كشفت رئيسة مرشدات المملكة وحرم وزير العمل مها فتيحي، عن السماح بمزاولة النشاط الكشفي في بعض مدارس المنطقة الشرقية، ابتداء من شهر أكتوبر المقبل، عن طريق وضع الأساسيات الأولى بدورة توضح المعلومات الأساسية لنظام المرشدات. وأوضحت أنه من «المفترض أن تعمم الكشافة والمرشدات بكافة برامجها التدريبية والتأهيلية لكافة مناطق المملكة، إلا أننا بدأنا بالمنطقة الغربية قبل عام، والآن سينتقل النشاط إلى الرياض وحائل والمنطقة الشرقية، وستطبق التجربة نفسها، بتنوع الأنشطة الكشفية، وتطويرها، فيوجد الآن على مستوى المملكة 250 قائدة كشفية و500 مرشدة، وتم التنسيق مع ست مدارس بالمنطقة الشرقية، ونتوقع أن يرتفع العدد أكثر من خلال التعريف بالنشاط، ففي جدة مثلا يوجد 47 قادة». وأبانت ل «شمس» أن هناك تنسيقا مستقبليا يتم بين وزارة العمل والوزارات المعنية بالجانب الخدمي تصب في تعزيز العمل التطوعي لدى الشباب السعودي «سوف يكون هناك كثير من التنسيق بين وزارة العمل والوزارات الأخرى الخدمية لدعم فرق تطوعية تقوم على خدمة المجتمع والوطن وتوجه الشباب نحو العمل التطوعي». وأشارت إلى أن أول دور قامت به وزارة العمل هو دعمها متمثلة في الوزير «أعطوني المساحة القادرة التي مكنتني من القيام بخدمة وطني من واقع إيمانه بالعمل التطوعي إيمانا عميقا وصادقا». وذكرت مها فتيحي على هامش فعاليات ملتقى إبداع الثامن أمس الأول في فندق المركيور بالخبر، الذي أقيم تحت رعاية الأميرة جواهر بنت نايف ونظمته ملتقيات إبداع بالتعاون مع جمعية العمل التطوعي، ويستمر على مدى ثلاثة أيام, أن الشباب السعودي كانت له كلمته الأولى أخيرا في قطاع التطوع إبان سيول جدة، واستطاع إدارة الأزمة بكفاءة عالية «بيد أن آفة العمل التطوعي عدم التنظيم، وإذا لم يكن هناك إدارة للعمل التطوعي ينقلب إلى الفوضى، وهي غير مطلوبة، ولا يكون تنظيم العمل التطوعي إلا بنظام موجود ومقنن توزع فيه المسؤوليات، والأدوار، ويتم التدريب عليه، والتدرج فيه من متدرب إلى مساعد متطوع، إلى متطوع، إلى قائد تطوعي، وهكذا، هذا ما لمسناه في نشاط المرشدات، حيث فيه القوانين والأنظمة والمبادئ المرتكزة على مراحل مختلفة عمرية وعطائية؛ لكي يتنقل من رتبة إلى أخرى يجب أن يقدم الكثير من العطاء على هيئة مشاريع على الأرض فيها خدمة للمجتمع». وطالبت مها بإدخال ثقافة التطوع بوصفه منهجا دراسيا ومتطلبا أساسيا للتخرج من الثانوية، مستدلة بنتيجة استطلاع شمل 850 سيدة من مختلف شرائح المجتمع، بين أن 77 % من الآراء أيدت إدخاله منهجا ومقررا دراسيا, لافتة إلى أن آلية ذلك تتم عن طريق تخصيص 60 ساعة تتوزع على مدى السنوات الثلاث في المرحلة الثانوية، معللة ذلك بضرورة إدخال التطوع وتعزيزه لدى الشباب من الجنسين «من لا يخدم الوطن لا يستحق العيش فيه». وأشارت إلى أن الاستطلاع كشف عن ضعف المناهج الدراسية الحالية في تعزيز المواطنة، حيث أشارت نسبة 86 % إلى عدم شمول تلك المناهج ما يعزز المواطنة, إلى جانب أن مفهوم خدمة المجتمع غير واضح في المجتمع، وبينت 9 % من عينة الاستبيان أنه لا يوجد أثر ظاهر على المواطنة من واقع تدريس التربية الوطنية «النتائج أكدت على أن العمل التطوعي أساس في المواطنة». وأشادت رئيسة الملتقى نورة فيصل الشعبان إلى أن الفتاة السعودية منبع متدفق من الإبداع في كافة الحقول، بيد أن الأمر يحتاج منها إلى مبادرة ويحتاج من المجتمع إلى تشجيع, مشيرة إلى أن السنوات الأخيرة أثبتت علو كعب الفتاة السعودية في المجال التطوعي، الذي بات لغة الشباب الآن, مؤكدة على أن الدعم الذي تتلقاه المرأة السعودية من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين جعلها تعيش عصرها الذهبي, مشيرة إلى أن نشر ثقافة العمل التطوعي يعد واجبا إنسانيا لمن ارتقى مدى شعوره بمعاناة الآخرين ورعاية مصالح المحتاجين من خلال توعيتهم وتدريبهم. وأوضحت المديرة التنفيذية لجمعية العمل التطوعي رانيا بوبشيت في كلمتها أن «العمل التطوعي انعكاس للمسؤولية التي نشعر بها تجاه الآخرين، الذين لن نعمل معهم أو لهم إلا بشكل جماعي وبروح الفريق، لذا يصعب أن ينجح عمل تطوعي ما لم يكن خلفه فريق يؤمن بنفس الفكرة، ويعمل لتحقيقها بشكل جماعي يخلو من الفردية، وهكذا نحن في جمعية العمل التطوعي مع كافة المبادرات التطوعية الشبابية التي تبحث عن أرض خصبة للنمو والازدهار». فيما أشارت وزيرة التنمية البحرينية الدكتورة فاطمة البلوشي إلى تكوين منظمات أهلية شبابية بوصفها أحد أهم المبادرات التي نفذتها الوزارة في مجال العناية بالمنظمات الشبابية والعمل التطوعي، لافتة إلى أن عدد المنظمات وصلت إلى 504 منظمة, منوهة بتأسيس وبناء نموذج جديد للعلاقة بين القطاع الحكومي والقطاع الأهلي لتطوير علاقة فعالة وإيجابية مع القطاع تضمن تقديم الدعم الفني والمادي والمالي للمنظمات الأهلية في مختلف المجالات، ومؤكدة أنه على الرغم من عمرها القصير إلا أن المنظمات الشبابية أخذت تشق طريقا واضحا في العمل التنموي، وبدأت تنسج لها دورها المميز على مختلف الأصعدة، مشيدة بجهود الشابات السعوديات في تنظيم ملتقى إبداع الثامن «ما يميز الملتقى ابتعاده عن التنظير والسرد، وعمد إلى طرح واقع فعلي وعرض تجارب ونماذج ناجحة، هي ما يحتاجه العاملون في القطاع التطوعي من مشاهدة، وذلك لتبادل الأفكار والخبرات» .