شهدت مدينة واو ثانية كبريات مدن جنوب السودان أمس، إطلاق نار عشوائي من قبل الجيش والميليشيات الموالية له، وسط أحياء «أويل جديد»، «نازريت»، «كوستي» و «بقاري»، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات. وقال شهود من حي نازريت إن مسلحين بعضهم يرتدي زياً عسكرياً إلى جانب آخرين بلباس مدني أطلقوا النار عشوائياً على المدنيين متسببين بمقتل 10 أشخاص على الأقل وإصابة آخرين، بينما سقط قتلى وجرحى لم يتم حصرهم في حي كوستي. وأكد المواطن دانيال كوتي أن المسلحين الذين اطلقوا النيران على الأبرياء يتحدثون لغة قبيلة الدينكا التي يتحدر منها رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، مبيناً أن إطلاق النار بدأ منذ ساعات الصباح، موضحاً أن الآلاف فروا من غالبية أحياء واو إلى الكنيسة ومقر بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام. وذكر مواطنون أن عدداً من أفراد الجيش اقتحموا منازلهم بالقوة وهددوهم ونهبوا ممتلكاتهم تحت تهديد السلاح وأكد بعضهم أن العملية منظمة. وقال الناطق باسم الجيش في المنطقة سانتو دوميج، إن «الأحداث في مدينة وقعت بعدما خرجت فرق إدارة عن القيادة العسكرية في واو بغرض إمداد القوات في مناطق برنجي وبقاري وأثناء عودتهم تعرضوا إلى كمين مسلح من قبل مجرمين تسبب بمقتل جندي وأصاب 3 آخرين وعقب وصول الفريق الإداري إلى مدينة واو أمس، تمرد 4 من أفراد قوات السجون في سجن واو وقتلوا 2 من زملائهم قبل أن يهربوا إلى اتجاه غير معلوم. والآن إدارة السجن تحقق في الحادث». وتجدد القتال أمس، بين الجيش والمعارضة المسلحة بزعامة رياك مشار بعد إعلان الأخيرة استعادة السيطرة كاملةً على بلدة باجاري الواقعة على بُعد 12 ميلاً جنوب غرب مدينة واو في ولاية غرب بحر الغزال. وقال شهود ومشرّعون في المنطقة إن القوات الموالية للحكومة شنت بغطاء جوي وبالتعاون مع ميليشيات قبلية هجوماً مفاجئاً على موقع المتمردين، وأجبرتهم على سحب قواتهم بعد قتال عنيف أول من أمس، لكن المتمردين عادوا أمس، واستولوا مجدداً على البلدة ما أوقع عشرات الضحايا من الطرفين. من جهة أخرى، اتفقت حكومة ولاية غرب كردفان السودانية المتاخمة لجنوب السودان، ومفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة على إنشاء مخيمين لإيواء أكثر من 100 ألف لاجئ فروا من جنوب السودان نحو الولايات الحدودية السودانية. وأوضح حاكم ولاية غرب كردفان أبو القاسم بركة في تصريحات أمس، أن المخيمين سيمكنان اللاجئين من تلقي خدمات مكتملة، مشيراً إلى أن آلاف اللاجئين من جنوب السودان ينتشرون في مناطق الفولة وخرصان والميرم والنهود وأن تجميعهم يحقق عملية تلبية الاحتياجات الإنسانية. وقالت مفوضية شؤون اللاجئين إن 365 ألف لاجئ فروا من جنوب السودان إلى السودان منذ وقوع الحرب الأهلية في جنوب السودان في كانون الأول (ديسمبر) بينهم 60 ألف لاجئ جديد وصلوا منذ بدء العام الحالي. على صعيد آخر، قُتل 3 أشخاص وأصيب العشرات بجروح وحالات إغماء، في ولاية غرب دارفور، إثر إطلاق القوات الحكومية النار، والغاز المسيل للدموع، لتفريق متظاهرين من نازحي أحد المخيمات، خرجوا احتجاجاً على قرار مسؤول محلي بإزالة سوق وترحيله الى شرق مدينة الجنينة، عاصمة الولاية. وأفاد شاهد عيان من الجنينة أن الحادثة وقعت في مخيم كريندنق للنازحين عندما أرادت القوات الحكومية إزالة سوق «رقو رقو» تنفيذاً لأمر أصدره محافظ محلية الجنينة. وقال: «أثناء عملية الإزالة شب حريق في محل تجاري مصنوع من مواد محلية، وتظاهر النازحون بوجه القوة الأمنية، فسارعت الأخيرة إلى إطلاق النار وقتل امرأة وجرح عشرات، بينما وصل إلى المستشفى جثمانان آخران».