أكد الكاتب فهد الشريف تراجع إسهامات المثقفين والنخبة في تنمية المجتمع، مشيراً إلى غياب تأثيرهم الاجتماعي والثقافي في حركة الواقع المجتمعي، «فلم يعدوا قادة الرأي العام، ولا هم بالاستشرافيين للمستقبل القادم أو القريب، فقد رحلت تلك الأوهام حين كانوا ينظرون لعطائهم بوصفه إنارة للطريق ومنقذاً من الضلال» وقال في محاضرة قدمها في نادي تبوك الأدبي أخيراً بعنوان «المثقفون في عالم متغير» أدارها الدكتور عبدالله البلوي، إن: «من ينظر حولنا ويتأمل في المشهد الحياتي الإنساني للأحداث الإنسانية في مختلف البقاع، يرى أن ممن نصفهم بالنخبة، ليس لهم حضور بارز في تحريك مجريات الأمور كما كانوا في السابق إبان التحولات المجتمعية والفكرية، بل إنهم مثلهم مثل سائر الفئات الاجتماعية»، مؤكداً أن الثورات الشعبية التي يعيشها العالم العربي «أتت من البسطاء أو من شعوب تلك البلدان دون غيرهم، من شباب صغير في السن، لا يحمل في أجندته أي مشروع فكري أو سياسي، بقدر ما يدفعه واقع مرير يعيشه. حرّك هذا الجيل الصاعد أو الجديد تواصل اجتماعي حقيقي بينهم كأفراد تجمعهم مصلحة واحدة، ومصير تاريخي، هو البحث عن حياة معيشية، وحرية إنسانية، وحقوق مدنية، مساواة بأقرانهم من أبناء الشعوب المتقدمة، كان التواصل بينهم عبر وسائط تقنية متمثلة في مواقع التواصل الاجتماعي،عبر هذه القنوات وصفحات التعارف الشخصية قرر الإنسان العادي والمواطن البسيط والشاب الحالم أن يلعن تلك المثاليات والأوهام الثقافية». وتساءل الشريف: أين هم المثقفون من هذا الحراك؟ وقبل ذلك أين هم من صناعة القرارات العامة في نهضة مثل هذه البلدان أو غيرها، ممن تحتاج للمثقفين وقادة الرأي الذين يمتلكون الرؤية الفكرية المستقبلية، لتحسن أوضاعهم والاشتغال على هذه القضايا المصيرية». وخلص الشريف إلى أن المثقف العربي في السنوات الماضية، كان «هامشياً منزوياً عن الفعل الثقافي والحراك الاجتماعي، ولا يتجاوز تأثيره سوى التعليق والكلام عبر الاستطلاعات الصحافية أو شاشات التلفاز».