أكد رئيس قسم أشعة الأورام في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الاستشاري محمد شبانة، أن السعودية تسجل نحو 1000 إصابة جديدة بسرطان الثدي كل عام، مشيراً إلى أن هذا النوع من «الأورام» يمثل 24 في المئة من مجموع حالات السرطان التي تصيب الإناث في المملكة. وأضاف خلال ندوة عن سرطان الثدي، أقامتها الجمعية السعودية للتغذية العلاجية في مدينة الرياض أول من أمس، أن 2 - 4 نساء فقط من بين كل 1000 امرأة أجرين تصويراً بالأشعة السينية شخص لديهن سرطان الثدي. وتحدثت أستاذ طب المجتمع في كلية الطب بجامعة الملك سعود الدكتورة عواطف علي عالم، عن ظهور حالات سرطان الثدي بين الفئة العمرية الأصغر عمراً من الفئة المتعارف عليها عالمياً وهي التي تزيد أعمارها على 50 عاماً، مضيفة أن بعض الدراسات أظهرت أن خطر حدوث مرض سرطان الثدي بين النساء الأصغر سناً يكون أكبر وقد يصعب علاجه. وتابعت: «جميع الآراء العلمية والبحثية أجمعت على وجود مؤشرات خطورة مصاحبة لغالبية الإصابات بسرطان الثدي وتشمل النواحي الغذائية والسلوكية التي تسبب زيادة الوزن والبدانة بما في ذلك زيادة الدهون المشبعة والأطعمة ذات السعرات الحرارية المرتفعة، إضافة إلى قلة الحركة وعدم مزاولة الرياضة البدنية بشكل منتظم، الأمر الذي يتسبب بأمراض أخرى مثل أمراض القلب الوعائية والجلطات بأنواعها وغيرها، وبالتالي لا يجب اعتبار مزاولة الرياضة البدنية بين النساء بصفة خاصة أمراً ثانوياً أو ترفيهياً». ودعت إلى الاهتمام بتعزيز الصحة العامة والوعي الصحي والغذائي بين أفراد المجتمع، مشيرة إلى أن من شأن ذلك الإسهام في الحد من تلك المعاناة المتعددة الجوانب، مشددة على أهمية إلزام الكادر الصحي بتقديم الفحص التشخيصي الإشعاعي للنساء اللاتي تقل أعمارهن عن العمر المعتمد حالياً مع الاستمرار في تكثيف الوعي الصحي بخطورة مرض سرطان الثدي وفاعلية الكشف المبكر عنه للحد من آثاره المميتة. وطالبت عالم بأن تحظى مبادرات إجراء المسح الوطني للكشف عن الحالات المرضية في وقت مبكر بالدعم من مختلف الجهات التي تيسر إنجازه واعتماده على مستوى المملكة، لافتة إلى أن هذا الأمر يستوجب وضع استراتيجيات وآليات لضمان تحقيقه. ونبهت الصيدلية الإكلينيكية في وحدة عناية القلب بجامعة الملك سعود الدكتورة فخر الأيوبي إلى أن سرطان الثدي هو السبب الثاني بعد سرطان الرئة في وفيات السرطان عند النساء، موضحة أن أكثر من 80 في المئة من المرضى الذين يصابون بسرطان الثدي لا يملكون تاريخاً عائلياً في هذا المرض. ولفتت إلى أن مخاطر الإصابة بهذا المرض تزداد مع التقدم في العمر، مشيرة إلى أن 75 في المئة من النساء اللاتي اكتشفت إصابتهن بسرطان الثدي تفوق أعمارهن 50 عاماً. وشاركت إحدى المتعافيات من سرطان الثدي بعرض حاجات مرضى سرطان الثدي من خلال تجربتها الشخصية في المراحل المختلفة للتشخيص والعلاج والتأهيل. وركزت على ضرورة مراعاة مقدمي الخدمة الصحية لتلك الحاجات النفسية والبدنية والتثقيفية والغذائية والعلاجية وأخذها في الحسبان عند وضع الخطط العلاجية للمرضى من أجل تحقيق رضا المرضى الذي يعتبر أحد مؤشرات الجودة للخدمات الصحية المقدمة.