حذر جراحين واستشاريي أورام وأطباء في ندوة طبية، من أن حدوث مرض سرطان الثدي بين المصابات الأصغر عمراً تكون خطورته اكبر وقد يصعب علاجه, مؤكدين أن الآثار السلبية لمرض سرطان الثدي تتجاوز المعاناة الأسرية الخاصة إلى كونها مشكلة صحية تؤثر على الاقتصاد الوطني ولاسيما في حال حدوثها في عمر مبكر خصوصاً عندما تكون المريضة في عمر الإنجاب والإنتاج العملي الاقتصادي، لافتين إلى أن المبالغ التي تصرف لعلاج الأمراض السرطانية والمزمنة تشكل هاجساً وعبئ كبير على الموارد الوطنية، مطلقين على سرطان الثدي وصف "الوحش" مشددين على أن "الكشف المبكر ينقذ الحياة". جاء ذلك خلال ندوة طبية حول سرطان الثدي، أقامتها "الجمعية السعودية للتغذية العلاجية"، أول من أمس في مدينة الرياض في فندق الفورسيزون (برج المملكة), شارك فيها نخبة من الجراحين واستشاريي الأورام والأشعة التشخيصية والعلاجية وأطباء وأخصائي تغذية وتثقيف صحي وعلاج طبيعي من جامعة الملك سعود, ومستشفى القوات المسلحة في الرياض, ومستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض, ومستشفى الملك خالد الجامعي, ومستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام، حيث تناولت الندوة العديد من المحاضرات ذات العلاقة بكافة الجوانب المتخصصة بسرطان الثدي والتي شملت وبائيات سرطان الثدي، وإجراءات التشخيص والوقاية، والجراحة المتبعة لمرضى سرطان الثدي وتطرقوا إلى التغذية العلاجية لمرضى سرطان الثدي والعلاج الطبيعي. وقالت الدكتورة عواطف علي عالم أستاذ طب المجتمع كلية الطب جامعة الملك سعود ووكيلة كلية المعرفة للعلوم و التكنولوجيا للطالبات، أنه قد لفت انتباه الكثير من الباحثين ظهور حالات سرطان الثدي بين الفئة العمرية الأصغر عمراً من الفئة المتعارف عليها عالمياً وهي الأكبر من 50 عاماً، حيث كانت التوصيات بالخضوع لفحص الثدي الإشعاعي التشخيصي (ماموجرام) في الفترة المصاحبة لإنقطاع الطمث عند النساء، موضحة أنه قد أظهرت بعض الدراسات أن حدوث مرض سرطان الثدي بين المصابات الأصغر عمراً تكون خطورته اكبر و قد يصعب علاجه. وأوضحت عالم، أن جميع الآراء العلمية والبحثية أجمعت على وجود مؤشرات خطورة مصاحبة لغالبية الحالات من سرطان الثدي و يشمل ذلك النواحي التغذوية والسلوكية والتي تسبب زيادة الوزن والبدانة بما في ذلك زيادة الدهون المشبعة و الأطعمة ذات السعرات الحرارية المرتفعة إضافة إلى قلة الحركة وعدم مزاولة الرياضة البدنية بشكل منتظم, الأمر الذي اثقل كاهل القائمين علي التغذية العلاجية وما يتبع ذلك من أمراض أخرى مثل أمراض القلب الوعائية و الجلطات بانواعها وغيرها، وبالتالى لا يجب اعتبار مزاولة الرياضة البدنية بين النساء بصفة خاصة امراً ثانوي أو ترفيهي. ودعت إلى الاهتمام بتعزيز الصحة العامة و الوعي الصحي والغذائي بين أفراد المجتمع والذي من شأنه أن يسهم بالقدر الكبير للحد من تلك المعاناة المتعددة الجوانب، مشددة على أهمية إلزام الكادر الصحي على تقديم الفحص التشخيصي الإشعاعي للنساء في عمر أقل من العمر المعتمد حالياً مع الإستمرار