أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه لا يعتزم إقالة المحقق الخاص روبرت مولر، وإن انتقد حصول مكتبه على آلاف الرسائل الإلكترونية التي تبادلها أعضاء في الفريق الانتقالي لترامب، قبل تنصيبه في 20 كانون الثاني (يناير) الماضي. وندّد الرئيس بتمكّن مولر من نيل الرسائل الإلكترونية، معتبراً أن الأمر «لا يبدو جيداً»، وكرّر تأكيده أن «لا تواطؤ» بين حملته وروسيا، لكنه شدّد على أنه يعتزم عزل مولر الذي يحقق في «تدخل» موسكو في انتخابات الرئاسة الأميركية واحتمال «تواطؤها» مع حملة ترامب. وكان وزير العدل السابق إريك هولدر حذر من أن «إقالة مولر خط أحمر مطلق»، مضيفاً: «في حال أُقيل أو عُرقل تحقيقه، فستحصل تعبئة شعبية حاشدة وسلمية. يجب الإصغاء إلى الشعب الأميركي، إذ سيؤدي دوراً حاسماً». ووجّه مولر اتهامات إلى مساعدين لترامب، بينهم الجنرال المتقاعد مايكل فلين، المستشار السابق للأمن القومي في البيت الأبيض، والذي أقرّ بكذبه على محققي «مكتب التحقيقات الفيديرالي» (أف بي آي) ووافق على التعاون مع مولر. لكن فريق الرئيس شكا من «إدارة الخدمات العامة»، وهي وكالة اتحادية، «أصدرت في شكل غير قانوني» آلافاً من الرسائل الإلكترونية وسلّمتها إلى محقّقي مولر. واعتبر وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوشين أن الوقت حان لينتهي التحقيق «سريعاً»، مستبعداً «اكتشاف شيء»، وتابع: «الناس يريدون الانتقال إلى موضوع آخر». في المقابل، نفى ناطق باسم مولر ارتكاب مخالفات، وزاد: «عندما نحصل على رسائل إلكترونية في إطار التحقيق، فذلك يتم سواء بعد موافقة صاحب الحساب أو بموجب إجراء جنائي ملائم». في غضون ذلك، أشاد الكرملين ب «تعاون نموذجي» بين أجهزة الاستخبارات الروسية والأميركية، بعد مساهمة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إي» في إحباط مخطط لهجوم على كاتدرائية في سان بطرسبورغ. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن هذه المعلومات أدت إلى توقيف 7 من أنصار جماعة تابعة لتنظيم «داعش» في المدينة الأسبوع الماضي. وأضاف أن هناك «اتصالات متقطعة بين أجهزة استخباراتنا، لكن في هذه الحالة كانت هناك معلومات قيّمة جداً ساهمت في إنقاذ أرواح كثيرة. وتابع: «لا يمكن وصف ذلك بأقلّ من أنه نموذج مثالي على التعاون في مكافحة الإرهاب. لا يمكن أن يُقابل ذلك إلا بارتياح وامتنان. تلك هي المعايير التي علينا أن نتطلّع إليها، لتحديد مسار الأمور مستقبلاً» بين الجانبين. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصل بترامب وشكره على «المعلومات التي سلّمتها سي آي إي» لموسكو، لافتاً إلى أنها «كانت كافية لرصد المجرمين والبحث عنهم واعتقالهم».وأعلن البيت الأبيض أن «الرئيس ترامب أعرب عن تقديره للمكالمة، وقال لبوتين إنه وكل أجهزة الاستخبارات الأميركية كانوا سعداء بمساعدتهم على إنقاذ عدد كبير من الأرواح». وأضاف أن ترامب شدد «على أهمية التعاون الاستخباراتي لهزيمة الإرهابيين أينما كانوا».