هيمن ملف الإرهاب على نشاط الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، التي يزورها لرئاسة وفد بلاده في فاعليات القمة الأفريقية التي انطلقت أمس، فيما كشف السفير المصري في إثيوبيا أبو بكر حفني، أن القاهرة ستقود ملف تشكيل قوة عسكرية جديدة، تضم دول شمال أفريقيا. وكان السفير المصري استبق انطلاق القمة الأفريقية بالإعلان عن تولّي بلاده قيادة ملف تشكيل «قوة عسكرية» في شمال أفريقيا، ولم يكشف الديبلوماسي المصري أي تفاصيل حول طبيعة القوة العسكرية المزمَع تكوينها، ولا عدد أفرادها أو مقرها أو قيادتها، لكنه أشار في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، إلى أن «هذه القيادة تأتي في إطار الجهود الرامية الى إنشاء قوة عسكرية أفريقية مشتركة للحفاظ على السلم والأمن في أفريقيا». وكشفت الوكالة المصرية أن «مساعد وزير الدفاع المصري اللواء محسن الشاذلي، تولى هذا الملف المهم الذي يمثل لبنة مهمة في تشكيل القوة العسكرية الأفريقية»، وبدا أن القوة المزمع إنشاؤها هدفها الرئيسي مكافحة الإرهاب، لا سيما في ظل تمدّد «داعش» و «القاعدة» في أفريقيا. وتم اختيار مصر، الخميس الماضي، لعضوية «مجلس السلم والأمن» في «الاتحاد الأفريقي» عن إقليم شمال أفريقيا، لمقعد السنوات الثلاث (2016 - 2019)، بعد تأييد 47 دولة لذلك خلال اجتماع المجلس التنفيذي للاتحاد. ودعا السيسي، على هامش رئاسته الوفد المصري في القمة الأفريقية، إلى تعزيز التنسيق بين البلدان الأفريقية في جهود مكافحة الإرهاب والتطرف، كما بحث في لقاءات مع زعماء أفارقة تطوير العلاقات الاقتصادية. وأوضح بيان رئاسي مصري، أن السيسي طالب خلال أعمال الجلسة المغلقة للقمة الأفريقية، ب «بحث سُبل زيادة الموارد المتاحة لتنفيذ البرامج والمشروعات الطموحة التي أقرتها القمم المتعاقبة على نحو مستدام، وضرورة تعزيز مساهمة الدول الأعضاء في تمويل نشاطات الاتحاد الأفريقي، بهدف تغطية كامل الميزانية التشغيلية وزيادة نسب مساهماتها المخصصة لتغطية الميزانية البرامجية وميزانية حفظ السلام». ورأى السيسي أن تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي «يفرض على القارة الأفريقية إيلاء مزيد من الاهتمام بترشيد الإنفاق وضمان الالتزام باتباع نظم محاسبية ورقابية دقيقة، والسعي الى تطوير آليات فعالة لتقييم ما يجري تنفيذه من برامج ومشروعات». وكان الرئيس المصري عقد أمس، لقاءات منفصلة مع كل من رئيسي كينياوالصومال ونائب رئيس بوروندي، بحث خلالها سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والدول الثلاث في مختلف المجالات، وزيادة التنسيق والتشاور حول الملفات الأفريقية المختلفة، مؤكداً مواصلة مصر دعمها التنموي لتلك الدول من خلال برامج الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية ونشاطاتها. وأكد الرئيس المصري التزام مصر دعم استقرار الصومال ووحدته، فضلاً عن مساندة الحكومة الصومالية في تنفيذ رؤية «الصومال 2016» التي تهدف الى استكمال الإطار المؤسسي والدستوري للبلاد، من خلال عقد انتخابات خلال العام الحالي تمهيداً لتشكيل حكومة انتقالية. وكان السيسي عقد أول من أمس، لقاء في مقر إقامته في أديس أبابا مع رئيس جنوب أفريقيا جيكوب زوما، حيث ناقش الجانبان «سبل تعبئة الجهود الإقليمية والدولية الرامية الى مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، فضلاً عن تعزيز التعاون الاقتصادي وزيادة التبادل التجاري بين البلدين»، كما تناول «استعراض الملفات الأفريقية المختلفة والموضوعات التي ستتم مناقشتها خلال القمة الأفريقية، إضافة إلى سُبل تعزيز الجهود المبذولة لتسوية النزاعات القائمة في القارة الأفريقية». وكان الرئيس المصري أكد خلال اللقاء، حرص بلاده على تطوير علاقاتها مع جنوب أفريقيا في مختلف المجالات، لا سيما في ضوء ما يجمع بين البلدين من علاقات تاريخية متميزة. كما أشار إلى أهمية العمل على تعظيم الاستفادة مما تتمتع به الدولتان من إمكانات وقدرات كبيرة بهدف تفعيل أطر التعاون الثنائي في القطاعات المختلفة، بما يحقق المصالح المشتركة ويساهم في الدفع قدماً بقاطرة التنمية في القارة الأفريقية. وأشاد زوما بالخطوات التي اتخذتها مصر خلال فترة وجيزة لاستكمال بنائها الديموقراطي والدستوري، مؤكداً أهمية تكثيف التنسيق والتشاور بين البلدين، والعمل على تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.