كشفت رئيسة جمعية مرشدات المملكة حرم وزير العمل مها فتيحي عن قرب تشكيل مجلس أعلى تندرج تحته جمعية الكشافة السعودية (بنين) وجمعية مرشدات المملكة (بنات). وأضافت في حوار مع «الحياة» أن عدد الملتحقات بالجمعية وصل إلى 124 زهرة ومرشدة وقائدة، مؤكدة استبعاد 4 نساء من التدريب لعدم التزامهن. وذكرت أن الجمعية تنسّق مع جميع الجهات الحكومية لتنفيذ برامج اجتماعية من أبرزها الإسعافات الأولية، وخدمة كبار السن ومرضى الفشل الكلوي والسرطان، ومساعدة الأيتام، والتشجيع على القراءة، ومساعدة المستوصفات في التخلّص من الأدوية الفاسدة والمنتهية الصلاحية. واعتبرت فتيحي أن دعم وزير التربية والتعليم ذلل كل الصعوبات، مشددة على أن من انتقدوا عمل الجمعية لا يعرفون شيئاً عما تقدمه. وأشارت إلى أن التسجيل في الجمعية اختياري، لافتة إلى أن المدرسة الراغبة في الاشتراك ترسل إلى جمعية المرشدات خطاباً، لتتولى الجمعية تدريب القائدات لديها وتشكيل الفرق وإعطائهن المنهج كاملاً. وفي ما يأتي نص الحوار: بدأتم هذا العام بشكل جدي في تشكيل الجمعية في الوقت الذي يحتفل فيه العالم بمرور 100 عام على انطلاق أول جمعية للمرشدات، حدثينا عن مشوار الإعداد؟ - رفعت خطاباً إلى رئيس جمعية الكشافة وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله العام الماضي، طلبت فيه إيجاد مرشدات أسوة بالكشافة الرجال، بهدف إعداد نساء قادرات على خدمة مجتمعهن وتربية أبنائهن بوعي والتزام ومسؤولية، لأن مفهوم الخدمة في المجتمع غير واضح للأسف الشديد، ولأننا في حاجة إلى تربية وطنية مبنية على أسس وأنشطة تخدم الوطن والمجتمع، فصدرت الموافقة على ذلك. هل كانت لديك معلومات سابقة عن هذا المجال الكشفي؟ - التحقت بالكشافة في مدارس دار الحنان منذ كان عمري 7 أعوام، وبقيت أعمل في النشاط الكشفي داخل المدرسة إلى أن تخرجت من الدار، وكنت من ضمن وفد المملكة الذي شارك في المخيم الكشفي السابع للمرشدات في المغرب عام 1978، وتكوّن الوفد آنذاك من 16 امرأة منهن 4 قائدات والبقية مرشدات برعاية حرم الملك فيصل بن عبدالعزيز طيب الله ثراه الأميرة عفت الثنيان. وبعد تخرجي من الجامعة اشتركت في إنشاء لجنة باسم خريجات دار الحنان وانتخبت رئيسة لهن، ووجدت أن 16 من أصل 18 عضوة في اللجنة كن يعملن مرشدات في المدرسة فقلت في نفسي إن هذا النشاط كان له أثر كبير في قلوبنا لعلاقته بخدمة الوطن والمجتمع وإعداد المواطنة الصالحة، وقررت إحياءه بطريقة أخرى وتعميمه على مستوى المملكة لا أن يقتصر على مدارس دار الحنان فقط، وخاطبت الأمير فيصل الذي وجدت منه التجاوب الكبير في هذا الشأن. ومتى أطلقتِ النواة الأولى للمرشدات؟ - تم إطلاق النواة الأولى من الزهرات والمرشدات والقائدات في جمادى الثانية العام الحالي برعاية الأميرة عادلة والأمير فيصل الذي أطلق كلمة البدء في المنتدى وهي مسجلة لدينا. كانت لكم تجربة في أعمال الحج هذا العام، وأسهمتم في إرشاد كثير من التائهين وإعادتهم إلى أهلهم، هل تخططون لبرامج اجتماعية أخرى؟ - يجري التنسيق مع جميع الجهات الحكومية الآن لتنفيذ برامج اجتماعية كثيرة، من أبرزها الإسعافات الأولية، وخدمة كبار السن، ومرضى الفشل الكلوي، ومرضى السرطان، ومساعدة الأيتام، والنظافة والبيئة والتشغيل، وإعداد المكتبات، والتشجيع على القراءة، ومساعدة المستوصفات في التخلّص من الأدوية الفاسدة والمنتهية الصلاحية. كم عدد الملتحقات بجمعية مرشدات المملكة؟ - عددنا الآن 124 بين زهرة ومرشدة وقائدة، 80 منهن زهرة ومرشدة، والشهر الماضي دربنا 52 قائدة واستبعدنا 4 من التدريب لعدم التزامهن. على ماذا يعتمد عملكم بالضبط؟ - على المجموعات الصغيرة والشارات، والتي تعني أن هناك كثيراً من الهوايات، فالفتاة التي تتقن 75 في المئة من الهواية بمنهج موضوع أمنحها شارة هاوية لأنها استمرت على هذه الهواية وأدت 75 في المئة منها في الفترة التي كانت فيها أثناء العام الدراسي. كم عدد الهوايات لديكم؟ - 65 هواية وشاراتها ومناهجها موجودة، والأمر يعتمد على الأنشطة الحركية، وبرنامج المرشدات يسمى باللعبة الكبيرة لأن الدراسة النظرية فيه لا تمثل أكثر من 10 في المئة فقط والبقية تدريبات عملية. ما آلية التسجيل في الجمعية، وهل هناك شروط أم أن المجال متاح لمن ترغب في الانضمام؟ - التسجيل يتم بناء على رغبة الطالبة وموافقة ولي أمرها، بمعنى أنه ليس إجبارياً لأن العمل يبدأ بعد الدوام المدرسي حتى لا يؤثر العمل الذي تقوم به في التحصيل الدراسي، وهذا يتم مرة واحدة في الأسبوع لمدة ساعة ونصف الساعة تحت اسم «لقاء المرشدات» يجتمعن فيه ويخططن في أي البرامج سيخدمن، ويتوّج نهاية العام بلقاء ترفيهي من إعداد المرشدات والزهرات. لكل عمل في بداية تطبيقه معوقات تحول دون استمراره في كثير من الأحيان... ما الصعوبات التي واجهتكن لتطبيق هذا المجال الجديد على المجتمع؟ - دعم وزير التربية والتعليم ونائب رئيس جمعية الكشافة الدكتور عبدالله الفهد وما لمساه من جدية في العمل والجهد ذلل كل الصعوبات. وأتذكر أن جمعية الكشافة العالمية أرسلت ملك السويد إلى المملكة وعند لقائه الأمير فيصل كان سعيداً ومنبهراً وقال حينها إنه غيّر تصوره عن المرأة السعودية التي وصلت إلى هذا الوعي، وهذا يشجعنا على الاستمرار. وللأسف فإن من انتقدونا لا يعرفون شيئاً عما تقدمه الجمعية، وبالتأكيد فإن الحكم على الشيء فرع من تصوره، وأتساءل ما تصوّر هؤلاء الذين يعارضون؟ هل هو مبني على واقع؟ هل أتوا ورأوا البرامج أم أنهم يحكمون هكذا؟ كم عدد الذين استطعتم إعادتهم إلى أهلهم خلال الحج؟ - أدخلنا السرور على 75 أسرة رد إليها أبناءها أو بناتها الذين تاهوا في الحج، وبهذا النشاط حققنا مقاصد الشريعة في حفظ النفس والمال والعرض. هل تمنحون مكافآت تشجيعية للمشاركات في الحج مثل ما يتم للبنين؟ - ذكر لي الدكتور عبدالله الفهد أنه ستكون للزهرات والمرشدات مكافآت خاصة، فنقلت له رغبتي في تحويل المبالغ إلى صندوق المرشدات، لأننا نريد أن يكون «التطوع» هو الأولى لإيماننا بأن ما نقوم به رسالة ولا بد أن يكون لها وقع في المجتمع. ما الذي تعمل عليه جمعيتكم في الفترة الحالية؟ - الآن نعد القائدات، ونريد أن تبدأ القائدات في العام الأول تشكيل فرق المدارس وإعطاءهن المبادئ الأساسية لمعنى «مرشدات»، نعلمهن الالتزام بالشارات والصافرات والأيادي، والوعد والقانون الذي يتكون من الصفات العشر الطيبة التي تهدف إلى تربية المواطنة الصالحة وهي: شريفة، مخلصة، نافعة، صديقة، مؤدبة، رفيقة، مطيعة، صبورة، مقتصدة، نظيفة وأصبحت هذه البنود تمثل إنشاداً تعبيرياً للزهرات في الجمعية. ما هو التنظيم الجديد لعمل الجمعية في ظل وجود الجمعية السعودية للكشافة؟ - ينتظر أن يتم الإعلان عن مجلس أعلى للكشافة والمرشدات تندرج تحته جمعية الكشافة السعودية (بنين) وجمعية مرشدات المملكة (بنات) برئاسة وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله، وتصبح الجهتان ضمن منظومة عالمية، لأننا كنا الدولة الوحيدة في العالم العربي التي لا توجد فيها مرشدات، ووجدنا ترحيباً من مؤتمر الاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات المنعقد أخيراً في الأردن. هل هناك تنسيق مع المدارس لتوسيع عمل الجمعية؟ - كما قلت فإن التسجيل ليس إجبارياً بل اختياري تطوعي، فالمدرسة التي تجد لديها الرغبة ترسل إلى جمعية المرشدات خطاباً تبدي فيه رغبتها في الانضمام إلى هذا النشاط، وبدورنا ندرّب القائدات لديهن ونشكّل الفرق ونعطي المنهج كاملاً ونكون على صلة مستمرة بهن. والأمير فيصل تركها لرغبة المدارس وليس فرضاً عليها، كون ذلك يعد من الأنشطة اللاصفية، كما أن الأمر متاح للأمهات للاشتراك في الجمعية، فإذا اجتازت الدورة التدريبية تصبح مساعدة قائدة، ثم تجتاز المقابلة الشخصية، وبعض الأشياء العملية التي تؤهلها لأن تكون قائدة، ويتم تشكيل الفرقة داخل المدرسة.