في هذه الأيام، نحن أبناء المملكة العربية السعودية، نحتفل بالذكرى السابعة على تولي قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد الحكم في البلاد، إذ إن السادس والعشرين من شهر جمادى الآخرة من كل عام يُعدُّ يوماً غير عادي في الذهنية السعودية، يتذكّر فيه المواطنون من أبناء هذا الوطن الغالي لحظة مبايعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله، وفي هذا اليوم نفسه من هذا العام 1433ه يصادف الذكرى السابعة لتولي الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في البلاد، لنعيش عبق الماضي المجيد، يوم توحيد البلاد على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- وتأسس كيان هذه الدولة الفتية المباركة -حرسها الله- على هدي الشريعة المطهرة، ثم سار على درب المؤسس أبناؤه البررة (سعود وفيصل وخالد وفهد) -رحمهم الله- حتى عهد الملك الهمام عبدالله. كل مواطن على تراب هذه البلاد الطيبة يشعر بالفخر والاعتزاز، إزاء ما حققته المملكة من إنجازات على مختلف الأصعدة في هذا العهد الزاهر، وهي بلا شك إنجازات تنطلق من حرص الملك عبدالله -حفظه الله- على تلمس حاجات واحتياجات المواطن ورفاهيته، وتحقيق إنجازات مهمة في مختلف مناحي الحياة المتعددة. واليوم تشهد المملكة العربية السعودية بفخر، نهضة خرافية غير مسبوقة، تسابق الزمن بوتيرتها الخيرة، تحفّها عناية الباري جل شأنه. ولعل قطاع الثقافة والإعلام كباقي القطاعات في الدولة، شهد في هذا العهد الميمون حراكاً ملفتاً وتطوراً ملحوظاً في قنواته وآلياته ومناشطه، قاده بتوازن الوزير عبدالعزيز خوجه، حظي بدعم غير محدود من لدن القيادة. والمتابع على صعيد السياسة الخارجية، يلحظ استطاعة المليك المفدى من إدارة الكثير من الملفات الساخنة والمهمة عربياً وإسلاميا ودولياً بحنكته المعهودة، كما كانت جهوده متميزة في دعم العمل العربي والخليجي المشترك، والعمل الجاد لتحقيق الوفاق بين الدول العربية، والمحافظة على كياناتها من التدخلات المريضة. والكل شاهد على مبادرته الشجاعة بدعوته للانتقال من مرحلة التعاون في مجلس الدول الخليجية إلى مرحلة الاتحاد لمواجهة التحديات. والكل شاهد على مواقفه المخلصة لأمته، خاصة فيما له علاقة في الأحداث الأخيرة في المنطقة العربية، هذه المواقف النابعة من عقيدته الصافية قل ما تجدها حاضرة في زعيم عربي في هذا العصر الذي يشهد عالمه متغيرات واضطرابات وثورات عاتية. يثمِّن الجميع للملك عبدالله سعيه الدؤوب، لتقديم الدعم والمساندة للشعوب المحتاجة في العالم أجمع، ودعمه لقضايا أمته المصيرية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، القضية الأساس للعرب والمسلمين، مما أكسبه التقدير والمحبة. مواقف الملك الحاضرة وحصوله على الميداليات من المنظمات الدولية تشعرك باتزان السياسة الداخلية والخارجية للمملكة. احتفاء المملكة العربية السعودية اليوم، بمرور سبع سنوات «سمان» على تولي الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم، فرصة عظيمة، يتذكر فيها الجميع، ما أنعم الله به على هذه البلاد من أمن وأمان ورخاء وتطور يسابق الزمن في مختلف الميادين والمجالات، والمملكة وهي ترفل بالخير والأمن والاستقرار، ترى أن ذلك نابع من الأسس السليمة التي قامت عليها الدولة، وفي مقدمتها التمسك بتعاليم الدين الحنيف وإقامة أحكام الشريعة بالعدل، بما يحقق الأمن والاستقرار والسعادة للمواطن والمقيم، ويحفظ للناس حقوقهم، وبما يحافظ على الضرورات الخمس، التي كفلتها الشريعة السمحة، ويحفظ كيان الدولة من المتربصين. واستطاعت المملكة بفضل الله من خلال سياستها الحكيمة والمتوازنة، وسعيها الحثيث لخدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية، تحقيق مكانة متميزة إقليمياً وعربياً وعالمياً، وأصبحت مرجعاً مهماً ورقماً كبيراً ومؤثراً في صنع القرار، لحل القضايا العالقة، بل وشريكاً دولياً بارزاً في العديد من القضايا في المحافل الدولية سياسياً واقتصادياً. إن ما تحقق للمملكة العربية السعودية منذ مبايعة الملك عبدالله، يعد إنجازاً قياسياً في عمر الزمن، تميّز بالشمولية والتكامل، شكل ملحمة عظيمة لبناء الوطن والمواطن، اتسم عهده -حفظه الله- بسمات حضارية متميزة من أبرزها: تمسكه بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، بدليل دعمه غير المحدود للمؤسسات والهيئات الدينية وتفانيه في خدمة الحرمين الشريفين، واهتمامه بالمجتمع الإنساني، ويبرز ذلك من خلال دعواته المتلاحقة للحوار بين الأديان والحضارات، وتقريب المسافات بينها، حرصاً منه -أيده الله- على دحر العنف والإرهاب وتضييق هوته. وها هي عجلة الزمن شاهدة على إنجازات وعطاءات هذا القائد المحنك، محب السلام والوئام، وستظل بصمات المليك الخيرة، مجيدة وخالدة، محفورة في ذاكرة شعبه الوفي، المجدد لبيعته، ويبقى علينا نحن المواطنين، أن نكون واعين ومدركين لأهداف المتربصين، ملتفين حول قيادتنا الرشيدة، عيوناً ساهرة لحفظ أمنها ومكتسباتها، غير آبهين بالأبواق الشريرة المندسة في أوكارها الملوثة. حفظ الله بلادنا من كل مكروه، في ظل قائد مسيرتنا وولي عهده الأمين (حماة الدين والوطن)، أدامهم الله جميعاً وسددهم. ويبقى التاريخ الإسلامي شاهداً على إنجازات العظماء من أبنائه، وتبقى الذكرى السابعة لبيعة الملك عبدالله، ذكرىً عطرة نستلهم منها مشاعر الحب والولاء لقيادتنا الحكيمة... ودمتم بخير.