أعاد رئيس هيئة الأركان الأردنية المشتركة الفريق محمود عبدالحليم فريحات التأكيد أن قوات بلاده لن يكون لها وجود أو دخول إلى الأراضي السورية «كما يشاع ويقال عبر وسائل الإعلام المختلفة». وجاء حديث فريحات خلال مأدبة إفطار لعدد من المتقاعدين العسكريين مساء الأربعاء، كشف خلاله عن خطة لإعادة هيكلة القوات المسلحة الأردنية، معتبراً الخطة «تصحيحاً» لما هو موجود بما يتناسب مع الأوضاع الراهنة باعتبار التهديدات على المدى المنظور تهديدات إرهابية. وعلى رغم أن تصريحات قائد الجيش الأردني ليست جديدة، وسبقه إليها العاهل الأردني قبل أسابيع، إلا أن تصريحات فريحات تتزامن مع «سلسلة اجتماعات روسية أميركية أردنية شهدتها وتشهدها العاصمة الأردنية، وتتناول على جدول أعمالها القضايا الفنية والتفصيلية، بما في ذلك ملف مناطق خفض التوتر في سورية»، بخاصة مع اقتراب موعد انتهاء الهدنة في الرابع من حزيران (يونيو) الجاري التي تعهدت فيها روسيا وإيران وتركيا، في محادثات أستانة الخاصة بالأزمة السورية، تقديم تصورات وبرامج تفصيلية لتأمين 4 مناطق آمنة ويسري فيها وقف إطلاق النار من بينها المنطقة المحاذية للحدود الأردنية السورية. وفيما نفت المصادر أن يكون هناك اتفاق على رؤية مشتركة حيال التعامل مع مناطق خفض التوتر، أكدت المصادر بأن الأردن معني «بدعم الجهود الدولية كافة التي تضمن مصلح الاردن وحماية حدوده.» غير أن المصادر التي سألتها «الحياة» تحدثت عن شروط ومحددات أردنية في ما يتعلق بمناطق خفض التوتر، موضحة أن الأردن يقبل بوجود أية قوات على حدوده بما فيها قوات النظام السوري، باستثناء قوات من عصابة «داعش» أو من «الميليشيات المذهبية والطائفية»، معتبراً أن «هذا الأمر خط أحمر بالنسبة إلى الاردن ولن يسمح بحدوثه». ووفق مصادر متطابقة فإن الاجتماعات الأمنية والدبلوماسية المنعقدة في العاصمة الأردنيةعمان، متواصلة، وتنعقد على المستويين السياسي والعسكري، على أن هذه الاجتماعات تبحث في عدد من القضايا الأمنية المرتبطة بتداعيات الأزمة السورية على الحدود الأردنية، والبؤر الساخنة التي تعتبرها عمان تشكل خطراً على عمقها الأمني. وقالت المصادر إن «الأردن منخرط في المحادثات مع روسيا والولايات المتحدة ومختلف الأطراف لتحديد طبيعة منطقة خفض التوتر في الجنوب السوري وتشكيلة القوات التي ستتواجد فيها، ضمن دوريات عسكرية، على أن الأردن يرفض أن يشارك جيشه في أي دوريات أمنية داخل الأراضي السورية، محذراً من تسيير دوريات من أطراف تشارك في الصراع السوري السوري، ما يعني إفشال فكرة مناطق خفض التوتر»، وقصدت المصادر بالتحذيرات الأردنية، مختلف الأطراف الإقليمية والدولية المشاركة في الصراع السوري. يذكر أن الأردن يشترك مع سورية بحدود يزيد طولها على 370 كيلومتراً، وتتواجد القوات الأردنية على طول الشريط الحدودي لحماية وتأمين الحدود الشمالية للمملكة من طرف واحد، منذ اندلاع الأزمة السورية قبل 7 سنوات، وفقدان النظام السيطرة على النقاط الحدودية لمصلحة تنظيمات إرهابية. وشهدت هذه الحدود محاولات اختراق عدة من قبل الجانب السوري سواء على شكل عصابات لتهريب المخدرات أو محاولات افراد ينتمون لتنظيمات ارهابية التسلل للاراضي الأردنية، وهي محاولات يعلن الجيش باستمرار عن إحباطها. وأعلن الأردن العام الماضي عن إغلاق حدوده مع سورية في شكل كامل بعد اعتداء نفذه داعش الإرهابي على الحد الأردني لمخيم الرقبان الذي يضم أكثر من 100 ألف لاجئ سوري، ما أسفر عن مقتل 7 عسكريين أردنيين.