أحالت السلطات السورية المعارض مازن عدي الى القضاء بتهمة «الانتساب الى جمعية سرية» و «النيل من هيبة الدولة»، وأعلن ناشط حقوقي ارتفاع حصيلة تظاهرات الجمعة الى 12 قتيلاً، في حين أعلن ناشط آخراعتقال قوات الامن والد الفتى حمزة الخطيب، الذي عُرضت صورُ جثته المشوَّهة على وسائل أعلام، «لإجباره على الإدلاء بتصريحات كاذبة». في غضون ذلك، أعلنت «الوكالة السورية للانباء» (سانا) «استشهاد تسعة من المدنيين وقوات الشرطة برصاص مجموعات مسلحة» يوم الجمعة، كما «ضبط مسؤولو الجمارك 36 بندقية في شاحنة قادمة من تركيا». وأعلن رئيس «المركز السوري للدفاع عن معتقلي الرأي والضمير» المحامي خليل معتوق، أن المعارض والقيادي مازن عدي المعتقل منذ 11 ايار (مايو) أُحيل الى القضاء بعدما وجهت اليه تهم عدة، بينها «الانتساب الى جمعية سرية» و «النيل من هيبة الدولة». وقال معتوق: «تمت احالة المعارض والقيادي في التجمع الوطني الديموقراطي مازن عدي الى القضاء، بتهمة الانتساب الى جمعية سرية بقصد تغيير كيان الدولة الاقتصادي والسياسي والاجتماعي». وأضاف: «كما وجهت اليه تهمة النيل من هيبة الدولة وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية، وذلك على خلفية انتسابه الى حزب الشعب واتصال وسائل الإعلام فيه لمعرفة رأيه حول التظاهرات» التي تشهدها البلاد منذ 15 آذار (مارس). وطالب معتوق السلطات الامنية السورية «بالكف عن ممارسة سياسة الاعتقال بحق الاشخاص على خلفية آرائهم وتصريحاتهم الاعلامية الهادفة الى التغيير بشكل سلمي». وجدَّد مطالبته السلطات السورية «بالإفراج عن كافة معتقلي الرأي والضمير في السجون والمعتقلات السورية، وطيّ هذا الملف احتراماً لتعهداتها الدولية الخاصة بحقوق الانسان التي وقّعت وصادقت عليها». وكان رئيس «المنظمة الوطنية لحقوق الانسان» عمار قربي، أعلن أن «مواجهة السلطات السورية للمتظاهرين (الجمعة) بإطلاق النار، أسفر عن سقوط 12 شهيداً في عدة مدن سورية». وأورد رئيس المنظمة لائحة بأسماء القتلى تبيِّن وفاة اربعة اشخاص في داعل (ريف درعا، جنوب) وثلاثة اشخاص في قطنا (ريف دمشق) وشخصين في ادلب (غرب) وشخص في الزبداني (ريف دمشق) وشخص في حمص (وسط). وأشار قربي الى ان السلطات السورية «ما زالت تمارس منهجياً أسلوبَ العنف المفرط واستعمال الذخيرة الحية لمواجهة الاحتجاجات الشعبية في مختلف المحافظات السورية». يأتي ذلك فيما دعا نشطاء الاحتجاجات الى التظاهر السبت للتضامن مع الفتى حمزة الخطيب (13 عاماً)، مؤكدين انه قضى تحت التعذيب على ايدي السلطات الامنية في درعا. وكانت السلطات سلمت جثمان الخطيب لذويه الاربعاء ونشرت صوره في مختلف الاوساط الاعلامية. وأكد عمار قربي، أن «اسرة الفقيد تسلمت جثمانه من السلطات الاربعاء بوضعها الحالي الذي بدت عليه آثار التعذيب». موضحاً انه «تم اعتقال حمزة المتحدر من قرية الجيزة بالقرب من درعا مع آخرين اثناء مشاركتهم في تظاهرة «يوم الغضب» لفك الحصار عن درعا»، لافتاً الى ان «مصير 25 شخصاً من الذين اعتُقلوا معه لا يزال مجهولاً». وذكر ناشط آخر، ان «قوات الامن السورية اعتقلت والد الخطيب»، مرجحاً ان يكون ذلك من اجل «اجباره على الإدلاء بتصريحات كاذبة». وحمل الناشط «النظامَ المسؤوليةَ الكاملة إنْ حصل أي مكروه لأبي حمزة». الى ذلك، لفت رئيس «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبد الرحمن، الى «ان ما يجري من حالات تعذيب في الملعب البلدي في درعا (جنوب) وغيرها لا يمكن السكوت عليها». وأضاف: «لن نسكت بعد اليوم ان لم تقم السلطات السورية بمحاكمة هؤلاء المجرمين الذين عذّبوا حمزة (الخطيب) وغيره». وأكد «وجود 7 جثامين لأشخاص ضحية للتعذيب تعرض بعضها لكسر في الرقبة، في المشفى الوطني في درعا». وأوضح ان هذه «ليست المرة الاولى التي يقضي فيها معتقل تحت التعذيب». وكشف «عن شهادات حية لاشخاص مازالوا على قيد الحياة الا انهم تعرضوا للتعذيب الشديد خلال