تضمن لقاء الرئيس بشار الأسد يوم أمس مع فعاليات ريف دمشق، التأكيد على الوحدة الوطنية والتمسك بالثوابت ومكافحة الفساد وتكافؤ الفرص وبحث مطالب محلية للبلدان المحاذية للعاصمة، إضافة الى دعم عملية الإصلاح. وكان الأسد استقبل يوم أمس 22 من فعاليات ريف دمشق، هو الثاني بعد لقائه علماء الدين أول من أمس، ضمن سلسلة لقاءاته وفوداً من جميع المحافظات والمدن السورية، حيث «أكد ممثلو الوفود الرفض الكامل محاولات استهداف أمن واستقرار سورية ووقوفها إلى جانب مسيرة الإصلاحات التي يقودها الرئيس الأسد»، بحسب بيان رئاسي. وأوضح ل «الحياة» عمر ارشيد أن لقاء أمس الذي استمر ثلاث ساعات تضمن تقديم الرئيس الأسد رؤيته للأوضاع الراهنة والإصلاحات في المجالات السياسية والاقتصادية والخدمية والتعليمية، قبل أن يطلب من الحاضرين تقديم آرائهم وتصوراتهم للأوضاع الراهنة من البدان والقرى التي جاؤوا منها ومقترحاتهم للحلول الممكنة. وتحدث رشيد عن أهمية مكافحة الفساد والرشوة وتقديم حلول لمشكلة المياه في منطقته وخفض أسعار المحروقات، إضافة الى تأكيد أن يكون المسؤول مسؤولاً فعلاً لتجاوز أمور الروتين وحل موضوع التنظيم العمراني واستملاك الأراضي. وأعرب رشيد عن اعتقاده من أن سورية على وشك الخروج من الأوضاع الراهنة، الأمر الذي وافق عليه ياسر جنح أحد ممثلي أهالي داريا الذي قال ل «الحياة» إن مطالب أهالي بلدته «خدمية لا نريد أن تتحقق في ليلة وضحاها، بل في وقت معقول». وأضاف أن لسورية ثوابت وطنية تحافظ عليها وأنها تدفع حالياً ثمن تمسكها بهذه الثوابت، مؤكداً على الوحدة الوطنية. وأشار الى أنه تحدث في اللقاء عن استملاك الأراضي وإمكانية بناء عقارات في منطقته وفق ضوابط قانونية وأهمية أن تساعد القوانين المواطن. وقال: «إنني مواطن عادي وليس لدي أي منصب، لكن الرئيس الأسد رحب بي كغيري من أعضاء الوفد وأصحاب المناصب منهم». ويتوقع أن يواصل الأسد في الأيام المقبلة لقاءاته مع وفود من قطاعات ومدن مختلفة في البلاد. وكان لقاءه أول من أمس مع 21 من علماء دين ريف دمشق، تضمن التأكيد على دعم مسيرة الإصلاح وأهمية مكافحة الفساد و «وضع الرجل المناسب في المكان المناسب»، إضافة الى تعزيز اللحمة الوطنية لمواجهة محاولات الاستهداف الخارجي. الى ذلك، دعا القاضي محمد الغفري رئيس اللجنة المتعلقة بمكافحة الفساد المعنيين الى «تقديم أي مقترحات أو دراسات أو أفكار موضوعية من شأنها تطوير وإغناء عمل هذه اللجنة قبل إنجاز مهتمها بوقت معقول»، لافتاً الى أن مهمتها تتعلق ب «النزاهة والشفافية وتكافؤ الفرص والعدالة ومكافحة الجرائم». وأعلن مفتي درعا الشيخ رزق أبا زيد على شاشة التلفزيون السوري تراجعه عن استقالته من منصبه، قائلاً إن الاستقالة التي أعلنها سابقاً «حدثت تحت الضغوط والتهديدات»، موضحاً: «أسرتي كانت تعيش في قلق شديد بسبب هذه التهديدات. إذ نقل لي أكثر من مرة كلام من الشارع بأني لا أكلف إلا رصاصة في رأسي وأخبرني ابني أن خمسة شبان يستقلون سيارة أوقفوه قرب المقبرة ووجهوا له ولي تهديداً مباشراً بالقتل وأخبروه بصريح العبارة: إما أن يستقيل والدك ويكون معنا وإما نقتلك ونقتله». ونقلت «الوكالة السورية للأنباء» (سانا) عن أبا زيد قوله: «هناك مؤامرة يتم تنفيذها على مراحل في سورية التي مرت بمختلف أنواع الضغوط خلال الأعوام الماضية، لكنها خرجت منها واستمرت المؤامرة ويجب معرفة ما يحاك ضد هذا البلد ومدى خطورته لأنه يهدف للتقسيم وبث الفتنة والطائفية، في حين أننا نعيش وحدة ولحمة وطنية تعد مثالاً يحتذى في العالمين العربي والإسلامي داعياً الله أن يحفظ سورية وقائدها الرئيس الأسد». ونفت مصادر مطلعة ل «الحياة»أن تكون الحكومة السورية قد أعطت موافقة لبعثة دولية لزيارة مدينة درعا، قائلة إن «لا حاجة لزيارات كهذه باعتبار أن المواد التموينية والغذائية متوافرة في المدينة وإن منظمة الهلال الأحمر السورية قامت بزيارة سابقة الى درعا، إضافة الى أن الحكومة تواصل توفير المواد الدوائية والغذائية».