يواصل الرئيس بشار الأسد لقاءات مع وفود مختلفة من المدن السورية للاستماع الى آرائهم ومقترحاتهم إزاء الأحداث التي يشهدها بعض مناطق البلاد، إذ استقبل أمس وفداً شبابياً وآخر من فاعليات مدينة اللاذقية غرب البلاد. وقال احد المشاركين في الوفد الشبابي ل «الحياة» إن اللقاء الذي استمر نحو ثلاث ساعات، تضمن تقديم تصورات الشباب وآرائهم في الأوضاع الراهنة ومقترحات للحلول الممكنة، موضحاً أنه تحدث بصفته أحد أبناء درعا عن وجهة نظره في أحداثها الأخيرة. وأضاف: «معظم أهالي درعا مسرور بدخول وحدات الجيش إليها لإعادة الأمن والآمان إليها لأن الوضع السابق استغلته مجموعات معينة لتخويف الناس». وتابع انه قدم في اللقاء الذي ضم 14 شاباً من قطاعات مختلفة، تحليلاً لأسباب وصول الأحداث إلى ما وصلت إليها، بينها تولي سلطات محلية بعيدة من هموم الناس وكانت تمارس نوعاً من التعالي على المواطنين، إضافة إلى تقصير بعض الوجهاء في إيصال الصورة الحقيقية إلى الجهات المختصة. وقال إن «جهات خارجية استغلت هذه الأوضاع وتظاهرات الناس ومطالب محقة لهم لتحقيق أهدافها ضمن مؤامرة خارجية». وأشار إلى أن مداخلات الآخرين تناولت أيضاً قوننة العمال في القطاع الخاص ودعم القطاع الحكومي ومكافحة الفساد وإزالة أسباب ظهوره. وقال إن الرئيس الأسد كان يسمع إلى آراء الشباب ويطلب مقترحات وأفكاراً للحلول المقترحة. وقالت جوليا جمال إنها تحدثت عن خلفيات أحداث مدينة حمص وسط البلاد، وكيف استغلت مجموعات مسلحة الأمور وبدأت بإطلاق النار عشوائياً. كما تحدثت عن أمور عامة تتعلق بالأحزاب السياسية ومكافحة الفساد وتطوير الإعلام والجامعات الخاصة. واعتبرت أن المرحلة المقبلة ستشهد تركيزاً على الإصلاح القضائي وتعزيز الثقة بدور القضاء في البلاد، وتطوير الإعلام السوري ووسائله. والتقى الأسد بعد ذلك 25 من وجهاء اللاذقية لنحو أربع ساعات، وقال يحيى وزان ل «الحياة» إن اللقاء تضمن مناقشة صريحة للأحداث التي حصلت في البلاد وكيفية تدارك مسبباتها، إذ تناول المتحدثون مكافحة الفساد والإصلاح الإداري وتكافؤ الفرص والعلاقة بين المسؤول والمواطن وسبل ردم الفجوة بينهما. وأشار إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد المضي في الإصلاح مع أهمية تجاوز المرحلة الراهنة وأسبابها.