- الرأي - نعمة الفيفي - جازان : سبعة مساءات عشناها مع الأفراح والليالي الملاح في عرس جازان الثقافي الكبير المسمى بمعرض جازان للكتاب ٢٠٢٥ م ، وحقيقة الأمر أنه لم يكن معرضًا للتسوق وابتياع الكتب، بقدر ما هو عرس حقيقي للثقافة تلَّون فيه كل شيء؛ الكتب بشتى أنواعها حجمًا ومعرفة وثقافة وأغراضًا، ووسائل الترفيه الثقافي والتعلم باللعب في جو مبهج استمتع به الصغار من خلال زوايا الأطفال، ودور النشر التي جعلت الطفل جزءًا من ثقافتها، وعبر المسرح الكبير والصغير حيث حضر المتخصصون لعرض تجاربهم وخبراتهم، وتلونت المساءات بأجمل الألوان عبر منصات التوقيع التي أتاحت للكُتَّاب الفرصةَ لمقابلة الجمهور والتوقيع على أحدث الإصدارات. وجاءت مساءات العرس عابقة بالبِشر والسعادة، بحضور النساء دعمًا للرجال واللاتي شكل حضورهن ترجمة واضحة لرؤية هذا الوطن؛ فالبناء الثقافي في هذا العرض جاء مشتركًا، فرأينا الشاعر والشاعرة والكاتب والكاتبة والمبدع والمبدعة في جو رائع جمع كل محاسن الثقافة من أجل أن يكون الكِتاب هو عريس الزمان وسلطان المكان، فكانت سبع ليال من الأفراح اجتمع فيها كل الشذى والعبير وعبق الحبر في آن واحد. لقد كان حدثًا ثقافيًًّا استثنائيًًّا في منطقة جازان جمع المثقفين من الجامعات والتعليم والقطاعات الأخرى، واستقطب المبدعين والمفكرين من داخل وخارج الوطن كي يؤكد لنا أن جازان التي تُعرف بأنها قبلة القراءة والمبدعين سيظل شعارها جازان تقرأ. ولأن القراءة التي تعبق بالجمال لا حد لها في جازان، فقد توج هذا المعرض الرائع بحضور رائع أيضًا من أمير التنمية والقراءة في جازان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز في مشهد فرح جمع المجتمع الجازاني في عرس ثقافي يؤكد أن تنمية عملاقة تشهدها وتعيشها المنطقة في كل المجالات ومنها الثقافة ويبقى الكتاب بطبيعة الحال هو خير جليس. وأختم بشكر كل من ساهم في إقامة هذا المعرض الفخم الفاخر، وأسهم في نجاحه، وأرجو أن يتكرر في كل عام وبألوان زاهية وحضور أزهى وأبهى للثقافة والكتاب.