أعرب الأردن عن قلقه من «حزام إيراني»، يمتد إلى لبنان مروراً بالعراقوسوريا، في ظهور إعلامي نادر لقائد الجيش، أوضح فيه التهديدات العسكرية والأمنية، التي احتل «تنظيم داعش» صدارتها باعتباره «خطراً داهماً». رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية الجنرال محمود فريحات، وفي مقابلة بثتها محطة ال «BBC» البريطانية ليل الجمعة، حدد التهديدات العسكرية والأمنية لبلاده ب «تنظيم داعش» و«إيران»، مبدياً حزماً أردنياً في مواجهتها. فريحات، الذي بدا متحفظاً في المقابلة التي رصدتها «اليوم»، إلا أنه أشار بوضوح إلى المخاوف والقلق الأردني من «الحزام الإيراني»، الآخر في التمدد من طهران عبر بغداد ودمشق، وصولا إلى بيروت. وقال الجنرال فريحات، المقرّب من رأس الدولة الأردنية الملك عبد الله الثاني، إن «تقدم مليشيات الحشد الشعبي (الشيعي) في العراق باتجاه تلعفر من شأنه أن يؤدي إلى حزام إيراني يصل حتى لبنان». ولم يستبعد فريحات أية خيارات أمام تحرك «الحزام الإيراني»، عبر ذراعه «الحشد الشعبي»، مبيناً أن «احتمالات مواصلته التمدد واردة، سواء عبر التمدد شمالا، في العراقوسوريا، أو عبر التمدد باتجاه الرقة السورية». وفي مستهل المقابلة، توقف الجنرال فريحات عند الأحداث الإرهابية التي شهدها الأردن، في محاولة بدت لتوضيح مجريات الاعتداء، وهو ما يمكن فهمه في سياق تفسير وتبرير «الارتباك الأمني»، الذي رافق مواجهة عناصر «تنظيم داعش». واعتبر فريحات، بلا مواربة، «تنظيم داعش» خطراً داهماً ووشيكاً، مبينا أن«جيش خالد بن الوليد، الموالي لداعش، يتمركز على بعد أقل من كيلو متر واحد من الحدود الأردنية مع سوريا». واعترف الجنرال فريحات، الذي يحظى بشعبية أردنية واسعة، بأن«تنظيم داعش قادر على استهداف الأراضي الأردنية من المناطق التي يسيطر عليها في حوض اليرموك بسوريا، إذ يمتلك صواريخ ومضادات جوية ودبابات وناقلات جند، فيما يتجدد دعمه يومياً بعناصر التنظيم القادمين من الشمال». ولم يحصر قائد الجيش الأردني التهديد بمنطقة حوض اليرموك، وقال: إن«التهديدات موجودة أيضاً بمخيمي الركبان والحدلات، على الحدود الأردنية السورية»، مبينا: «المخيمان، اللذان يضمان نحو 100 ألف سوري، يخضعان لنفوذ عناصر تنظيم داعش». ورجح فريحات أن يكون بين لاجئي مخيمي الركبان والحدلات«خلايا نائمة» تابعة لتنظيم داعش، خاصة أن التنظيم استهدف مركزا حدودياً أردنياً بهجوم إرهابي انطلاقا من مخيم الركبان. ولفت الجنرال فريحات إلى تدريب الأردن لقوات ما يعرف ب «جيش سوريا الجديدة»، وقال إنها «قوات تتلقى التدريب لمهاجمة مناطق داعش في شرق سوريا، وفي منطقة معبر التنف»، نافياً أن تكون مخصصة أو يجري تأهيلها وتدريبها لمحاربة النظام. ودون أن ينفي خطر عودة الأردنيين، الملتحقين بتنظيم داعش وجبهة النصرة، على الأمن الداخلي الأردني، إلا أن فريحات حدد أعدادهم ب«300 مقاتل»، وهو ما يتنافى مع دراسة صدرت أخيراً، وكشفت أن عددهم يتجاوز«2000 مقاتل»، فيما لدى التنظيمين نحو 8 آلاف نصير داخل البلاد. بيد أن الغريب في حديث الجنرال فريحات عدم إتيانه على ذكر«الهدنة العسكرية» لدى استعراضه لما هو مقبل في سوريا، مشيرا إلى 3 سيناريوهات لتحرك عسكري لقوات«عصابة بشار الأسد» والمليشيات الموالية لها في المرحلة المقبلة. وقال فريحات: إن«الخطوة المقبلة في سوريا، بعد حلب، هي الاتجاه نحو واحد من ثلاثة مناطق، أولها محافظة إدلب، وهو خيار فرصته ضعيفة، وثانيها التوجه نحو المناطق الشرقية (تدمر ودير الزور)، وهو ما يحتاج إلى تنسيق مع التحالف الدولي، فيما الخيار الأكثر توقعاً فهو التوجه جنوبا، ابتداء من منطقة بردى ومنطقة الغوطة الشرقية ووصولا إلى درعا». واعتبر الجنرال فريحات أن«السيناريو الثالث هو المرجح في ظل ما تعانيه قوات النظام من نقص في أعداد المقاتلين». ولم ينف فريحات وجود تنسيق مع«نظام الأسد»، وقال إن«التنسيق مع الجش السوري لم يتوقف، ويتم عبر ضباط الارتباط»، مبينا أن«الأردن لم يتدخل في مجريات الوضع في سوريا، وحافظ على وجود البعثات الدبلوماسية». لكن فريحات أشار إلى تنسيق اكبر مع قوى المعارضة السورية، التي تسيطر على قطاع واسع من الحدود السورية المحاذية للأردن. وحيال المعابر بين الأردن من جهة، وسورياوالعراق من جهة أخرى، قال الجنرال فريحات: إنها «متوقفة تماماً»، مرجعا ذلك إلى«غياب الجيش النظامي السوري والعراقي عنها، فيما يتولى الأردن مهمة حماية وضبط جهتي الحدود». وعرج قائد الجيش الأردني على مشاركة بلاده في قوات التحالف الدولي، الذي تقوده الولاياتالمتحدة في شمال العراق، مؤكدا مواصلة الأردن مشاركته على مستويي «الطلعات الجوية» و«الخبراء والمستشارين».