اتهم الرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني اليوم (الجمعة)، باكستان المجاورة بالتقاعس عن التحرك ضد حركة «طالبان»، وتعهد وضع خطة أمنية جديدة لكابول بعد مقتل وإصابة المئات في اعتداءين مروعين في العاصمة الشهر الماضي. وتتهم أفغانستانإسلام أباد منذ وقت طويل بمساعدة الإرهابيين بتوفير المأوى والعون لزعماء «طالبان»، وهو ما تنفيه باكستان وتشير إلى أن الآلاف من مواطنيها قتلوا بسبب عنف المتشددين على مدى أعوام. وقال عبد الغني في خطاب بثه التلفزيون بعد صلاة الجمعة: «ننتظر تحرك باكستان» واتهمها بأنها «مركز طالبان». وتسبب اعتداء استهدف فندق «انتركونتيننتال» في العاصمة كابول أخيراً وتفجير انتحاري في شارع مزدحم بعد ذلك بأسبوع في تصاعد الغضب الشعبي في أفغانستان، وزاد الضغط على حكومة عبد الغني المدعومة من الغرب لتحسين الأمن. وأعلنت «طالبان» مسؤوليتها عن الاعتداءين اللذين أسفرا عن مقتل أكثر من 130 شخصاً وإصابة المئات. ويقول مسؤولون أفغان وأميركيون إن «شبكة حقاني»، المتحالفة مع «طالبان» ويعتقد أنها تتخذ من باكستان مقراً لها، هي المسؤولة عن الاعتداءين. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الباكستانية، إن باكستانوأفغانستان ضحيتان للإرهاب وفي حاجة للتعاون في مكافحة هذا التهديد المشترك. وأضاف في بيان: «تؤكد باكستان تضامنها مع شعب وحكومة أفغانستان في التصدي لتهديد الإرهاب. نشعر بألم أشقائنا وشقيقاتنا في أفغانستان». وتحركت باكستان بشكل قوي لردع الإرهاب، وشمل ذلك عمليات استهدفت معسكرات «شبكة حقاني» في منطقة وزيرستان الجبلية. وقال عبد الغني إنه جرى اعتقال 11 شخصاً وتسليم السلطات الباكستانية قائمة بأسماء أفراد تعتقد كابول أنهم وراء الهجومين، وكذلك الشبكات التي تدعمهم. وأضاف: «الهجوم لم يستهدف رجالنا ونساءنا وأطفالنا وإنما الأمة الأفغانية، ويتطلب رداً وطنياً شاملاً» مشيراً إلى أن مسؤولي الأمن سيقدمون خطة جديدة الأحد. لكن لم يتضح ما هي الخطوات التي ستتخذ لتحسين أحدث خطة أمنية في كابول التي نشرت مجموعة من نقاط التفتيش الإضافية، وفرضت قيوداً على سيارات النقل الثقيل، بعدما تسببت شاحنة مفخخة في مقتل 150 شخصاً في المدينة في أيار (مايو) الماضي. وقالت سفارة باكستان لدى كابول أمس إن مسؤولين في إسلام اباد يدرسون الأدلة التي قدمها وزير الداخلية الأفغاني ويس برمك ورئيس الاستخبارات معصوم ستانكزاي خلال زيارة لباكستان أخيراً. وأضافت أن باكستان لم تقدم أي تعهدات للقيام بأي تحرك. جاءت هذه الاعتداءات في وقت يتصاعد فيه التوتر الأمني في المنطقة بعدما قالت الولاياتالمتحدة إنها ستخفض المساعدة الأمنية لباكستان، حيث اتهمت البلد الواقع جنوب آسيا بعدم القيام بما يكفي لمكافحة الجماعات الإرهابية المتمركزة هناك.