادة للمواطن والمقيم، ويحفظ للناس حقوقهم، وبما يحافظ على الضرورات الخمس، التي كفلتها الشريعة السمحة، ويحفظ كيان الدولة. لقد استطاعت المملكة بفضل الله من خلال سياستها الحكيمة والمتوازنة، وسعيها الحثيث لخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، تحقيق مكانة مميزة في العالمين العربي والإسلامي، وأصبحت مرجعاً مهماً ورقماً كبيراً لحل قضايا المنطقة، بل وشريكاً دولياً بارزاً في الكثير من القضايا في المحافل الدولية سياسياً واقتصادياً. ما تحقق للمملكة العربية السعودية منذ مبايعة الملك عبدالله يعد إنجازاً قياسياً في عمر الزمن، تميز بالشمولية والتكامل، شكل ملحمة عظيمة لبناء الوطن والمواطن، اتسم عهده بسمات حضارية مميزة من أبرزها، تمسكه بكتاب الله وسنة رسوله «صلى الله عليه وسلم»، بدليل دعمه اللامحدود للمؤسسات والهيئات الدينية، وتفانيه في خدمة وطنه ومواطنيه وأمته الخالدة، والمجتمع الإنساني بأجمعه، بدليل دعواته المتلاحقة للحوار بين الأديان والحضارات، وتقريب المسافات بينها، حرصاً منه على دحر العنف والإرهاب وتضييق هوته. وها هي عجلة الزمن شاهدة على إنجازات وعطاءات هذا البطل العظيم، الملك الصالح، العادل، محب السلام والوئام، وستظل بصماته الخيرة، مجيدة وخالدة، محفورة في ذاكرة شعبه الوفي، المجدد لبيعته، ويبقى علينا كمواطنين واعين ومدركين لأهداف المتربصين، ملتفين حول قيادتنا الرشيدة، عيوننا ساهرة لحفظ أمنها ومكتسباتها، غير آبهين بالأبواق الشريرة المندسة في أوكارها الملوثة! حفظ الله بلادنا من كل مكروه، في ظل قائد مسيرتنا، وولي عهده الأمين، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية (حماة الدين والوطن)، أدامهم الله جميعاً وسددهم. ويبقى التاريخ الإسلامي شاهداً على إنجازات العظماء من أبنائه، وتبقى ذكرى بيعة الملك عبدالله يوماً مجيداً ومشهوداً، تتذكره الأجيال، جيل بعد جيل. المستشار الإعلامي بمكتب وزير الثقافة والإعلام [email protected]