شهدت ولايات السودان أمس، هدوءاً حذراً غداة تظاهرات شملت مدناً عدة احتجاجاً على رفع سعر الخبز وتدهور الأوضاع الاقتصادية، خلفت قتيلاً وجرحى في ولاية غرب دارفور. ورفعت الخرطوم درجة استعداد قوات الشرطة والأمن تحسباً لأي احتجاجات جديدة، بينما أقرّ البرلمان فرض حال الطوارئ في ولايتي شمال كردفان وكسلا. وشهدت مدن نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور والجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور والدمازين عاصمة ولاية النيل الأزرق وسنار عاصمة ولاية سنار ومدني عاصمة ولاية الجزيرة ومدن أخرى، أول من أمس، احتجاجات على رفع سعر الخبز وارتفاع أسعار غالبية السلع بعد خفض قيمة صرف الجنيه في مقابل العملات الأجنبية. وأعلن حاكم ولاية غرب دارفور، فضل المولى الهجا، مقتل طالب وإصابة أربعة آخرين خلال احتجاجات اندلعت في مدينة الجنينة مساء الأحد. وقال الهجا إن الزبير أحمد السكيران، وهو طالب في المرحلة الثانوية، قُتل برصاص مجهول، متهماً مجموعات لم يسمها بالوقوف وراء تحرك الطلاب ل «إثارة القلاقل»، ونفى استخدام الشرطة الرصاص الحي لتفريق المحتجين، غير أنه أقر باستخدام الغاز المسيل للدموع. وكشف عن تشكيل لجنة للتحقيق في هذه الأحداث. وفي ولاية سنار، قال رئيس حزب المؤتمر السوداني المعارض الماحي محمد سليمان إن السلطات أطلقت 30 شخصاً بكفالة بعدما اعتقلتهم بسبب مشاركتهم في تظاهرة مناهضة لارتفاع الأسعار، موضحاً أن النيابة ستقدم الموقوفين إلى المحاكمة بتهمة الشغب والإزعاج التي تصل عقوبتها إلى السجن 6 أشهر. وتوعدت السلطات المشاركين في التظاهرات، فقال وزير الدولة للداخلية، بابكر أحمد دقنة إن «الداخلية لن تتوانى في قمع أي تظاهرات تخريبية». وأعلن دقنة سماح وزارته بالتظاهرات السلمية ضد غلاء المعيشة، قائلاً: «لكن سنقمع في الوقت ذاته أي محاولات تخريب». وأضاف أن «التظاهر السلمي مسموح به شرط الحصول على تصريح مسبق من السلطات بالتجمهر». إلى ذلك، أقرّ البرلمان أمس، مراسيم جمهورية بإعلان حال الطوارئ في ولايتي شمال كردفان وكسلا، وأكد وزير الدولة لرئاسة الجمهورية الرشيد هارون أن مهددات الاقتصاد كفيلة بفرض الطوارئ، مشيراً إلى عمليات تهريب الذهب ومواد تموينية إلى دول مجاورة. وأضاف أن ولاية شمال كردفان رُصد فيها أكثر من 10 آلاف قطعة سلاح ثقيل، إلى جانب أنها معبر إلى دول أخرى وكشف عن رصد 1600 سيارة مهرّبة فضلاً عن الأحداث القبلية التي شهدتها الولاية ووجود متفلتين. وأكد تسليم 500 فرد أنفسهم واعتقال 79 آخرين. إلى ذلك، اتهم رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، رئيس أركان الجيش السابق الجنرال بول مالونق الذي سُمح له بمغادرة البلاد لتلقي العلاج، بأنه يعبئ قواته لشن حرب على البلاد. واستشهد سلفاكير بتسجيل لمالونق يتحدث فيه مع جنود وضباط في الجيش ويحضهم على التمرد ومهاجمة المدن في بحر الغزال. وأضاف الرئيس في اجتماع مع أعيان مجلس قبيلة الدينكا التي يتحدر منها: «لا أحد يعرف مالونق أكثر مني. كانت الطريقة التي تحدث بها معي في يرول على الهاتف والطريقة التي تحدث بها عند عودته من يرول دليلاً واضحاً على سبب فراره. الآن استمعوا إلى هذا الفيديو وقولوا لي ما يجب القيام به إذا كنتم في مكاني». وقام زعيم جنوب السودان بتشغيل شريط مسجل بصوت مالونق يطالب فيه الأخير الضباط في الجيش ببدء القتال في واو وأويل.