كشفت رئيسة المرشدات السعوديات «الكشافة النسائية» في المملكة، مها فتيحي، عن بدء التنسيق لتنفيذ أول دورة تدريبية للمعلومات الأساسية عن قيادة المرشدات في المنطقة الشرقية (بنات) ابتداء من أكتوبر المقبل، مؤكدة أن برامج الكشافة للمرشدات ستعمم ببرامجها التدريبية والتأهيلية كافة في جميع مناطق المملكة. وأشارت فتيحي على هامش ملتقى إبداع في نسخته الثامنة، تحت عنوان (العمل التطوعي، فطرة إنسانية، ونظرة حضارية) الذي أقيم مساء أول من أمس في الخبر، بحضور حرم أمير المنطقة الشرقية الأميرة جواهر بنت نايف بن عبد العزيز آل سعود، ووزيرة التنمية الاجتماعية البحرينية فاطمة البلوشي، أن «برامج الكشافة بدأت في المنطقة الغربية قبل عام، والآن انتقل النشاط إلى الرياض، وحائل، والمنطقة الشرقية، وستطبق التجربة نفسها، بتنوع الأنشطة، وتطويرها، اذ يوجد حالياً على مستوى المملكة 250 قائدة و500 مرشدة من مدارس في جدةوالرياض، وتم التنسيق مع ستة مدارس في المنطقة الشرقية، ونتوقع أن يرتفع العدد من خلال التعريف بالنشاط أكثر». وقالت: «يوجد في جدة 47 قائدة، كل واحدة مسؤولة عن 12 إلى 18 زهرة، ونتوقع أن يصل العدد في الشرقية إلى 35 مرشدة، وسيتضمن الأمر المراحل الدراسية كافة دون استثناء»، وعن المعوقات أشارت إلى «المعوق الفكري لعدم التعرف على النشاط الكشفي وأهميته، علماً أن النشاط قائم من 103 أعوام ونحن التحقنا بالأعوام الأخيرة؛ فالحركة الكشفية لا تمت بصلة بالتخريب أو الغلو أو التطرف، لان الكشافة هدفها خدمة الآخرين وتعزيز الانتماء الوطني والولاء، فخلال تلك الأعوام لم يخرج في العالم كله من النشاط الكشفي أي نشاط تخريبي». واستعرضت فتيحي، إحصاءات عن استبيان اجري في مدينة جدة، العام الماضي على 850 سيدة كشف «أن 90 في المئة أكدن ان تدريس منهج التربية الوطنية ليس له اثر واضح، و10 في المئة أشرن بجواب: نعم له تأثير، وهل إذا كانت خدمة المجتمع واضحة في المجتمع السعودي أم لا، تبين أن الإجابة كالإجابة السابقة، فيما كانت نسبة أن العمل التطوعي يعتبر أساساً في المواطنة، ضئيلة جداً، اذ كانت نسبة من أجبن بنعم 86 في المئة، فيما كانت نسبة من وجدن أن العمل التطوعي لا أساس له بالمواطنة 14 في المئة». وأضافت «نسبة من يؤيدن أن خدمة المجتمع مطلب أساس للتخرج من الثانوية بلغت 77 في المئة، ومن أجبن بلا بلغ 23 في المئة، وأما نسبة من وجدن أن مناهج التربية الإسلامية تقوم على تأصيل مفهوم خدمة المجتمع فبلغت 82 في المئة، فيما اشار 18 في المئة إلى أنها لا تقوم على ذلك، وأما من استحوذ رأيهن على نسبة 86 في المئة وجدن أن هناك علاقة بين الشعور بالانتماء ومزاولة العمل التطوعي، فيما كانت النسبة المتبقية 14 في المئة وجدن انه لا علاقة بين الجانبين». وقالت منتقدة المناهج التعليمية: «الفوارق غير عادية والنسب تظهر ذلك، ما يعني أننا بحاجة إلى تعزيز الانتماء الوطني من خلال الحركات الكشفية، التي تعرف مبادئها في العالم اجمع، فالمؤشرات تأخذنا إلى أننا لا بد من تعزيز مبادئ التربية الوطنية، من خلال الأنشطة، والمسألة ليست شعارات وإنما ممارسات تطبيقية، على ارض الواقع وفي الميدان»، وأما من حيث تأثير الحركات الكشفية على تجفيف الفكر الإرهابي المتطرف وإلحاق الناشئة بركب خدمة المجتمع، أوضحت «الإرهاب ينتج من الإرهاب الفكري الذي ينتج من الفوقية، ومن هنا ندرك تماماً مدى تأثير مفهوم المواطنة على الأجيال». وأشارت إلى أن «حاجتنا الماسة لممارسة المواطنة، وترسيخ مفهوم خدمة المجتمع من خلال أداة تربوية وطنية تنموية ينتج منها الولاء والانتماء، وليس أفضل من نشاط المرشدات الكشفي»، مضيفة «يقوم النشاط الكشفي على تدريب المرشدة على الخروج من نطاق العمل من أجل الذات إلى العمل من أجل مجتمع صغير يحب كل منهم فيه الآخر، ولا تجد غضاضة أو صعوبة في التحرر من الأنانية الفردية من أجل الصالح العام لهذه الجماعة، والمثل الأوضح في تحقيق البرامج الكشفية ما تقوم به فرقة مرشدات مدرسة ما مثلاً، حيث الفرقة المكونة من 32 مرشدة تقود العمل التطوعي في المدرسة وتضع البرامج التي يمكن للطالبات الأخريات وغير الراغبات في الانضمام الكلي لنشاط المرشدات باختيار ساعات للتطوع، والتي تعد مطلباً أساساً للتخرج سواء من المدرسة أو المعهد أو الكلية أو الجامعة، بحيث لا تقل عن 60 ساعة مقسمة على سنتين، أو 3 سنوات، وبهذا تقوم المرشدات بوضع البرامج وتحديد وسائل التسجيل، وآليات وإجراءات التنفيذ، والربط بمؤسسات المجتمع المختلفة، وتشكيل فرق العمل». وخلال الملتقى أشارت مريم الزهراني من جامعة الدمام، أن العمل التطوعي في الجامعة ابرز معوقاته، بحسب استبيان على 180 طالبة من كلية الطب «ازدحام الجدول الدراسي، كسبب رئيس لغياب مشاركة الطالبات في مجالات العمل التطوعي، علماً أن نسبة المشاركة فيه العام الماضي 10 في المئة، وأما العام الجاري فارتفعت إلى 27 في المئة»، ونوهت رئيسة ملتقيات إبداع نورة الشعبان إلى «نشر ثقافة العمل التطوعي الذي يعد واجباً إنسانياً لمن ارتقى شعوره إلى الإحساس بمعاناة الآخرين، ورعاية مصالح المحتاجين من خلال توعيتهم وتدريبهم».