بتكثيف زيادة الوعي الصحي العام بخطورة مرض سرطان الثدي وايضاً بأهمية وفاعلية الكشف المبكر عنه للحد من آثاره المميتة. وطالبت بأن تحظى مبادرات إجراء المسح الوطني للكشف عن الحالات المرضية في وقت مبكر للحيلولة من آثار تقدمه و تشعبه في الجسم, بالدعم والمكاتفة من مختلف الجهات التي تيسر إنجازه و اعتماده على مستوى المملكة، حيث أن ذلك الأمر يلزمه وضع استراتيجيات و آليات لضمان تحقيقه, مؤكدة أن نجاحات التشريعات الصحية في المملكة كثيرة مما جعلتها في مصاف الدول المتقدمة في الحد من الأمراض المعدية عن طريق التطعيمات الإلزامية و الفحص المبكر قبل الزواج. من جهته، أوضح الاستشاري الدكتور محمد شبانة رئيس القسم أشعة الأورام بمستشفى الملك فيصل التخصصي و الأبحاث ان سرطان الثدي يصيب 24 في المئة من مجموع حالات السرطان في السعودية الإناث، حيث يتم تشخيص 1000 حالة جديدة سنوياً، موضحاً أن 1 من 10 النساء الذين يجرون تصوير الثدي بالأشعة السينية (ماموجرام) بحاجة إلى مزيد من الأشعة للتشخيص، ولكن معظم هؤلاء النساء لم يصابوا بسرطان الثدي موضحاً أن 2 - 4 فقط من كل 1000 تصوير الثدي بالأشعة السينية يؤدي إلى تشخيص سرطان الثدي. وفي الإطار ذاته، نبه الدكتور احمد سعد الدين (استشاري الأورام بمستشفى القوات المسلحة في الرياض) إلى أن سرطان الثدي أكثر انتشاراً من غيره من السرطانات بالنسبة للإناث, مشدداً على أهمية تشخيصه وعلاجه مبكراً لتأثيره الكبير على المريض وأسرته والمجتمع ككل، مؤكداً أن المضاعفات الحاصلة بعد التدخل الجراحي وكيفية تأثيره على المظهر الخارجي لجسم المريض بعد استئصال الثدي أو جزء منه أمر حاسم للحصول على الرعاية الطبية الكافية, والأهم من ذلك قدرة المريض على اتخاذ التدابير اللازمة لمنع أو تقليل هذه المضاعفات قدر الإمكان. ونبهت الدكتورة فخر الأيوبي (صيدلية إكلينيكية في وحده عناية القلب بجامعه الملك سعود) إلى أن سرطان الثدي في المرتبة الثانية بعد سرطان الرئة في وفيات السرطان في النساء، موضحة أن أكثر من 80 ٪ من المرضى الذين يصابون بسرطان الثدي لا يملكون تاريخ عائلي من قبل، مشيرة إلى أن المخاطر تزداد مع زيادة العمر، حيث أن اكبر عامل خطر غير الجينية السن أكثر من 75 ٪ من النساء المصابات بسرطان الثدي تشخيص ما يزيد عمرهم عن 50 عاماً. كما قامت شركه نيوتريشيا بالمشاركة بإقامة ركن توعوي عرض من خلاله بعض منتجاتهم ومن بينها المكمل الغذائي forti care المخصص لمرضى سرطان الثدي. وعقبها عقد اتفاقية مع الجمعية السعودية للتغذية العلاجية للمشاركة والدعم في الندوات والمؤتمرات المقبلة. وشاركت إحدى المتعافيات من سرطان الثدي بعرض احتياجات واهتمامات مرضى سرطان الثدي من خلال تجربتها الشخصية في المراحل المختلفة للتشخيص والعلاج والتأهيل، حيث ركزت على ضرورة مراعاة مقدمي الخدمة الصحية لتلك الاحتياجات النفسية والبدنية والتثقيفية والتغذوية والعلاجية وأخذها في الحسبان عند وضع الخطط العلاجية للمرضى وذلك من أجل تحقيق رضا المرضى والتي تعتبر احدى مؤشرات الجودة للخدمات الصحية المقدمة.