دمشق، نيقوسيا، عمان - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - على الرغم من رفعهم شعار «الجيش والشعب يداً واحدة»، ودعوتهم الجيش الى الانضمام الى حركة الاحتجاجات في البلاد، إلا ان قوى الامن السورية واجهت تظاهرات «جمعة حماة الديار»، والتي خرج فيها عشرات الآلاف في دمشق وحمص ودير الزور ودرعا وبانياس والقامشلي والدرباسية وحلب وحماه ودوما واللاذقية وعامودا والرستن ومدن أخرى، بإطلاق الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع على المتظاهرين، إضافة الى شن حملة اعتقالات واسعة بحسب ناشطين وشهود عيان. في موازاة ذلك، ذكرت السلطات السورية ان سبعة عناصر من رجال الأمن والشرطة جرحوا إثر اعتداء متظاهرين عليهم في دير الزور. وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن، إن حصيلة قتلى «جمعة حماة الديار» وصل الى ثمانية اشخاص في مدن سورية عدة. وذكر ان «ثلاثة اشخاص قتلوا عندما قام رجال الامن بتفريق تظاهرة في مدينة قطنا شارك فيها المئات»، استَخدمت فيها قوى الامن الذخيرة الحية ضد المتظاهرين. وقال رئيس المرصد، «قُتل ثلاثة متظاهرين على الاقل قبيل فجر الجمعة في داعل (ريف درعا) جنوب البلاد برصاص رجال الأمن، الذين أطلقوا النار عليهم عندما صعدوا الى أسطح الأبنية لإعلاء صوت التكبير». وأفاد شاهد عيان ل «فرانس برس»، أن «آلاف الاشخاص تظاهروا بعد منتصف الليل في داعل وهم يهتفون بشعارات تحيّي الجيش»، مشيراً الى ان «عناصرالجيش المتواجدة لم تتدخل». وأضاف: «جاءت قوات الامن وفتحت النار عشوائياً، ما أسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص وجرح 15 آخرين». كما توفي شخص وأصيب نحو خمسة في منطقة الزبداني (ريف دمشق) بالقرب من الحدود اللبنانية اثناء تفريق تظاهرة جرت في المدينة، وتوفي شخص آخر في مدينة جبلة (غرب) عندما أصابه طلق ناري بينما كان على سطح أحد الابنية وهو يُعلي التكبير» بحسب رئيس المرصد. ولفت عبد الرحمن الى «وجود عشرات المفقودين في درعا (جنوب) ومدن اخرى يجرى تسليم جثامينهم الى ذويهم»، مشيراً «الى قيام السلطات الامنية بحملة اعتقالات استهدفت العشرات في غالبية المدن التي شهدت تظاهرات» أمس. وذكر المرصد ان «اصوات التكبير علت عند منتصف ليل الخميس الجمعة في بانياس الساحلية (غرب) وحمص (وسط) وحماه (وسط) ودوما (ريف دمشق) واللاذقية الساحلية (غرب) ومدن سورية اخرى» عشية النداء الى المشاركة في تظاهرات «جمعة حماة الديار». من ناحية أخرى، قال رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي، ل «فرانس برس»: «وردتنا انباء ان قوات الامن السورية اطلقت النار في الهواء لتفريق نحو 5 آلاف متظاهر» التقوا في وسط دمشق «بعد ان خرجوا من جامع العرفي ومنطقة الصالحية». وأضاف: «قوات الامن استخدمت القوة لتفرق مئات المتظاهرين في حي ركن الدين وضربتهم بالهراوات». وتابع: «قوات الامن قامت أيضاً باستخدام القوة لتفريق مئات المتظاهرين الذين خرجوا في منطقة صلاح الدين في مدينة حلب (شمال)»، التي بقيت لغاية الآن بمنأى عن موجة الاحتجاجات. كما أشار الناشط الى ان «تظاهرة في منطقة الدرباسية (شمال شرق) شارك فيها نحو 400 طفل وهم يحملون العلم السوري بطول 25 متراً، مرددين النشيد الوطني السوري»، لافتاً الى خروج تظاهرة في مدينة القامشلي (شمال شرق) شارك فيها الآلاف، كما خرجت تظاهرة في عامودا (شمال شرق) شارك فيها نحو 2500 شخص، بحسب ريحاوي. ويشكل الأكراد غالبية سكان هذه المدن الثلاث. كذلك قال ريحاوي إن قوات الامن السورية اطلقت النار لتفريق آلاف المتظاهرين في مدينة دير الزور. وذكر سكان وناشطون أن قوات الامن فتحت النار على اثنين من المتظاهرين في دير الزور خلال تظاهرات كبيرة، وقال ناشطون وزعيم قبلي ل «رويترز»، إنه في مدينة البوكمال على الحدود العراقية، أحرق المتظاهرون صور زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله، الذي أغضب خطابه هذا الاسبوع في بيروت المتظاهرين السوريين. وفي حمص، تحدث شهود عن سماع صوت اطلاق نار في المدينة أثناء احتشاد آلاف المحتجين في الأحياء الرئيسة بالبلدة رغم الانتشار الامني المكثف. كذلك قال شاهد إن نحو 30 ألف سوري خرجوا في بلدة الرستن الواقعة على بعد 20 كيلومتراً الى الشمال، ورددوا شعار «الشعب يريد اسقاط النظام». وذكر شاهد ل «رويترز»: «هذه أكبر تظاهرة في الرستن حتى الآن، لأن قرويين من مناطق قريبة ساروا الى البلدة للاحتشاد في وسطها».