واشنطن، إسلام آباد، كابول، موسكو – «الحياة»، أ ف ب، رويترز - أكد رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني أمس، ان العملية الأخيرة التي شنتها قوات كوماندوس أميركية داخل بلاده لقتل زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن كرست انهيار التعاون الإستخباراتي مع الولاياتالمتحدة، معتبراً أن مواصلة حكومته العمل مع واشنطن يهدد استمرارها، إلاّ إذا اتخذت الإدارة الأميركية «خطوات جذرية» لاستعادة ثقة الباكستانيين. وربما يشكل إعلان مسؤولين في إسلام آباد أن بلادهم ستحصل «قريباً» على 300 مليون دولار من الولاياتالمتحدة تعويضات عن إجراءاتها المتخذة في مكافحة الإرهاب، خطوة في اتجاه استعادة واشنطن ثقة الباكستانيين، وتأكيد تمسكها بتعاونها مع حليفتها باكستان لمحاربة التشدد وإرساء الاستقرار في أفغانستان المجاورة. لكن استمرار الغارات التي تشنها طائرات أميركية بلا طيار على منطقة القبائل الباكستانية، والتي أسفر آخرها أمس عن مقتل 8 «متمردين» في إقليم شمال وزيرستان، لا يدعم هذا التوجه الذي قد لا يفيد الولاياتالمتحدة القلقة من هجمات انتقامية ل «القاعدة». وقال جيلاني لمجلة «تايم» الأميركية: «يحاسب حكومتي ناخبون يزداد عداؤهم للولايات المتحدة، ما يجعل الرأي العام ضدي». وحذر من أن تدهور العلاقات بين واشنطن وإسلام آباد قد يهدد معركة باكستان ضد الإرهاب في الداخل، «لأن نقص الثقة يولد مشاكل في تبادل المعلومات، وهو بالتأكيد ليس من جانبنا، ونستغرب لماذا تحرك الأميركيون بمفردهم لقتل بن لادن». وتابع: «إذا كنا نخوض حرباً مشتركة يجب أن نعمل معاً»، مشيراً إلى أن باكستانوالولاياتالمتحدة تختلفان في الرأي حول كيفية محاربة الإرهاب، ووضع استراتيجية للخروج من أفغانستان. وبرز وسط العلاقات المتوترة بين باكستانوالولاياتالمتحدة، تقارب باكستاني – صيني تمثل في افتتاح مفاعل نووي لتوليد الطاقة، دشِن بالتعاون مع بكين في إقليم البنجاب، لكن جيلاني حرص على تأكيد أن هذا التقارب لا يهدف الى تعويض تراجع الدعم الأميركي لبلاده. الى ذلك، بحث الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري في موسكو مسألة مكافحة الإرهاب مع نظيره الروسي ديمتري مدفيديف الذي شدد على مواجهة البلدين تهديد «الإرهاب الدولي» ذاته، من دون أن يتطرق الى مقتل زعيم «القاعدة» في أبوت آباد. واعتبر أن آفاق تطور العلاقات الروسية - الباكستانية «ليست سيئة على الإطلاق». في المقابل، زار رئيس الوزراء الهندي منموهان سينغ افغانستان أمس، للمرة الأولى منذ عام 2005، وناقش مع الرئيس حميد كرزاي الأثر الإقليمي لمقتل بن لادن ومشاريع المساعدة المستقبلية. وقدمت الهند 1.3 بليون دولار في برامج مساعدة وإعادة إعمار منذ نهاية عام 2001، ما جعلها أول الدول المانحة لأفغانستان. لكن باكستان ترتاب من التقارب بين البلدين في ظل خوضها صراع نفوذ مع الهند في أفغانستان. ومع تزايد القلق الأميركي من شن «القاعدة» هجوماً داخلياً للانتقام من قتل بن لادن، أعلن وزير الدفاع روبرت غيتس ان الدعاية الإعلامية لعناصر الكوماندوس الذين نفذوا العملية تشكل خطراً على سلامتهم. وأوضح أن أفراد المجموعة السرية «قلقون على سلامتهم وسلامة عائلاتهم»، مطالباً باستمرار الجهود المبذولة لحماية هوياتهم، وتعزيز التدابير الخاصة بأمنهم. وفي نيروبي، أعلن مسؤول في الشرطة الكينية تعزيز إجراءات الأمن المحيطة بعائلة الرئيس باراك أوباما في كينيا للحيلولة دون أي رد محتمل على مقتل بن لادن. وقال فرانسيس موتي رئيس الإدارة المحلية في منطقة نيانزا غرب كينيا، حيث تقيم عائلة أوباما والتي تضم سارة أوباما (89 سنة) الزوجة الثالثة لجد باراك أوباما: «سيخضع جميع زائري منزل عائلة أوباما الى تدقيق بهوياتهم وتفتيش أمني».