أكد الرئيس السوري بشار الأسد خلال لقائه رئيس «اللجنة الدولية للصليب الاحمر» جاكوب كلينبرغر في دمشق أمس، أهميةَ «الاطلاع المباشر» على الأوضاع في سورية، مرحّباً بعمل اللجنة «طالما أنها مستقلة وتعمل بموضوعية بعيداً من التسيسس». وكان الأسد استقبل كلينبرغر الذي قام بزيارة لسورية استمرت يومين، تضمنت لقاءات مع وزير الخارجية وليد المعلم ووزير الدولة لشؤون الهلال الأحمر جوزف سويد، إضافة إلى زيارات لمناطق مختلفة في البلاد. وأفاد بيان رئاسي أن رئيس «اللجنة الدولية للصليب الاحمر» شكر الأسد على «التعاون الكبير والتسهيلات الكثيرة التي قدمتها الحكومة السورية للوفد للوصول إلى مدن ومناطق سورية متعددة وتقويم الأوضاع فيها وزيارة مراكز الاعتقال»، وان الأسد «أكد أهمية الاطلاع المباشر على حقيقة الأوضاع في سورية، خصوصاً في ظل التشويه الإعلامي الكبير لهذه الحقائق، مرحباً بعمل اللجنة طالما أنها مستقلة وتعمل بموضوعية بعيداً من التسييس». وكان المعلم عرض مع كيلنبرغر «جهود الحكومة لإعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد وتعزيز مسيرة الإصلاحات التي أعلنها الرئيس الأسد»، لافتاً إلى أن المستشفيات العامة في البلاد «في جهوزية دائمة لتقديم الخدمات اللازمة لجميع المواطنين». وبحث سويد مع كلينبرغر في «علاقات التعاون القائمة بين الهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر الدولي»، إضافة إلى «السبل الكفيلة لتطوير التعاون وتنميته ليشمل المجالات الطبية والإنسانية كافة». في غضون ذلك، نقل التلفزيون الحكومي السوري عن «مصدر إعلامي» أن زيارة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي لدمشق غداً «تأتي في إطار دوره كأمين عام ولا ترتبط بأي مبادرة أو ورقة»، مشيراً إلى أن محادثاته مع كبار المسؤولين ستتناول «آخر التطورات». إلى ذلك، قام وفد من خمسة أعضاء في «حزب الشعب الجمهوري» التركي بجولة في حي الرمل الجنوبي في اللاذقية غربي البلاد، بحسب وكالة الأنباء الرسمية «سانا»، التي أفادت أن الوفد «استمع إلى سكان الحي الذين دحضوا كل ما سوّقته قنوات التحريض الإعلامية من أكاذيب، مؤكدين أن الحي لم يتعرض إلى أي أذى أو أضرار من قبل الجيش، الذي حماهم من المجموعات الإرهابية المسلحة التي عاثت فساداً وقتلاً وتخريباً في حيهم». وأضافت الوكالة الرسمية أن أهالي الحي «قدموا لأعضاء الوفد شرحاً تفصيلياً عن حقيقة ما جرى في الحي واستهداف الإرهابيين له ومحاولتهم العبث في استقراره تنفيذاً لأجندات خارجية تستهدف النيل من سورية ووحدتها الوطنية، موضحين أن الخدمات متوافرة في الحي في شكل جيد». ونقلت «سانا» عن رئيس الوفد عثمان فاروق لوغ أوغلو قوله: «ننظر إلى سورية كدولة شقيقة وليس كدولة جارة لتركيا، وننقل رسالة محبة وأخوّة الى الشعب السوري»، مؤكداً أن «استقرار سورية يعني استقرار المنطقة برمتها». وزاد أن «سورية تجتاز مرحلة صعبة رغم وجود وجهات نظر مختلفة حول ما يجري فيها من أحداث، والوفد بعد تواصله مع المسؤولين والمواطنين سينقل الصورة الصحيحة عن سورية». في غضون ذلك، بدأت أمس التحضيرات لإطلاق حوارات على مستوى المحافظات لمدة أسبوعين «بهدف تحقيق أوسع مشاركة شعبية في الحوار حول الرؤية المستقبلية لبناء سورية في مختلف المجالات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومتابعة خطوات برنامج الإصلاح الشامل بقيادة الرئيس الأسد»، بحسب الوكالة الرسمية. وتشمل الحوارات ثلاثة محاور تتعلق ب «الحياة السياسية والإصلاح السياسي المنشود، والمحور الاقتصادي الاجتماعي، ومحور احتياجات المحافظة والرؤية المحلية لتطويرها في مجال الخدمات والتنمية والإدارة». واضافت «سانا» أن المحور السياسي يتناول قضايا مقترحة لجلسات الحوار «تتعلق بالتحديات السياسية الراهنة والمستقبلية وسبل صيانة الوحدة الوطنية وكيفية مواجهة المؤامرة الخارجية ومسألة الدستور والمبادئ الأساسية وقوانين الأحزاب والانتخابات والإدارة المحلية وواقع الإعلام ودوره في الرقابة الشعبية». ويتوقع ان تشكل في الايام المقبلة لجنة لمراجعة الدستور السوري، كما يتوقع ان تقوم اللجان التحضرية بتوثيق نتائج الحوارات لرفعها في نهاية الشهر الجاري ليتم تشكيل محاور الحوار الوطني الشامل.