فشلت كينيا، أحد أعضاء الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) التي تتوسط لإنهاء النزاع الدامي في جنوب السودان، في جمع الرئيس الجنوبي سلفاكير ميارديت وزعيم المتمردين رياك مشار لتسريع عملية السلام. وأجرى مشار محادثات مع الرئيس الكيني أوهور كينياتا أول من أمس، في نيروبي. وذكرت مصادر مطلعة أن كينياتا سعى إلى جمع سلفاكير ومشار، غير أنه لم يفلح في ذلك، ليغادر بعدها الأخير أمس، إلى جيبوتي. ويُتوقَع أن يجتمع الزعيمان المتخاصمان في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا الأسبوع المقبل للمرة الأولى عقب توقيعهما اتفاق هدنة. وكان مشار صرح خلال لقاء مع الجالية الجنوب سودانية في نيروبي بأن كلام سلفاكير عقب وصوله إلى جوبا من أديس أبابا بأن توقيع اتفاق وقف النار فُرض عليه، كان في غير محله وأثَّر سلباً في تنفيذ اتفاق خريطة الطريق التي طالبت الطرفين بوقف الأعمال العدائية، مشيراً إلى أن السلطات الأثيوبية لم تهدد أياً منهما لتنفيذ الاتفاق أو توقيعه، لكن سلفاكير استخدم هذه المصطلحات كذريعة لعدم الالتزام بوقف النار. وجدد مشار دعوته إلى انسحاب الجيش الأوغندي ومقاتلي الحركات السودانية المتمردة من جنوب السودان، موضحاً أن قوات من سبع جنسيات أجنبية مختلفة تقاتل في بلاده. وزاد أن دخول القوات الأوغندية ومتمردي السودان تمّ بموافقة سلفاكير شخصياً. إلى ذلك، أقر مشار بأنه لا يسيطر تماماً على قواته المتهمة بارتكاب فظائع. وقال مشار في مقابلة مع فرانس برس في نيروبي: «لا يمكنني القول إنني أسيطر عليهم. سأكون أكذب لو قلت ذلك». وأوضح أن «جمع» مناصريه «في قوة من شأنها الاستمرار وضمن بنية قيادية تطلب وقتاً»، مضيفاً: «لدينا أيضاً مقاتلون متطوعون ومدنيون يملكون أسلحتهم الخاصة انضموا إلى المعركة». في سياق آخر، حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، من احتمال اندلاع قتال وأعمال عنف بين الخرطوموجوبا في الفترة المتبقية من العام الجاري. وقال في تقرير قدمه إلى أعضاء مجلس الأمن، إن وجود قوات مسلحة من جنوب السودان وميليشيا سودانية في منطقة أبيي المتنازع عليها بين الدولتين يشكل تهديداً كبيراً للأمن والاستقرار في المنطقة. وأضاف أنه لا يمكن منطقة أبيي أن تبقى من دون أية ترتيبات إدارية مشتركة وترتيبات لحفظ النظام والقانون التي تحتاجها لمواجهة الوضع. وشدد على ضرورة أن تستأنف حكومتا البلدين اجتماعات لجنة المراقبة المشتركة في أبيي، وأن تتفقا على وجه السرعة مع القبائل بشأن آلية لمراقبة الأسلحة الصغيرة لجعل المنطقة خالية من الأسلحة.