دمشق، عمان، نيقوسيا - «الحياة»، أ ف ب، رويترز، أ ب - للجمعة الحادية عشر على التوالي، خرج عشرات الالاف من السوريين في تظاهرات مطالبة بالديمقراطية، في ظل انتشار امني كثيف وتواصل الاعتقالات. ورغم ان تظاهرات امس جاءت تحت عنوان «جمعة حماة الديار»، في إشارة الى الجيش السوري الذي حضه المتظاهرون على الانضمام الى الحركة الاحتجاجية وهتفوا تأييدا له، استخدمت قوى الامن الذخيرة الحية ضد المتظاهرين في مدن عدة، ما ادى الى مقتل وجرح العشرات. ودعا الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أمس الرئيس بشار الاسد الى «الانتقال من الاقوال الى الافعال»، غداة طرح مشروع قرار اوروبي امام مجلس الامن يحذر دمشق من ملاحقتها بتهمة ارتكاب «جرائم ضد الانسانية». في موازة ذلك عبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان عن حرص بلاده على «العلاقة الاستراتيجية» مع سورية في اتصال هاتفي مع الرئيس السوري، كما قالت وكالة «سانا». وعبر اردوغان «عن حرص بلاده على العلاقة الاستراتيجية بين البلدين والشعبين الصديقين والحفاظ على مستوى هذه العلاقة وتطويرها في المستقبل». وجدد الاسد واردوغان «عزمهما على الاستمرار بهذه العلاقة الحارة والشفافة والارتقاء بها لما فيه خدمة البلدين والشعبين والمنطقة برمتها». وجدَّد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، تأكيدَه ان سورية مازال بإمكانها تجاوز الأزمة الحالية. وأعرب أوغلو، في حوار مع تلفزيون «يولكي» التركي، عن اعتقاده بان الرئيس السوري يريد إجراء إصلاحات «لكن عناصر محددة داخل النظام» ربما يقفون عائقاً. كما حذر السلطات السورية من «الوعود الفارغة»، موضحاً: «عندما تقول إنني سأجري إصلاحات من دون ان تعطي تاريخاً لتلك الاصلاحات، فإن هذا يترك الناس والشكوك تسيطر عليها حول ما إذا كان ذلك اليوم سيأتي». ميدانيا، واجهت قوى الامن تظاهرات «جمعة حماة الديار»، والتي خرج فيها عشرات الآلاف في دمشق وحمص ودير الزور ودرعا وبانياس والقامشلي والدرباسية وحلب وحماه ودوما واللاذقية وعامودا والرستن ومدن أخرى، بإطلاق الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع على المتظاهرين، إضافة الى شن حملة اعتقالات واسعة، بحسب ناشطين وشهود عيان. في موازة ذلك دعت احزاب سياسية سورية غير مرخصة في بيان القيادة السورية وقوى المعارضة واعضاء المجتمع المدني الى «ضبط النفس والتمسك بالوحدة الوطنية» من اجل التوصل الى الاستقرار الداخلي اللازم للتوافق على الاصلاحات المطلوبة وإطلاق عملية الحوار الوطني حولها. وأشار البيان الصادر عن هذه الاحزاب، والذي نشره المرصد السوري لحقوق الانسان، الى «المخاطر التي تهدد الوحدة الوطنية بسبب استمرار إصطفاف اللون الواحد وعدم قبول الآخر» من اجل «قطع الطريق على كل من يريد تهديد وحدة البلاد وإضعاف دورها التاريخي في الصراع العربي الإسرائيلي». ودعا الموقعون «بشكل فوري الى إطلاق سراح جميع المعتقلين على خلفية الأحداث الحالية ووقف كل أشكال استخدام العنف والتأكيد على سلمية التظاهرات وتحريم استخدام السلاح». كما دعوا الى «عودة الجيش إلى مواقع إنتشاره الطبيعي وعدم طرح شعار إسقاط النظام في التظاهرات السلمية لأنه يؤدي إلى تعقيد الوضع ويمنع الحوار المنشود». ودان الموقعون «كل الدعوات المطالبة بأية تدخلات خارجية عربية كانت أم أجنبية وتحت أي مسمى صدرت».