التقى الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والسوداني عمر البشير في أديس أبابا، مساء أول من أمس، على هامش مشاركتهما في القمة الثلاثين للاتحاد الإفريقي، وصفته مصادر مصرية بأنه اتسم ب «المصارحة والمكاشفة» وأتى اللقاء وسط توتر في العلاقات بين البلدين خففه لقاء بين وزير الخارجية سامح شكري وإبراهيم الغندور في أديس أبابا. وكان السودان استدعى سفيره لدى القاهرة عبدالمحمود عبدالحليم للتشاور الشهر الجاري، في تصعيد سبقه تقديم السودان شكوى إلى الأممالمتحدة بخصوص مثلث حلايب وشلاتين الذي يدعي السودان وقوعه ضمن أراضيه، وردت مصر بخطاب أكدت فيه ملكيتها المثلث. كما قال السودان إنه يتحسب من تهديدات أمنية من جهة الشرق، بعدما زعمت دوائر رسمية في الخرطوم أن مصر أرسلت قوات إلى قاعدة عسكرية على الحدود السودانية – الإريترية. وانحاز السودان إلى موقف إثيوبيا في مفاوضات «سد النهضة» برفض البلدين تقريراً استهلالياً لمكتب استشاري فرنسي عن المعايير التي سيستند إليها عند تحديد الآثار السلبية للسد في دولتي المصب، وهو التقرير الذي قبلته مصر. وقال الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي في بيان للرئاسة، إن لقاء السيسي مع البشير اتسم ب «الأخوية والمصارحة والمكاشفة»، وأكد السيسي خلاله خصوصية العلاقات المصرية - السودانية وقوتها، والروابط التاريخية التي تجمع البلدين على المستويات كافة، مشدداً على مواصلة جهود تعزيز التعاون بين الدولتين، وحرص مصر على التشاور والتنسيق المتواصل مع السودان حيال مختلف المواضيع والملفات، لا سيما في ضوء التحديات المشتركة التي يفرضها الوضع الإقليمي الراهن. وأضاف أن البشير شدد خلال اللقاء على ما يجمع شعبي وادي النيل من تاريخ مشترك ووحدة المصير، مؤكداً حرص بلاده على تطوير التعاون الثنائي مع مصر على الصعد كافة. وقدر البشير حرص مصر على التشاور مع السودان، مؤكداً ما يعكسه ذلك من عُمق العلاقات التاريخية الخاصة التي تربط البلدين. وأشار إلى أن التحديات الناتجة من الأوضاع الإقليمية الراهنة تحتم على البلدين مواصلة التنسيق المكثف بينهما ما يساهم في تحقيق مصالحهما المشتركة. وقال السفير راضي إن اللقاء شهد محادثات حول مختلف جوانب العلاقات الثنائية وسبل الدفع قدماً بالتعاون بين البلدين، حيث اتفق الرئيسان على «تشكيل لجنة وزارية بين الجانبين للتعامل مع القضايا الثنائية كافة وتجاوز العقبات التي قد تواجهها». كما أكد الرئيسان أهمية مواصلة التنسيق والتشاور المكثف من أجل ترسيخ التعاون خلال الفترة المقبلة والعمل على «إعطاء قوة دفع جديدة للعلاقات» في جوانبها كافة وتحقيق نقلة نوعية تلبي طموحات الشعبين الشقيقين. وشارك السيسي أمس، في الجلسة المغلقة للقادة الأفارقة في مستهل أعمال القمة الإفريقية. وقال الناطق الرئاسي بسام راضي إن الجلسة ناقشت أهم البنود المدرجة على جدول أعمال القمة، وأبرزها جهود الإصلاح المؤسسي للاتحاد الإفريقي. وقال السيسي، في مداخلة حول موضوع الإصلاح المؤسسي، «إن مصر تتفق في كون المؤتمر هو الجهاز الأعلى بالاتحاد الذي يتمتع بسيادة مطلقة من دون تعقيب من الأجهزة الأدنى التي يقتصر دورها على التنفيذ، إلا أن التجربة قد أثبتت أهمية وضرورة أن تمر عملية اتخاذ القرار في الاتحاد بالمستويات المختلفة قبل رفعها إلى القمة أو إلى الاجتماعات الرئاسية غير الرسمية، حتى تخضع لعملية التدقيق والمراجعة اللازمة والواجبة قبل اعتماد رؤساء الدول والحكومات لها، بحيث لا تُواجه مشكلات في التنفيذ في مرحلة لاحقة».