إسلام آباد، كابول - أ ف ب، يو بي آي - كرر قائد في «شبكة حقاني» المرتبطة ب «طالبان» الأفغانية أمس، بأن الشبكة لن تشارك بمفردها في محادثات سلام مع الولاياتالمتحدة، مشدداً على ان «طالبان» يجب ان تقود هذه المفاوضات. وقال القائد الذي رفض كشف اسمه: «لن يستطيع الأميركيون ايجاد حل للصراع الأفغاني حتى يجروا محادثات مع مجلس شورى طالبان»، في اشارة الى مجلس قيادة الحركة المعروف باسم «مجلس كويتا»، علماً ان وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون حضت خلال زيارتها إسلام آباد الاسبوع الماضي على اقناع «شبكة حقاني» بالانضمام الى عملية السلام، كما حذرت من ان اجراءات صارمة ستتخذ ضد المتشددين الأفغان والباكستانيين اذا لم يتعاونوا في جهود ارساء الاستقرار في افغانستان، مشيرة الى ان واشنطن عقدت اجتماعات تمهيدية مع الشبكة التي تشكل اكبر تهديد لقواتها في افغانستان. وأعلن القائد في «شبكة حقاني» ان «الأميركيين حاولوا مرات إجراء محادثات معنا ورفضناها، لأننا جزء لا يتجزأ من طالبان التي يقودها الملا محمد عمر»، مضيفاً: «نحن متحدون، وهدفنا هو تحرير افغانستان من القوات الاجنبية المحتلة» التي تبدو عاجزة عن توجيه ضربة حاسمة لمتمردي «طالبان» وحلفائها، مثل «شبكة حقاني» المتهمة بشن سلسلة هجمات دموية، بينها اعتداء استهدف السفارة الأميركية ومقر قيادة الحلف الأطلسي (ناتو) في كابول في ايلول (سبتمبر) الماضي. واعتبر القائد ان دعوة افراد او جماعات مقاتلة لمحادثات السلام بعيداً من مجلس شورى الحركة «هدر للوقت»، وتعهد مواصلة القتال في فصل الشتاء في افغانستان. توضيحات من كارزاي وفي ما يتعلق بتصريح ادلى به الرئيس الأفغاني حميد كارزاي السبت الماضي عن ان بلاده ستدعم باكستان في حال تعرضها لهجوم، أعلن الناطق باسمه سيماياك هيراوي بأن التصريح «أسيء فهمه إذ انه لم يتحدث الا عن استقبال محتمل للاجئين على ارض بلاده». وكان كارزاي قال في مقابلة بثها تلفزيون «جيو» الباكستاني الخاص: «إذا هاجمت اميركا او الهند او اي دولة اخرى باكستان، سنقف الى جانب باكستان» مضيفاً ان «افغانستان شقيقة لباكستان، ولن نخون باكستان ابداً». لكن هيراوي اوضح ان «الرئيس كارزاي كان يجيب عن سؤال حول استقبال لاجئين في افغانستان، حين قال اننا نقف الى جانب باكستان». وأشار الى ان «وسائل الاعلام الباكستانية لم تفهم جيداً هذا الامر، كونها لم تبث المقابلة كاملة ونشرت فقط القسم الاول الذي تضم اعلان الرئيس ان افغانستان ستدعم باكستان في حال وقعت حرب». وجاءت تصريحات كارزاي المطمئنة لباكستان بعد توقيع بلاده اتفاق شراكة استراتيجية مع الهند هذا الشهر، ما اثار مخاوف إسلام آباد من تنامي النفوذ الاقليمي لنيودلهي. وهو سعى ايضاً الى تبديد مخاوف باكستان في المنطقة بعد انسحاب القوات الغربية المقاتلة بحلول 2014، وكرر شروطه لاقامة شراكة طويلة الأمد مع الولاياتالمتحدة، وبينها عدم دخول قوات اميركية الى منازل افغانية، ما يعني وقف المداهمات الليلية المثيرة للجدل لملاحقة عناصر «طالبان» والتي تسببت بسقوط مدنيين كثيرين. وشهدت العلاقات بين باكستانوافغانستان توتراً كبيراً منذ ان اتهم كارزاي إسلام آباد بأداء دور مزدوج تجاه المتمردين الذين يقاتلون القوات الاجنبية، كما ساءت العلاقات بين إسلام آباد وواشنطن في ظل اتهام الولاياتالمتحدةلباكستان بعدم التصدي للقواعد الخلفية لمتمردي «طالبان» على اراضيها. هجوم في باكستان وفي باكستان، قتل اربعة مدنيين بينهم احد افراد قبيلة مناهضة لحركة «طالبان» وطفل، في انفجار قنبلة يدوية الصنع جرى التحكم بها من بعد لدى مرور سيارتهم في منطقة دير السفلى القبلية (شمال غرب). وتقاتل قبائل عدة المتمردين الاسلاميين في شمال غربي باكستان فيما نفذ الجيش في دير السفلى عام 2009 حملة لطرد «طالبان باكستان» المتحالفة مع تنظيم «القاعدة». ... ومحاولة لاغتيال قاضي وفي مدينة مظفر آباد التي تقع في الشطر الباكستاني من إقليم كشمير المتنازع عليه مع الهند، نجا رئيس المحكمة العليا غلام مصطفى مغال من محاولة اغتيال إثر إطلاق مجهولين النار عليه أمام منزله، لكنه أصيب برصاصة في المعدة استدعت إخضاعه لعلمية جراحية. وشخصت مصادر طبية الوضع الصحي للقاضي مغال بأنه «مستقر»، علماً أنه تولى مهمات منصبه العام الماضي. وندد رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني بالهجوم وأمر بفتح تحقيق في الحادث. على صعيد آخر، اتهمت الهند باكستان ب «سرقة» بيانات أمنية من مروحية هندية أجبرتها السلطات الباكستانية على الهبوط قبل أيام بعدما انتهكت أجواءها. ونقلت صحيفة «هندوستان تايمز» عن مصادر حكومية هندية بارزة قولها إن «يجري التحقيق في انتهاك أمن الهند عبر تنزيل الجيش الباكستاني معلومات من جهاز تحديد مواقع هبوط وإقلاع الطائرات الهندية من المروحية التي تجاوزت خط السيطرة الاحد الماضي، ودخلت إلى منطقة سكاردو الباكستانية فأجبرت على الهبوط في باكستان واعتقل طاقمها المؤلف من اربعة اشخاص. وقال مسؤول هندي: «نتعامل مع الحادث بقلق كبير لأن الجيش الباكستاني يملك الآن كل البيانات في شأن مواقع إقلاع وهبوط الوحدة 14، وبينها مواقع منطقة جبل سياشين الجليدي المتنازع عليه». ويخضع طاقم المروحية الهندية التي أجبرت على الهبوط لاستجواب في شأن سبب دخولها الأجواء الباكستانية على رغم استخدامها جهاز تحديد مواقع، علماً ان الجيش الباكستاني سمح بعودة المروحية إلى الهند بعد تزويدها بوقود، وإعطاء إرشادات للطيارين.