سلمت الولاياتالمتحدة قوة الانتشار السريع بالأردن آخر دفعة من مروحيات «بلاك هوك» بهدف تعزيز الدفاعات الحدودية للمملكة، والمشاركة في عمليات خارج الحدود ضد متشددي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وفي مراسم التسليم، التي حضرها قائد القيادة المركزية الجنرال جوزيف فوتيل ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية الفريق الركن محمود فريحات، هبطت المروحيات في إطار عملية محاكاة لإنقاذ رهائن تنفذها القوات الخاصة. وقال القائم بالأعمال في السفارة الأميركية في الأردن هنري ووستر، في مراسم التسليم التي أقيمت في قاعدة الملك عبد الله الجوية على بعد 35 كيلومترا شمال شرقي العاصمة عمان: «الولاياتالمتحدة ما زالت ملتزمة دعم جهود القوات الجوية الأردنية لحماية حدود الأردن، وردع أعمال الإرهاب، والمساهمة في عمليات التحالف لهزيمة داعش». وأضاف ووستر أن «الكونغرس الأميركي خصص 470 مليون دولار للسنة المالية 2017 للجيش الأردني مع تخصيص جزء كبير للتدريب وقطع الغيار والأسلحة وحظائر للمروحية من طراز بلاك هوك وعددها 12». وفي وقت لاحق، قال قائد القيادة المركزية لشبكة «سي إن إن» الإخبارية فوتيل، إن «الحليف القوي للولايات المتحدة شريك رئيسي لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في المنطقة»، مضيفاً «كان الأردن شريكاً رائعاً لعدد من السنوات هنا. أعتقد أن ما تشهدونه اليوم هنا هو إظهار لنضج علاقتنا». وتقوم مروحيات «بلاك هوك» بدور محوري في قوة الرد السريع التي تمولها الولاياتالمتحدة، التي شكلها الأردن لمواجهة «داعش»، الذي ما زال يمثل تهديداً على رغم طرده من مساحات واسعة من الأراضي في سورية والعراق المجاورين. وتابع ووستر «القوة قادرة على نقل القوات والإمدادات في أي مكان بالأردن في أسرع وقت، لتعزيز أمن الحدود وصد أي عمليات تسلل محتملة». وقال قائد جناح النقل الجوي الأردني العميد جابر العبادي: «علاقات التعاون العسكري الأردني الأميركي استراتيجية ومتينة، وتعتبر عنصراً مهماً في الجهود المشتركة في هزيمة عصابة داعش الإرهابية». وأفاد ديبلوماسي غربي بأن وزارة الدفاع الأميركية تخطط لإنفاق مئات ملايين الدولارات على توسيع وتحديث قاعدة الموفق السلطي الجوية في الجزء الشمالي من البلاد، قرب الحدود السورية الأردنية. وأكد مسؤولون أردنيون توسيع برنامج المساعدات العسكرية الأميركية. وأشار العميد العبادي إلى أن «الأردن يعمل على تعزيز قدراته من خلال تعاون القوات المسلحة مع الجيش الأميركي، وخصوصا سلاح الجو الملكي». وذكر مسؤولون أميركيون أن المساعدات العسكرية للأردن، أحد أكبر المتلقين للمساعدات العسكرية الخارجية، تساعد على بناء القدرات العسكرية للمملكة في إطار استراتيجية إقليمية أوسع نطاقا. وكانت واشنطن أعلنت أنها تعتزم البقاء في سورية فترة طويلة بعد هزيمة التنظيم، ولها قواعد عسكرية في الجزء الشمالي الشرقي من البلد الذي تمزقه الحرب.