حذر الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف الثلاثاء الولاياتالمتحدة من ابتعاد باكستان عنها بعد مقتل بن لادن مؤكدا ان واشنطن قد تخسر هكذا الحرب على التطرف. ديمتري ميدفيديف وآصف زرداري خلال لقائهما الخميس في موسكو (إي بي ايه) وقال لتلفزة IBC الأميركية ان «العلاقات بين باكستانوالولاياتالمتحدة يجب ان تكون جيدة. اذا كان هناك حذر وكل طرف يشد باتجاه مختلف فسوف نخسر المعركة ضد الارهاب، إذا أردتم ان تبتعدوا عن باكستان فسوف تخسرون، باكستان ستخسر أيضا بدون شك والعالم سوف يخسر». ونفى مشرف الذي تخلى عن السلطة في العام 2008، وجود اتفاق سري يعود الى عشرة اعوام ويسمح للولايات المتحدة القيام وحدها بعمل عسكري في باكستان كما جرى خلال عملية الكوماندوس التي ادت الى مقتل أسامة بن لادن. لقي 5 مسلحين حتفهم في هجوم لطائرة أمريكية بدون طيار شمال غرب باكستان الخميس. حيث أطلقت صاروخين على سيارة على بعد 40 كيلو مترا غرب مدينة ميرانشاه على طول الحدود الأفغانية. ومع ذلك، أقر مشرف الذي يعيش في لندن، بامكانية ان تكون هناك «عناصر» من المخابرات الباكستانية قد ساعدت اسامة بن لادن على البقاء بشكل سري طيلة اعوام في باكستان. ووصف عملية أبوت أباد بأنها «انتهاك لسيادتنا» وتعبر عن نقص في الثقة من واشنطن تجاه اسلام اباد. وفي وقت يطرح فيه مشرعون أميركيون تساؤلات بشأن المساعدات المقدمة لباكستان التي اختبأ فيها بن لادن، صرح مسؤولون باكستانيون، الخميس، أنه يرجح أن تحصل بلادهم على 300 مليون دولار من الولاياتالمتحدة كتعويضات عن التكاليف التي تكبدتها في حربها ضد التطرف. وهذا المبلغ جزء مما يعرف باسم صندوق دعم التحالف وهو برنامج أميركي لتعويض الدول التي لحقت بها خسائر نظير دعمها لمكافحة الارهاب وعمليات مكافحة التطرف. وفي قصر الكرملين بموسكو، التقى الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ، الخميس ، الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف لتوقيع اتفاقيات تعاون في مجال الزراعة والطيران والطاقة. ولا ينظر الى روسيا في العادة على انها حليفة لاسلام اباد، لأسباب من بينها العلاقات الوثيقة بين روسيا والهند، العدو التقليدي لباكستان. كما لا يزال التوتر يسود العلاقات بين البلدين بسبب الدعم الذي قدمته باكستان إلى المجاهدين الأفغان خلال الثمانينيات. الا ان باكستان تحرص على تعزيز علاقاتها مع قوى عالمية مثل روسيا وسط الجدل الدائر بشأن العلاقات الباكستانية الأميركية والمشاكل الاقتصادية الداخلية في باكستان. وقال الكرملين ان الرجلين متفقان على توسيع العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين ومكافحة الارهاب. ونقلت رويترز عن مسؤول مالي باكستاني طلب عدم ذكر اسمه «يتعين أن تحصل باكستان على 300 مليون دولار قريبا». وكانت الولاياتالمتحدة قد عوضت باكستان بمبلغ 4ر7 مليار دولار بموجب صندوق دعم التحالف منذ عام 2001 عندما انضمت الى حملة تقودها واشنطن ضد التطرف. ولا تدرج الأموال التي تسلم عبر صندوق دعم التحالف رسميا في اطار المساعدات الامريكية. ويشكك بعض المشرعين الامريكيين في مدى جدية باكستان في محاربة القاعدة وحركة طالبان. ودعا بعض المشرعين الامريكيين الى تعليق المساعدات لاسلام اباد لكن الادارة الامريكية أكدت أهمية استمرار التعاون مع حليفتها باكستان من أجل محاربة التشدد واحلال الاستقرار في دولة أفغانستان المجاورة. ورفضت باكستان اتهامات بأنها عجزت عن تعقب بن لادن المسؤول عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر على الولاياتالمتحدة كما نفت تواطؤها في اخفائه ببلدة أبوت اباد الواقعة على بعد 50 كيلومترا شمالي اسلام اباد. ولقي 5 مسلحين حتفهم في هجوم لطائرة أمريكية بدون طيار شمال غرب باكستان الخميس، بحسب مسؤول في الاستخبارات الباكستانية. وأطلقت الطائرة بدون طيار صاروخين على سيارة على بعد 40 كيلو مترا غرب مدينة ميرانشاه الرئيسية بمنطقة وزيرستان الشمالية على طول الحدود الأفغانية. وقال المصدر إن القتلى أعضاء في شبكة حقاني وهي جماعة تضم أفرادا من حركة طالبان الأفغانية ويشتبه في أنها تشن هجمات على قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) على طول الحدود من قواعدها في باكستان. وفي ظل معارضة باكستان كثفت أمريكا من هجماتها الجوية على المنطقة. يشار إلى أن باكستان تنتقد هذه الهجمات بصورة علنية وتقول انها تعزز الشعور المعادي للغرب ولكن يعتقد أن وكالاتها الاستخباراتية تتعاون مع أمريكا من أجل تحديد الأهداف. ويشكو مشرعون أمريكيون منذ وقت طويل من عدم وجود قدر كاف من المحاسبة للاموال التي تحصل عليها باكستان من خلال صندوق دعم التحالف. وقال محاسبون أمريكيون في عام 2008 انه لا يوجد دائما ما يكفي من الوثائق للتحقق من أن التكاليف التي تشملها التعويضات صحيحة. ومن المقرر ان تصل التعويضات الامريكية الى باكستان التي تواجه أزمة نقدية بينما تتفاوض اسلام اباد مع صندوق النقد الدولي حتى يفرج عن الدفعة التالية من قرض بقيمة 3ر11 مليار دولار. وبدأ مسؤولون من باكستان وصندوق النقد الدولي محادثات الاربعاء وانتقلت الاجتماعات الى دبي بعد مقتل بن لادن وتهدف الى الاتفاق على ما يكفي من الاصلاحات في الميزانية المقبلة لاستئناف قرض انقاذ من الصندوق.