مع تسارع وتيرة تحقيق روبرت مولر باحتمال تواطؤ حملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع روسيا، شن البيت الأبيض والجمهوريون في الكونغرس هجوماً منهجياً على مكتب التحقيق الفيديرالي (أف بي آي) ودعوا إلى «تطهيره»، في وقت ظهرت مؤشرات إلى تعاون مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين مع فريق مولر، ما يعني احتمال إيقاعه بشخصيات بارزة. وكشفت صحيفة «واشنطن بوست» أمس، أن الفريق القانوني لترامب يعمد إلى توصيف فلين ب «الكاذب» الذي يسعى إلى حماية نفسه، تحسباً لاتهامه الرئيس أو أحد كبار مساعديه بالتورط في الاتصالات مع روسيا خلال الانتخابات. ورجحت الصحيفة أن فلين وعد المحققين بمستوى عالٍ من التعاون في مقابل تخفيف الاتهام الوحيد ضده، ما قد يطاول شخصيات كبيرة في البيت الأبيض بسبب موقع فلين الحساس خلال الحملة وبعدها. ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مصادر قريبة من ترامب أن البيت الأبيض لا ينوي مسامحة فلين في هذه المرحلة، وأن تشويه سمعته واتهامه بالكذب هما الاستراتيجية التي سيمضي بها الفريق، كون المستشار السابق كذب سابقاً على «أف بي آي». بالتوازي، بدأ البيت الأبيض والجمهوريون هجوماً منظماً ضد «أف بي آي»، كون الكثير من مصادر مولر ومعلوماته تأتي من وكلائها. وبعد تغريدات ترامب نهاية الأسبوع ضد نائب مديرها أندرو ماكايب، أعلن نائب جمهوري تأييده «حملة تطهير» داخل الوكالة ووزارة العدل. وكان النائب عن فلوريدا فرانسيس روني دعا بداية الأسبوع إلى «حملة تطهير» مسؤولين في مكتب التحقيق الفيديرالي ووزارة العدل فيما يقترب التحقيق الذي يقوده مولر في شكل متزايد من المقربين من ترامب. وقال روني: «قلق جداً من أن وزارة العدل و «أف بي آي» ابتعدا من الخط المحدد لهما». لكنه سارع إلى تخفيف لهجته لاحقاً، وأقرّ بأن دعوته إلى «حملة تطهير» ربما كانت «تعبيراً قوياً»، وإن أعرب عن «إحباطه» إزاء ما اعتبره انحيازاً سياسياً لدى بعض المسؤولين، بينهم محققون فيديراليون، بعد الكشف لوسائل الإعلام عن رسائل نصية معادية للرئيس كتبها عميل رفيع المستوى. وحمل ذلك جمهوريين أخيراً على ممارسة ضغوط على وزارة العدل كي تعيّن محققاً مستقلاً آخر ليتولى التحقيق في تواطؤ محتمل بين فريق حملة ترامب والكرملين. كما دعا محامي الرئيس الأميركي جاي سيكولو إلى تحقيق خارجي في انحياز مفترض. وكان مولر استبعد العميل بيتر ستورزوك والمحامية الفيديرالية ليزا بيدج من التحقيق في التدخل الروسي في تموز (يوليو) بعد أن علم بعلاقتهما خارج الزواج. وكشفت مئات الرسائل النصية بينهما، وغالبيتها خلال الحملة الانتخابية الرئاسية عام 2016، أن ستورزوك وصف ترامب ب «الغبي»، بينما قالت بيدج إن «هذا الرجل لا يمكن أن يكون رئيساً». وكان ترامب طرد مدير «أف بي آي» جيمس كومي في أيار (مايو) الماضي، ما استدعى تعيين مولر الذي سيكون من الصعب طرده. وقد يكشف مولر اتهامات جديدة واستدعاءات من داخل البيت الأبيض في الأسابيع المقبلة بسبب نيته الانتهاء من التحقيق قبل المحاكمات مطلع أيار المقبل. ولاحقت حملة ترامب أيضاً اتهامات بالتحرش الجنسي، مع توجيه المغنية جوي فيلا اتهاماً للمدير السابق للحملة كوري ليفاندوفسكي بالتحرش بها خلال حفلة في تشرين الثاني (نوفمبر)، إذ قالت فيلا إنها اتصلت بالشرطة في واشنطن الأحد لاتهامه. وأضافت لموقع «بوليتيكو» الإخباري وشبكة «سي أن أن» أن ليفاندوفسكي لمسها من دون رضاها خلال حفلة لالتقاط الصور في فندق ترامب في واشنطن، علماً أن فيلا من المؤيدين لترامب، وارتدت فستاناً خلال حفلة توزيع جوائز «غرامي» العام الحالي عليه شعار الحملة: «اجعلوا أميركا عظيمة مرة أخرى».