إسلام آباد – أ ف ب، يو بي آي، رويترز – توقع مسؤولون باكستانيون أمس، أن تحصل بلادهم على 300 مليون دولار من الولاياتالمتحدة كتعويضات عن التكاليف التي تكبدتها في حربها ضد المتشددين، في وقت يطرح مشرعون أميركيون تساؤلات في شأن مدى جدية باكستان في محاربة المتشددين بعد العثور على زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن مختبئاً في بلدة آبوت آباد القريبة من إسلام آباد. ويشكل المبلغ جزءاً من «صندوق دعم التحالف»، وهو برنامج أميركي يهدف الى تعويض الدول التي تكبدت خسائر بسبب دعمها مكافحة الإرهاب وشن عمليات ضد المتشددين. وعوضت الولاياتالمتحدة عبر هذا الصندوق باكستان بمبلغ 7.4 بليون دولار منذ عام 2001، مع العلم أن أموال الصندوق لا تدرج ضمن المساعدات الأميركية، والتي دعا بعض المشرعين الأميركيين إلى تعليقها، في مقابل تشديد الإدارة الأميركية على أهمية استمرار التعاون مع حليفتها باكستان لمحاربة التشدد وإرساء الاستقرار في أفغانستان المجاورة. كما يشتكي هؤلاء المشرعون منذ وقت طويل من عدم وجود قدرٍ كافٍ من المحاسبة للأموال التي تحصل عليها باكستان عبر «صندوق دعم التحالف». وأعلنت لجنة تدقيق أميركية عام 2008 عدم وجود وثائق كافية للتحقق من صحة التكاليف التي تشملها التعويضات. وتواجه باكستان أزمة مالية، وتتفاوض حالياً مع صندوق النقد الدولي لتنفيذ إصلاحات في الموازنة تمهيداً لإفراج البنك عن الدفعة التالية من قرض بقيمة 11.3 بليون دولار. في غضون ذلك، تظاهر حوالى 300 من أنصار المعارضة الباكستانية ضد الحكومة والولاياتالمتحدة في بلدة آبوت آباد، حيث قتل بن لادن في الثاني من الشهر الجاري، وحمل المتظاهرون صور زعيم المعارضة نواز شريف الذي طالب أول من أمس بإجراء تحقيق مستقل حول وجود زعيم «القاعدة» ومقتله داخل باكستان. وهتفوا: «لتخرج أميركا!» و «ليسقط الرئيس الأميركي باراك أوباما» و «ليسقط الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري». وشهدت منطقة تهسيل دادا خل بإقليم شمال وزيرستان القبلي (شمال غرب) مقتل 8 أشخاص على الأقل في غارة جوية نفذتها طائرة استطلاع أميركية أطلقت صاروخين على سيارة، ما دمرها بالكامل. واعتبرت هذه الغارة الثالثة لطائرات استطلاع أميركية على منطقة القبائل الباكستانية منذ مقتل زعيم «القاعدة». وأمس، وصل رئيس الوزراء الهندي منموهان سينغ إلى أفغانستان لمناقشة الأثر الإقليمي لمقتل أسامة بن لادن ومشاريع المساعدة المستقبلية مع الرئيس الأفغاني حميد كرزاي. ولم يزر سينغ أفغانستان منذ آب (أغسطس) 2005، مع العلم أن بلاده قدمت 1,3 بليون دولار في برامج مساعدة وإعادة إعمار مختلفة منذ نهاية عام 2001، ما جعلها أول دولة مانحة في المنطقة. وترتاب باكستان المجاورة من التقارب بين أفغانستان والهند، منافستها الكبرى، ويرى محللون كثيرون أن الهند وباكستان اللتين خاضتا ثلاث حروب منذ استقلالهما في 1947، تخوضان صراع نفوذ في أفغانستان.