اعتقالهم» مشيراً الى ان هذه الحالات تحصى بالمئات. وأضاف ان عائلة الشاب ضياء الكفري (20 سنة) «تسلمت جثمان ولدها الذي توفي بطلق ناري في 29 نيسان». وأشار الى ان عائلة الكفري «تقدمت بدعوى امام المحامي العام في درعا ضد الجهات المسؤولة بقتل ولدهم». كما اشار الى «اعتقال اعضاء الوفد الذي شُكل من بانياس للتفاوض مع الحكومة»، مشيراً الى انهم «يتعرضون للتعذيب»، وبينهم رئيس بلدية بانياس وبعض وجهاء المدينة. وطالب رئيس المرصد السلطات السورية «بفتح تحقيق نزيه وحيادي في حالات التعذيب، وتقديم الجناة الى العدالة بدلاً من القول إنها افلام مفبركة، ليتضح لاحقاً انها ليست مفبركة، مثلما حدث في شريط البيضا». وجدد المرصد مطالبته «بالسماح للمرصد وللمنظمات الحقوقية السورية بتشكيل لجان للوقوف على انتهاكات حقوق الانسان في سورية». في غضون ذلك، افادت «سانا» أن بعض المدن والأحياء في عدد من المحافظات شهد (الجمعة) تجمعات متفاوتة للمواطنين تراوحت بين العشرات والمئات أطلقوا خلالها هتافات للحرية والشهيد، وانفضّ أغلبها بعد وقت قصير، بينما استغلت مجموعات مسلحة البعض منها وأطلقت الرصاص ما أدى إلى استشهاد تسعة من المدنيين وعناصر الشرطة». وزادت «شهدت دمشق وريفها وبلدة التل والكسوة والقابون في العاصمة، تجمعات متفاوتة العدد عقب صلاة الجمعة تفرق معظمها بعد وقت قصير، بينما أدى المصلون صلاة الجمعة في مسجد السلام بالزبداني، في وقت تجمع فيه نحو 200 شخص بعيداً عن المسجد وقاموا برشق مواطنين تواجدوا في المكان بالحجارة، ما أدى إلى إصابة عدد من سكان المنطقة بجروح وتمت معالجتهم من قبل طواقم الإسعاف بالمكان وتفرق المحتجون بعد نحو ساعة، مخلِّفين ركاماً من الأحجار وبعض الأضرار المادية». وتابعت: «وفي حي الميدان، تجمع حوالى خمسين شخصاً بجوار جامع الحسن، معظمهم من الشباب دون سن العشرين، وأطلقوا عبارات استفزازية تجاه المصلين الخارجين من الجامع وقوات حفظ النظام التي تواجدت بالمكان، واعتدوا عليهم بالعصي والقطع المعدنية التي كانت بحوزتهم». وأشارت الوكالة الى انه في اللاذقية «رشق عدد من مثيري الشغب في حي الرمل قوى الأمن والشرطة والصحافيين بالحجارة لمنعهم من تصويرهم، فيما تجمع مئات في عامودا والقامشلي والدرباسية ورأس العين (شرق البلاد) وهتفوا للحرية والشهيد، ومن ثم انفضوا من دون أي تدخل لقوات حفظ الأمن التي تواجدت على مقربة من التجمعات لحماية الممتلكات العامة والخاصة. كما تجمع العشرات في منطقة البوكمال في دير الزور وحدثت إصابات بين عناصر قوى الأمن والمدنيين جراء قيام بعض مثيري الشغب بالاعتداء عليهم بالحجارة والأسلحة البيضاء». وتابعت الوكالة انه في محافظة دير الزور اصيب «7 من عناصر الشرطة والأمن باعتداءات من مثيري الشغب، نجمت عن استخدام الأدوات الحادة والسكاكين ضد عناصر الشرطة والأمن، الذين حضروا للحفاظ على النظام العام، فيما شهدت مناطق بنش وسرمين وجسر الشغور ومعرة النعمان في ريف إدلب، تجمعات عدة مشابهة، دعا المشاركون فيها إلى الحرية، بينما قطع عدد من مثيري الشغب في منطقة معرة النعمان الطريق الدولية بين إدلب وحلب وأحرقوا إطارات مطاطية». ولفتت «سانا» الى «تجمع المئات في ساحة العاصي بمدينة حماه، هاتفين لسورية والحرية، ولم يشهد التجمع أي مواجهة مع قوى الأمن. وتكرر المشهد في أحياء بابا عمرو وباب السباع والبياضة والخالدية ومنطقة تلبيسة والرستن بحمص ولم تسجل مصادمات أو احتكاكات مع قوات حفظ الأمن». ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية، ان «اثنين من عناصر الشرطة استشهدا (أول من) أمس، وجرح 32 من قوى الشرطة والأمن باعتداءات لمجموعات إجرامية مسلحة استغلت تجمعات للمواطنين في عدد من المحافظات». وتتهم السلطات السورية «مجموعات مسلحة» و «متطرفين اسلاميين» و «عملاء اجانب» بالمسؤولية عن أعمال العنف، مشيرة الى مقتل نحو 120 من افراد الجيش والشرطة منذ اندلاع الاحتجاجات في آذار الماضي.