الزمن شاهد للقادة الأوفياء، نحن في المملكة العربية السعودية نحظى بأسرة حاكمة أمسكت بزمام هذا الكيان الشامخ والمتماسك، حافظت عليه بفضل الله ثم بفضل تمسها بشرعه الحكيم، منذ ان اعلن المؤسس رحمه الله توحيد هذه البلاد تحت راية التوحيد، توطد الأمن وعم الخير والرخاء أرجاء البلاد وخلف من بعده خلفا تمسكوا بنهجه، اولئك هم أبناؤه البررة، سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله، ثم جاء وجه السعد والنخوة والشهامة، أبو متعب، عبدالله بن عبدالعزيز، سليل المجد والشجاعة يوم السادس والعشرين من شهر جمادى الآخرة من كل عام يوم غير عادي لأبناء هذا الوطن، يوم يتذكرون فيه لحظة مبايعة الجميع للملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز، ويوم السادس والعشرين من جمادى الآخرة لهذا العام 1431ه صادف الذكرى الخامسة لتولي الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في المملكة، ليكمل المسيرة التي بدأها والده المؤسس رحمه الله بوضع اسس هذه الدولة المباركة، ان كل مواطن شريف على تراب هذه البلاد يشعر بالفخر والاعتزاز إزاء ما حققته المملكة من انجازات على مختلف الاصعدة منذ تولي الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم، وهي بلاشك إنجازات تنطلق من حرصه على تلمس حاجات واحتياجات المواطنين وتحقيق إنجازات مهمة في مختلف الجوانب التعليمية والصحية والاقتصادية والثقافية والاعلامية والاجتماعية والعمرانية، وعلى صعيد السياسة الخارجية، استطاع ان يدير الكثير من الملفات الساخنة والمهمة عربيا واسلاميا ودوليا، كما كانت جهوده متميزة في دعم العمل العربي المشترك، والعمل الجاد لتحقيق الوفاق بين الدول العربية وسعيه الدؤوب لتقديم الدعم والمساندة للشعوب المحتاجة في العالم. ولقد جاءت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله للعديد من الدول العربية والإسلامية الصديقة لتشكل رافدا آخر من روافد اتزان السياسة الخارجية للمملكة وحرصها على السلام والامن الدوليين. ان احتفاء المملكة العربية السعودية بمرور خمس سنوات على تولي الملك الصالح عبدالله مقاليد الحكم فرصة لتذكر ما انعم الله به على هذه البلاد من أمن وأمان ورخاء وتطور يسابق الزمن في مختلف الميادين والمجالات. وهذه بفضل الله ثم بفضل جهود القائمين على هذه الدولة منذ تأسيسها حتى هذا العهد الميمون. والمملكة وهي ترفل بالخير والأمن والاستقرار وترى ان ذلك نابع من الأسس السليمة التي قامت عليها الدولة، وفي مقدمتها التمسك بتعاليم الدين الحنيف، وإقامة أحكامه بالعدل بما يحقق الأمن والاستقرار والسعادة للمواطن والمقيم، ويحفظ للناس حقوقهم، وبما يحافظ على الضرورات الخمس لهم التي كفلتها الشريعة السمحة واستطاعت المملكة بفضل الله من خلال سياستها المتوازنة وسعيها الحثيث لخدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية، تحقيق مكانة متميزة في العالم العربي والإسلامي، وأصبحت مرجعا مهما لحل قضايا المنطقة، بل وشريكا دوليا بارزا في العديد من المحافل الدولية السياسية والاقتصادية. ان ما شهدته المملكة العربية السعودية منذ مبايعة الملك المفدى، ملك الإنسانية، يعد إنجازات قياسية في عمر الزمن، تميزت بالشمولية والتكامل، شكلت ملحمة عظيمة لبناء وقيادة وطن خطط لها وقادها بمهارة واقتدار الملك المفدى، حيث اتسم عهده حفظه الله بسمات حضارية متميزة من أبرزها تمسكه بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتفانيه في خدمة وطنه ومواطنيه وأمته الخالدة والمجتمع الإنساني بأجمعه في كل شأن من شؤونه. وها هي عجلة الزمن شاهدة على إنجازات وعطاءات مليكنا المفدى، الملك الصالح، الملك العادل، قامع الفساد، وستظل بصمات المليك الخيرة خالدة محفورة في ذاكرة شعبه الوفي، المجدد لبيعته. حفظ الله بلادنا من كل مكروه، في ظل قائد مسيرتنا وولي عهد الأمين وأخيهم النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، أدامهم الله جميعا وسددهم.