عمان، لندن - «الحياة»، رويترز - جدَّد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، تأكيدَه ان سورية مازال بإمكانها تجاوز الأزمة السياسية الحالية، إذا ما أقدمت على حزمة إصلاحات اقتصادية وأمنية وقضائية وسياسية. وقال أوغلو في حوار مع تلفزيون «يولكي» التركي ليل اول من امس، إنه يعتقد ان الرئيس السوري بشار الأسد يريد إجراء إصلاحات «لكن عناصر محددة داخل النظام» ربما يقفون عائقاً. وأوضح المسؤول التركي، الذي يتولى ملف العلاقات بين أنقرةودمشق، أن إعادة الاستقرار الى سورية مرهون بإصلاحات متسارعة يقبلها الشارع. كما حذر السلطات السورية من «الوعود الفارغة»، موضحاً: «عندما تقول إنني سأجري إصلاحات من دون ان تعطي تاريخاً لتلك الاصلاحات، فإن هذا يترك الناس والشكوك تسيطر عليها حول ما إذا كان ذلك اليوم سيأتي». إلى ذلك، قالت وكالة الانباء السورية (سانا)، إن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان عبَّر عن حرص بلاده على «العلاقة الإستراتيجية» التي تربطها مع سورية، وذلك في اتصال هاتفي مع الرئيس السوري بشار الاسد. وقالت (سانا) إن اردوغان عبَّر «عن حرص بلاده على العلاقة الإستراتيجية بين البلدين والشعبين الصديقين، والحفاظ على مستوى هذه العلاقة وتطويرها في المستقبل». وأكد أردوغان «وقوف تركيا إلى جانب سورية، وحرصها على أمنها واستقرارها ووحدتها» بحسب الوكالة. وأضافت ان الاسد وأردوغان جدَّدا «عزمهما على الاستمرار بهذه العلاقة الحارة والشفافة والارتقاء بها لما فيه خدمةالبلدين والشعبين والمنطقة برمتها». يأتي ذلك فيما قال ناشطون إن شخصيات في المعارضة السورية بالمنفى، سيجتمعون في تركيا الاسبوع القادم لدعم الانتفاضة في بلادهم. وأضاف المنظمون أن ممثلين عن المتظاهرين في سورية سيحضرون ايضاً المؤتمر الذي يستمر ثلاثة ايام في أنطاليا، والذي سيبدأ في الاول من حزيران (يونيو). وقال خلاف علي خلاف عضو امانة الاجتماع، عبر الهاتف من تركيا لوكالة «رويترز»، إن الهدف هو «تنسيق الجهود الديموقراطية بدلاً من التحدث على سبيل المثال بشكل فردي مع دول تدعم الانتفاضة». وقال إن المؤتمر سيختار ممثلين للمساعدة في زيادة الضغط الدولي على سورية، لكنه لن يشكل مجلساً انتقالياً على غرار المجلس الذي شكله في ليبيا المعارضون الذين يقاتلون ضد قوات القذافي. وقال: «بعد مناقشات مع شخصيات وناشطين بارزين في سورية، قررنا انه من السابق لأوانه سلوك مسار المجلس الانتقالي، لكن المعارضة في الداخل ستكون ممثلة في المؤتمر». وقال خلاف إن تركيا، الجارة الشمالية لسورية والتي انتقدت الاسد لاستخدامه العنف ضد المحتجين، وافقت على عقد الاجتماع، لكنها لا تؤدي دوراً في تنظيمه. ومن بين المشاركين في المؤتمر وعددهم 300، عمار القربي الناشط في مجال حقوق الانسان، ورضوان زياده مدير «مركز دمشق لحقوق الانسان»، وعبد الرزاق عيد رئيس «المجلس الوطني لإعلان دمشق»، وأساتذة جامعات من سورية في أوروبا والولايات المتحدة واعضاء من الإخوان المسلمين السوريين. وقال المعارض المخضرم وليد البني، الذي امضى ثمانية اعوام كسجين سياسي في سورية، عبر الهاتف من مكان اختبائه داخل سورية، إن اي مؤتمر يضم اعضاء من المعارضة حتى في المنفى هو «خطوة إيجابية».