يستعد مسؤولون أمنيون في ألمانيا لوصول أكثر من مئة رضيع وطفل هم أبناء مواطنين غادروا البلاد للقتال في صفوف تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في العراق وسورية، وسط مخاوف من غرس بذور التطرف في عقول الأطفال. ويُعتقد أن حوالى ألف شخص تركوا ألمانيا للانضمام لمتشددي التنظيم. ومع تقهقر «داعش» في الشرق الأوسط، يعود بعضهم مع أفراد أسرهم في ما تحاول السلطات الألمانية تأمين إطلاق سراح أطفال جرى اعتقال آبائهم وأمهاتهم. وفي وثيقة موجهة لنائب برلماني اليوم (الإثنين)، قالت وكيلة وزارة الخارجية الألمانية ايميلي هابر إن من «الصعب تحديد عدد الأطفال المتوقع وصولهم نظراً لعدم معرفة عدد الذين ولدوا أثناء وجود الأهل في سورية أو العراق». لكن هابر أضافت في ردها على طلب إحاطة برلماني رسمي قدمته النائبة عن «حزب الخضر» ايرين ميهاليتش أن «مسؤولي الأمن لديهم معلومات تشير إلى أن من المتوقع وصول عدد يقارب المئة من القصر غالبيتهم من الرضع والأطفال الصغار». وثارت المخاوف من غرس بذور التطرف بين الأطفال والقصر، بعد أن نفذ ثلاثة قصر هجمات في ألمانيا في 2016 من أصل خمسة هجمات في ذلك العام، إذ تم اعتقال صبي في الثانية عشرة من عمره بعد أن حاول تنفيذ تفجير في سوق لعيد الميلاد في لودفيغسهافن. وتقول الحكومة الألمانية أن لديها أدلة على أن أكثر من 960 شخصاً غادروا ألمانيا إلى سورية والعراق حتى تشرين الثاني (نوفمبر) 2017 للقتال في صفوف تنظيم «داعش»، ويعتقد أن ثلثهم عادوا إلى البلاد في ما قتل على الأرجح 150 منهم في المعارك هناك. وقالت هابر إن وزارة الخارجية الألمانية تقدم خدمات قنصلية لمواطنين ألمان وأبنائهم ممن اعتقلوا أو سجنوا في العراق وتسعى إلى إعادة أطفال محبوسين حالياً مع ذويهم في العراق. وأضافت: «لا يمكن تحديد جدول زمني لعودة هؤلاء الأطفال لأن الأمر يعتمد في شكل كبير على تعاون السلطات العراقية».