تتسارع تحركات صناع القرار في عميد الأندية السعودية حول تنصيب رئيس للنادي لأربع سنوات مقبلة، بالتزكية من أعضاء الشرف، خلفاً عن الإدارة الحالية المكلفة برئاسة المهندس إبراهيم علوان، إذ بحث مسيرو النادي عن شخصية اتحادية ذات صفات محددة يتفق عليها أغلب الاتحاديين، وشهدت الساعات الأخيرة مساع حثيثة واجتماعات سرية من أجل الوصول للرئيس الأنسب، ودخل في دائرة اهتماماتهم قلة من الشخصيات المقترحة في وقت يُجمع فيه الكثيرون على شخصية تم تحديدها من هؤلاء المسيّرين. وتشير مصادر «الحياة» أن عضو شرف غير مؤثر عرض على مسيري النادي أسماءً عدة، ذات نفوذ اقتصادي، بعيدة عن الاهتمام بالوسط الرياضي، وإن كانت تلك الأسماء من عائلات اتحادية شهيرة في جدة، إلا أن مسيري النادي لم يقتنعوا بهذه التوجهات كون الأسماء المطروحة غير معروفة بالنسبة لها، وفضلوا السير في اتجاه شخصية لها الخلفية والدراية الرياضية وأنظمة الرئاسة العامة لرعاية الشباب ولوائح الاتحاد السعودي لكرة القدم، فضلاً عن العطاءات والخدمات التي قدمها للنادي في السنوات الماضية. وجددت المصادر نفسها تأكيداتها بأن اللواء محمد بن داخل بات الأقرب من سدة الرئاسة الاتحادية، كونه شخصية توافقية وتنطبق عليه الشروط التي حددها صناع القرار في «العميد»، وكما أشارت «الحياة» في أعداد سابقة لها، إذ أبانت أن بن داخل الشخصية الشرفية الأقرب للكرسي الساخن، وألا صحة لدخول شخصيات من رجال الأعمال على صعيد رسمي للمنافسة على كرسي الرئاسة، كون الرغبة غير موجودة لدى المؤثرين والداعمين في البيت الاتحادي في الفترة الحالية سوى لابن داخل الذي عمل في إدارات سابقة. وفي الاتجاه نفسه كشفت المصادر الموثوقة أن عدداً من أعضاء الشرف قاربوا الخمسة عشر شرفياً، رفعوا للرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل خطاباً طالبوا خلاله بتزكية أو تكليف بن داخل رئيساً للنادي بعد نهاية فترة تكليف علوان، والذي تنتهي فترة رئاسته الشهر المقبل، وتصدرت قائمة الموقعين على الخطاب أسماء بارزة يتقدمهم الأمير طلال بن منصور والأمير خالد بن فهد وأمين أبو الحسن، في الوقت الذي لا يمانع صانع القرار العضو الداعم في الاتفاق رغبة الاتحاديين متى ما كان همّ الرئيس المقبل المصلحة الاتحادية. ويبدو أن أمر حسم الرئاسة الاتحادية بصفة نهائية سيكون خلال الأسبوع المقبل، بعد نظر الرئيس العام لرعاية الشباب على الملف الاتحادي المتنوع سواءً بمطالب الشرفيين، أو بطلب الإدارة الاتحادية المتمثل في تمديد تكليفها لمدة شهرين مقبلين استقراراً لأوضاع فرق النادي والاستحقاقات المشارك بها. وأرجأ الأمير نواف بن فيصل النظر في الملف المتعلق بالرئاسة الاتحادي نظراً لكونه في مهمة رسمية في المغرب، على أن يدرس الملف بأطرافه المختلفة كافة، مع الالتقاء مع شخصية اتحادية مهمة في الساعات القليلة المقبلة، قبل اتخاذ القرار النهائي. من جانبه أكّد المرشح للرئاسة محمد بن داخل الجهني أن ملفه الانتخابي جاهز ويضم أسماءً اتحادية معروفة، وأنه مازال مصراً على تقديم نفسه متى ما فتحت فترة الترشيح، لثقته في أنه سيقدم عملاً جيداً للنادي في الفترة المقبلة، وقال: «تهمني مصلحة الاتحاد بالدرجة الأولى لا كرسي الرئاسة، إذ إن رئاسة النادي مسؤولية وأمانة يجب أن تؤدى كما يجب، ومتى ما وجد الاتحاديون أنني الأنسب فأنا جاهز، وقد بدأنا خطواتنا الأولى، وإذا ما رأوا غيري فأنا معهم وسنكون قلباً وقالباً مع من يفوز بالرئاسة».