أنقرة، دمشق - رويترز، أ ف ب - قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اليوم الاربعاء انه يأمل ان تتخذ سورية خطوات للاصلاح خلال عشرة او 15 يوما، وان أنقرة وجهت رسالة واضحة إلى سورية بالكف عن إراقة الدماء الناجم عن عملية القمع الوحشية للاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية. وصرح بأن سفير تركيا لدى سورية زار حماة وقال إن الدبابات تغادر المدينة. وغادرت عشرات من آليات نقل الجند صباحاً مدينة حماة (وسط سوريا) بعد عملية واسعة اسفرت عن سقوط اكثر من مئة قتيل بعد تظاهرات حاشدة في تموز/يوليو ضد نظام الرئيس بشار الاسد الذي ما زال على موقفه على الرغم من الضغوط الدولية. وفي الوقت ذاته، التقى وزير الخارجية السوري وليد المعلم وفدا يضم مبعوثين من جنوب افريقيا والبرازيل والهند، الدول التي تشغل مقاعد غير دائمة في مجلس الامن الدولي واكد لهم تصميم بلاده على اجراء حوار وطني والقيام باصلاحات. وكانت الحكومة البرازيلية اعلنت الثلثاء عن زيارة هذه البعثة لنقل رسالة بوجوب وقف القمع الدامي الذي يشنه ضد المتظاهرين والحوار مع المعارضة. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البرازيلية لوكالة فرانس برس ان الوفد سيجري "حوارا صريحا وحازما". واضاف "ليس مقبولا استخدام العنف المفرط ضد متظاهرين عزل"، مؤكدا "نريد ايضا حض الرئيس (بشار الاسد) على مواصلة الحوار الذي وعد به". وقالت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان المعلم "شرح للوفد الاوضاع التي شهدتها بعض المدن السورية نتيجة قيام مجموعات مسلحة بالقتل والتخريب". وقالت صحافية من وكالة فرانس برس شاركت في زيارة لحماة نظمتها السلطات السورية لحوالى ستين صحافيا، ان حوالى اربعين آلية ترفع كل منها العلم السوري وتقل جنودا كانت تغادر قبيل ظهر اليوم المدينة. وردد بعض الجنود الذين كانوا يرفعون اشارة النصر "بالروح بالدم نفديك يا بشار" و"الله سوريا بشار وبس". وفي انقرة، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان السفير التركي في سوريا زار الاربعاء مدينة حماة (وسط) حيث شاهد بدء انسحاب الجيش السوري منها. وقال اردوغان خلال اجتماع لكوادر حزبه في انقرة "زار سفيرنا حماة ورأى ان الدبابات وقوات الامن بدأت تنسحب من حماة". واقام اردوغان رابطا بين انسحاب القوات وزيارة وزير الخارجية التركي امس لدمشق. واضاف "انه بالطبع امر مهم جدا بالنسبة الى النتائج الايجابية للمبادرة (التركية)". من جهة اخرى، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن سقوط قتيلة في مدينة سرمين في محافظة ادلب شمال غرب سوريا حيث بدأت القوات السورية صباح الاربعاء عملية عسكرية. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان "سيدة استشهدت وجرح ثلاثة اخرون في مدينة سرمين التي بدأت القوات السورية فيها صباح اليوم الاربعاء عملية عسكرية وامنية واسعة". وكان عبد الرحمن قال في وقت سابق ان "القوات السورية بدأت صباح اليوم الاربعاء عملية عسكرية وامنية واسعة في مدينة سرمين وهي تستخدم الرشاشات الثقيلة". وتحدث عن "اصابة عشرة اشخاص بجروح، اربعة منهم حالتهم حرجة". واشار الى "اقتحام قوات هائلة من الجيش مدينة زملكا وعربين وحمورية في ريف دمشق (...) وقيام قوات الامن بمصادرة جميع الدراجات النارية والبدء بحملة اعتقال كبيرة". وقال نقلا عن ناشطين ان "اصوات الرصاص مسموعة حتى المدن المحيطة وهناك قطع كامل للاتصالات عن المدن والبدء بحملة مداهمات للبيوت واعتقالات منذ الخامسة صباحا (3,00 تغ)". من جهة اخرى، اكد المرصد لوكالة فرانس برس ان مدينة دير الزور اصبحت تحت سيطرة دبابات الجيش السوري. واضاف ان "الدبابات والمدرعات العسكرية وسيارات الأمن سيطرت على احياء دير الزور". وتحدث عن "استمرار القصف بالرشاشات الثقيلة في حيي الموظفين والمطار واحراق بعض المنازل والدراجات النارية من اجل ترهيب الناس". كما اشار الى "انتشار للقناصة على اسطح المباني المرتفعة وكل من يشاهد في الشارع يطلق الرصاص باتجاهه". واكد المرصد السوري ان "الاجهزة الامنية تنفذ منذ صباح اليوم (الاربعاء) حملة مداهمات واسعة واعتقالات في معظم احياء المدينة"، مشيرا الى "اعتقال نحو ستين شخصا حتى الآن". واكد ناشط في المدينة ان "هناك قوائم لمطلوبين تشمل نشطاء الحراك الشعبي". وقال الرئيس السوري بشار الاسد الثلاثاء خلال لقاء مع وزير خارجية تركيا احمد داود اوغلو انه لن يتهاون في ملاحقة "المجموعات الارهابية"، حسبما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا). من جهته، صرح داود اوغلو بعد عودته الى انقرة انه ناقش مع الرئيس السوري بشار الاسد خلال لقاء مطول في دمشق سبل وقف اراقة الدماء في سوريا وتطبيق الاصلاحات الديموقراطية. وتتهم السلطات السورية "مجموعات ارهابية مسلحة" بترهيب السكان والوقوف وراء اعمال العنف والاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ منتصف اذار/مارس. وقد دانت الجزائر الاربعاء العنف في سوريا، ودعت الى التحلي بالحكمة والى حوار وطني شامل. وتواصلت الضغوط على سوريا لوقف قمع الحركة الاحتجاجية. فبعد اعلان الخارجية الاميركية ان واشنطن تجري مفاوضات مع شركائها من اجل "تشديد" العقوبات المفروضة على نظام الاسد، قالت الخارجية الفرنسية انه لا يمكن لهذا النظام "الاستمرار في تجاهل رسالة مجلس الامن الدولي" الذي دان الاسبوع الماضي قمع المتظاهرين. وفي الكويت، تظاهر اكثر من الفي كويتي مساء الثلاثاء امام سفارة سوريا في الكويت مطالبين بطرد السفير السوري و"تجميد" العلاقات مع دمشق. ومنذ بداية حركة الاحتجاج في سوريا في 15 اذار/مارس، قتل حوالى الفي شخص واعتقل اكثر من 12 الفا بحسب منظمات حقوقية.